فشل ريـال مدريد في استعادة صدارة الليجا عقب تعادله السلبي أمام مالاجا بدون أهداف في الجولة السادسة من الليجا على ملعب سانتياجو برنابيو في المباراة التي لم يتفوق فيها رفائيل بنيتيز تكتيكيا على المدرب خافي جراسيا ولكن ما هي الأسباب التي أدت لذلك؟
لعب بنيتيز بخطة تشابه تلك التي خاض بها معركة سان ماميس يوم الأربعاء أمام أتلتيك بلباو حيث اعتمد على استراتيجية 4-3-3 في الهجوم و4-4-2 في الدفاع ولكن الاختلاف كان في مراكز بعض اللاعبين، وهو الأمر الذي أدى لوجود اختلاف في طريقة اللعب.
أمام مالاجا لعب بنيتيز بمودريتش وإيسكو كلاعبي وسط هجوميين وأمامهما كريستيانو رونالدو وخيسيه ردودريجز على طرفي الملعب وبنزيمة كرأس حربة، فيما أن الأمور أمام أثلتيك كانت مختلفة وبالأخص في الشوط الأول حينما كان هناك محور ارتكاز ثلاثي مكون من مودريتش وتوني كروس وماتيو كوفاسيتش عمل ضبط الايقاع وصناعة اللعب دون توقف ولكن في نفس الوقت دون تسرع.
كان إيسكو أمام أتلتيك ينطلق من الناحية اليمنى للعمق لتقديم المساعدة فيما أن كريستيانو كان يعمل على تفريغ المساحات للقادمين من طرفي الملعب أو منتصفه بجانب دور بنزيمه وتحركاته، ولكن أمس أمام مالاجا فإن إيسكو شغل مركز لاعب الوسط الأيسر حيث يميل لجعل اللعب عموديا بصورة مبالغة فيها وهو الأمر الذي حرم كريستيانو وخيسيه من الراحة حيث كانت الكرات تصل دائما عندهما لغياب الحلول الابداعية من وسط الملعب.
غاب عن الفريق مسألة الصبر والتأني حيث كان كل الثقل للعب العمودي، بمعنى آخر كان يجب الموازنة بين هذا وذاك لأن ريـال مدريد افتقد لقدرة تجهيز الهجمات في العمق حيث كانت أغلب فرص الشوط الأول عبارة عن عرضيات من خارج المنطقة يسهل توقعها ومواجهتها من قبل قلبي دفاع مالاجا أنجيليري وويلنجتون.
من جانبه كان خافي جراسيا مدرب مالاجا واقعيا حيث لعب بخطة 4-4-2 بخطوط متقاربة للغاية وفكرة اجبار ريـال مدريد تحديدا للجوء للعرضيات، حيث عمل على تغطية المساحات والممرات الداخلية وبالنسبة للهجوم فإنه اعتمد على اللعب المباشر لبطله نور الدين أمرابط الذي يجيد استلام الكرات من خلف أظهر المدافعين وخلق الأفضلية لزملاءه القادمين من الخلف.
مع انتهاء الشوط الأول ظهر جليا أن طريقة هذا التشكيل من لاعبي الريـال كانت تفضل البحث عن المرمى بأقصر الطرق عن الوصول له بعد تأني، وهو الأمر الذي انتقده المدير الفني للريـال رفائيل بنيتيز في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة وأشارة لضرورة تعديله،
بعد اصابة خيسيه في الدقيقة 59، دفع بنيتيز بالكرواتي كوفاسيتش والذي كان تغييرا صائبا للغاية لأن وسط الملعب كان يصرخ لادخال زميل أخر يساعد في الاعداد وزيادة السيطرة وتأخير لحظة اكساب اللعب طابعا عموديا، حيث أصبحت منطقة الوسط الآن هي نفس تلك التي كانت تلعب أمام أثلتيك.
لا يجب نسيان الدور الذي لعبه حارس مالاجا الكاميروني كارلوس كاميني في الشوط الثاني تحديدا حيث تعملق أمام غياب دقة لاعبي الريـال حيث أن الملكي سدد أكثر من 30 كرة على المرمى من ضمنها 13 لكريستيانو رونالدو نفسه ولكن أي منها لم تجد طريقها للشباك بسبب التسرع.
عمد الريـال قبل نهاية المباراة الاعتماد على بناء الهجمة من ناحية اليسار التي ازدحمت بمارسيلو وكوفاسيتش وكريستيانو وبنزيمة بل وايسكو في بعض الأحيان، بينما كان كارباخال يصعد للأمام كلما أتيحت له الفرص حيث لم يكن يتلقى دعما سوى من مودريتش ولكن التسرع في اللمسة الأخيرة عمل على ضياع ضبط الايقاع الذي نفذه كوفاسيتش.
ويحسب لمالاجا أنه وسط ضغط الشوط الثاني وعلى الرغم من طرد أمرابط في الدقيقة 77 تمكن من الحفاظ صلابته الدفاعية في الكثير من اللحظات مع محاولة الوصول لمرمى كيلور نافاس كلما سنحت الفرصة، فعلى الرغم من كمية الفرصة التي أتيحت للريـال إلا أن النادي الأندلسي كان طموحا حتى وهو بعشرة لاعبين.