كشف تقرير رسمي لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية «فاو» عن أن «الصراع في سوريا خلّف تأثيرا مدمرا على قطاع الزراعة، مع اختلال أسواق المواد الغذائية وسلاسل التوريد، ودمار الكثير من شبكات الري وغيرها من البنى التحتية الحاسمة، على نحو لم يترك للمزارعين ومربي القطعان أي خيار آخر سوى هجرة حقولهم والتخلي عن قطعانهم، أمّا من يرابط في مناطقه فيعجز عن الوصول إلى الأسواق أو الحصول على البذور والأسمدة وغيرها من المدخلات الأساسية، وفي غضون ذلك، أضر تدفق اللاجئين السوريين أيضا بالزراعة لدى البلدان المجاورة المضيفة لهم».
وأوضح البيان أن المنظمة تعكف على العمل مع الشركاء لتعزيز الأمن الغذائي، وإعادة بناء قدرات الأسر والمجتمعات المحلية في سوريا والبلدان المجاورة على التجاوب، وذلك من أجل إنقاذ سبل المعيشة في الوقت الذي تساعد فيه المجتمعات المحلية على إعادة إرساء أسس انتعاشها الاقتصادي ذاتيا على المدى الطويل.
وأشار التقرير إلى أن «فاو» تعكف على «تركيز أولوياتها على مساعدة الأسر الأشد ضعفا، لتحسين إمكانياتهم في تدبير الغذاء والتغذية والدخل»، موضحا أن «التدابير تشمل تقديم مساعدات من البذور لتمكين المزارعين السوريين من إتمام حصاد الحبوب بما يكفي لتلبية الاحتياجات الغذائية المباشرة لأسرهم، وتنظيم برامج (النقد مقابل العمل) لتوليد فرص الدخل، مع إصلاح البنى التحتية الحاسمة للمزارع، وتقديم الدعم البيطري وتنفيذ حملات التطعيم التحصيني في العراق والأردن ولبنان وسوريا لحماية الصحة الحيوانية والموارد الحيوية للتغذية، وتوزيع مستلزمات الإنتاج في الفناء الخلفي لتمكين العائلات النازحة والمُضيفة من امتلاك وسائل لإنتاج أغذية ثرية بالمغذيات، كالبيض والحليب والخضروات».