أكد الدكتور أحمد حسين يونس، رئيس مصلحة الآثار الليبية، أن المجتمع الدولى يقف متفرجاً على الأوضاع فى ليبيا وتهديدات تنظيم داعش الإرهابى.
وقال «يونس»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، إن الأوضاع فى ليبيا كارثية، مشيراً إلى أن داعش يهدد بتدمير الآثار الليبية لتصبح مثل الآثار العراقية والسورية، ويمتلك أموالا من تجارة الآثار تكفيه لتسليح جيوش كبرى.. وإلى نص الحوار:
■ ما جهود السلطات الليبية لمواجهة الخطر الذى يمارسه تنظيم داعش الإرهابى؟
- الوضع فى ليبيا صعب للغاية سواء من الناحية السياسية والأمنية والاقتصادية أو حتى الثقافية لما تحويه ليبيا من آثار تاريخية مهمة، فالمواقع الأثرية تواجه خطراً كبيراً، بسبب التهديدات التى يمارسها تنظيم داعش الإرهابى بتحطيم الآثار، ويؤسفنى القول إن المجتمع الدولى يقف متفرجا على تدهور الأوضاع فى ليبيا، فهى تواجه خطر الإرهاب بشكل منفرد، كما أن الدعم الدولى للجيش الليبى والحكومة الليبية ضعيف جدا، وهناك ازدواجية فى المعايير فى التعامل مع الأوضاع، وقد ناشد السيد حبيب الأمين، وزير الثقافة الليبى السابق، المجتمع الدولى الوقوف بقوة فى مجال حماية الآثار الليبية، نعمل بكل جهد فى هذا الشأن لكن الجهود الشخصية وحدها لا تكفى، لذلك نحن نحتاج إلى موقف قوى يخفى الهم الأكبر وهو القضاء على داعش.
■ تدهور الأوضاع ساهم فى زيادة تهريب وتجارة الآثار فى ليبيا.. ما هو دوركم لردع هذا الخطر؟
- ردع مهربى الآثار يعتمد على التعاون الإقليمى مع دول الجوار، وبالفعل تم إصدار قوائم بأسماء المهربين لضبطهم بالتعاون مع تونس ومصر، فبهذه الطرق سنتمكن من ملاحقة المهربين.
■ قالت المديرة التنفيذية للتحالف الدولى لحماية الآثار، تيس دافيس، إن داعش يمتلك أموالا من تجارة الآثار تكفى لتسليح جيش بأكمله هل تؤيدها فى هذا الرأى؟
- أؤيدها بالطبع بالرغم من أن وصفها فيه نوع من التبسيط لذلك سأكون أكثر تشددا منها وسأقول إنها تكفى لتسليح جيوش كبرى، فداعش يعتمد على تجارة الآثار كجزء أساسى فى عملية تسليحه، وهذا شىء واضح للجميع، فهو يمتلك ثروات فى العديد من الدول مصدرها هذه القطع الأثرية، فالتنظيم يريد طمس الحضارة الليبية، وهذا يذكرنا بتحذير وزير الثقافة الليبى الأسبق بأن هناك كارثة أثرية تحدث فى ليبيا إذا استمر هذا التنظيم.
■ ما هو الحل للحفاظ على التراث الليبى؟
- تشخيص الحالة الليبية وتحديد مكان الخطر على التراث الثقافى يحتاجان لخطط فاعلة، فنحن الآن نواجه مافيا تجار الآثار وهذا ليس موضوعا جديدا بالنسبة لليبيا، حتى فى عهد القذافى كانت هناك تجارة للآثار لكن بشكل مقنن، وبعد الثورة الليبية توسعت عملية التجارة بالآثار، لكن القطع المهمة مازالت متواجدة فى المتاحف.
■ ما الحل الحاسم للقضية الليبية بشكل عام؟
- الحل هو تقديم الدعم للجيش الليبى لأنه الوحيد القادر على حماية ليبيا، فهو أنقذ مدينة ابولونيا الليبية من الانهيار، وهى قريبة من منطقة درنة معقل داعش، وهناك خطوتان فى غاية الأهمية للحل النهائى للأزمة: الأولى هى دعم حكومة الوحدة الوطنية الليبية والثانية هى نزع سلاح الميليشيات.
■ ألا ترى أن هناك بعض الدول تقدم يد العون لتنظيم داعش لمساعدته فى الاتجار بالآثار؟
- أرى ذلك بوضوح، وهذه الدول غائبة عن المشهد فى ليبيا، رغم أنها دول كبرى، لكن للأسف من الصعب حصر أرقام القطع التى تخرج من الشرق الأوسط سنوياً، خاصة أن أغلبها يخرج من سوريا والعراق عبر الحدود التركية، وأحد الخبراء أكد أن تجارة الآثار فى الولايات المتحدة بلغت 9 مليارات دولار فى 2013 و2014 وهذا رقم مخيف للغاية. كما أن تجارة الآثار فى ليبيا زادت 2000 ضعف فى عام 2014.