السياسة سعودية والكرة فلسطينية

ياسر أيوب السبت 26-09-2015 21:37

قضيتان جديدتان تعيشهما كرة القدم حاليا.. فإذا كانت علاقتك بكرة القدم لا تتخطى حدود تشجيعك لأحد الأندية ومنتخب بلادك.. أو كنت ممن لا يهتمون أصلا بكرة القدم.. فأنت لست مطالباً على الإطلاق بعدم الالتفات أو الاهتمام بهاتين القضيتين.. أما لو كنت في حاجة لتتأكد من زيف وخداع من حاول إيهامك طوال الوقت بأنه لا يجوز الخلط بين السياسة وكرة القدم ولابد من الفصل التام بينهما.. فالقضيتان دليل جديد على أنه لا مسافات وحواجز بين السياسة وكرة القدم.. والقضية الأولى تتعلق بالصراع الدائر حاليا بين السعودية كدولة واتحاد كرة القدم الفلسطينى ممثلا في جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد واللجنة الأوليمبية الفلسطينية.. فهناك مباراة بين فلسطين والسعودية ومفترض أن تقام في رام الله في إطار تصفيات المونديال المقبل ونهائيات أمم آسيا في الوقت نفسه..

واعتذرت السعودية لأنها لا تريد لمنتخبها دخول الضفة بتأشيرات إسرائيلية وطالبت بإقامة هذه المباراة في الأردن أو في أي دولة أخرى تختارها فلسطين.. ورد جبريل الرجوب مؤكدا أنه بالإمكان نقل المنتخب السعودى من الأردن إلى رام الله بطائرات هليكوبتر دون مرور بأى حواجز إسرائيلية.. وعادت السعودية تؤكد رفضها خشية أن يتحول سفر منتخبها إلى اتهام لها بالتطبيع مع إسرائيل.. فقال الرجوب إنه يتمسك باللعب في رام الله لأن زيارتك للسجين لا تعنى أنك أصبحت صديقا للسجان، وقام الرجوب بتصعيد الأمر إلى حد إعلانه انتظار المنتخب السعودى في رام الله وأنه سيشكو للفيفا والاتحاد الأسيوى للنظر في أمر المنتخب السعودى.. ولايزال الأمر معلقا ومحاطا بكثير من الظنون والشكوك والاتهامات أيضا.. فهناك اتهام فلسطينى للسعودية بأنها تخشى المبادرة ومغامرة الخطوة الأولى للتفرقة بين التطبيع والتضامن مع الفلسطينيين..

واتهام فلسطينى أيضا للرجوب بأنه قرر استغلال هذه الحكاية لتوريط الرئيس محمود عباس في صراع سياسى مع السعودية.. وهناك من أيد السعودية في قرارها الذي هو قرار معظم الشوارع والحكومات العربية.. وهناك من يرى الرجوب «تاجر شاطر» سيقبض الثمن وسيلعب في النهاية في الملعب الذي تريده السعودية.. أما القضية الثانية فبطلها هو المدرب الإسبانى الكبير جوارديولا، المدير الفنى حاليا لبايرن ميونخ، فقد تبين أن جوارديولا قاد حملة كانت سرية بمشاركة العديد من لاعبى برشلونة لإنجاح شخوص بأعينهم في انتخابات إقليم كتالونيا، حيث سيبدأ هؤلاء بعد نجاحهم أول خطوة لانفصال كتالونيا عن إسبانيا.. وكان جوارديولا هو صاحب العبارة التي أصبحت حاليا رمزاً للانفصال.. لننفصل عنهم ونؤسس دولة جديدة أساسها العدل.. ومن الواضح أن كرة القدم ستلعب الدور الرئيسى في هذا الصراع السياسى الحالم بدولة جديدة لكتالونيا عاصمتها برشلونة.

yayoub@7-ayam.com