رفض الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، الإنصات إلى دعوات حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي فيما يخصّ قضية عزل الأئمة، مبرزًا أن هذا الموضوع لا يهم الغنوشي الذي أعرب سابقًا عن رفضه لما أسماه بـ«العزل العشوائي للأئمة»، إذ قال السبسي إن الأئمة لا يجب «أن يمارسوا السياسة داخل المساجد».
وتحدث «السبسي» في حوار مطوّل مع قناة نسمة التونسية، جرى بثه اليوم الثلاثاء 22 سبتمبر/أيلول 2015، أن المساجد تبقى خاصة بـ«ذكر الله» وليس السياسة، متحدثًا أن الدولة ستعزل من يخالفون ذلك، وأنها قامت كذلك بعزل أئمة متطرّفين شجعوا الشباب على الذهاب للقتال في سوريا.
واستدرك «السبسي» القول إن تونس لن تتعامل مع الأئمة كما حدث في عهد زين العابدين بن على، الرئيس المخلوع، عندما كانت الدولة تضيّق عليهم، وإنهم حاليًا أحرار في اختيار الخطب التي يريدون، شرط أن يكونوا على دراية في الدين، وشرط أن يكونوا وطنيين وليس فقط مسلمين.
وحول العلاقة مع الإمارات التي قالت وسائل إعلام إنها باردة بسبب تشديد السلطات الإماراتية لإجراءاتها في قبول التونسيين الراغبين في الهجرة، نفى السبسي أن تكون هناك أيّ أزمة، متحدثًا أن الإمارات أخذت إجراءات سيادية في فترة خاصة، وأن حكام الإمارات مثل أبنائه نظرًا لسنه ونظرًا للعلاقة التي جمعته بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
كما نفى «السبسي» أن يكون حزب نداء تونس الذي ينتمي إليه قد توّصل بمعونات إماراتية إبان الانتخابات، مقابل تقديمه لوعود بالاستفراد بالسلطة وإقصاء حركة النهضة الإسلامية القريبة من الإخوان المسلمين حسب ما جاء في سؤال المنشط، متحدثًا أن الإعانة الوحيدة من الإمارات كانت عبارة عن سيارتين مخصصتين للحماية، ولم تعودا لديه بما أنه قدمهما للدولة في تونس، نافيًا كذلك أن يكون هذا الاتفاق بإقصاء حركة النهضة قد حصل.