تحية لمن تركوا مواقعهم الوزارية.. ومن استمروا

علي السمان الثلاثاء 22-09-2015 21:07

التغيير الوزارى غير خاضع بالضرورة لقواعد زمنية وعامة، وليس له علاقة مباشرة بامتحان النجاح أو الرسوب يوم الامتحان..!

بقى كيف يجب أن نتعامل كرأى عام مع من سيتركون مواقعهم، ولنبدأ برئيس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب، شعرت وكأن هناك إجماعا بين أفراد شعبنا الواعى والطيب وهو يوجه إلى المهندس إبراهيم محلب تحية وشهادة حق بأنه أدى مهمته بأمانة، وأعجب الناس بأنه رجل ميدانى دائم الحركة دائم السؤال عن مجريات الأمور، وهى ميزة نادرة في المسؤول ورجل الدولة.

وأذكر في مقال سابق لى أننى توقعت أنه بعد أن يترك موقعه سيتم ترشيحه لمنصب آخر بجانب الرئيس.

وذهب خيالى بعد ذلك لأتساءل أي منصب آخر يمكن أن يرشح له المهندس محلب ويناسب قدراته؟ ووصل خيالى لأن أتصوره مساعدا للرئيس لشؤون المشروعات التي بدأنا منذ اليوم الأول بعد فتح قناة السويس الجديدة في تنفيذها، وتخيلت أن هذا «البلدوزر الحقيقى» سيجول المنطقة ليل نهار ليطمئن على تقدم المشروعات، وبجانب مشروعات قناة السويس هناك مشروع الضبعة ومشروع تنمية الـ1.5 مليون فدان للزراعة وشرق التفريعة، هذه في رأيى قائمة المشروعات التي سيتحمل مسؤوليتها المهندس محلب بناء على تكليف السيد الرئيس.

أما جزء هام من الوزراء بجانب المهندس محلب، أقول سامحهم الله في أنهم تركوا طوال مدة الوزارة العبء على أكتاف رئيس الوزراء، واكتفوا بالحد الأدنى من الجهد.

ولكن بلا شك هناك قيمة وقامة تتمثل في وزير الدفاع ووزير الداخلية.. وبالنسبة للجيش ووزير الدفاع قاد معركة بلا توقف ولا هوادة لكسر شوكة الإرهاب لا سيما في سيناء، ونحن نعلم أن المعركة مازال أمامها وقت ولكن النصر الأخير سيكون لجيش مصر ورجاله وقادته.

أما بالنسبة لوزير الداخلية فمن حسن حظنا جميعا أن تكوينه «هو الأمن الوطنى» الذي نحن في حاجة إليه في المرحلة الحالية، ليكون بمثابة العين التي ترى والأنف التي لديها حاسة عالية «للشم».. إذن تحية تقدير وإعجاب لوزيرين يستحقان كل التكريم.

وأصارح القارئ في كشف أوراق بعض الوزراء على مستوى الممارسة مثل وزير الصحة مثلا، وكانت مفاجأة لكثيرين في ذلك اليوم الذي ذهب فيه رئيس الوزراء إلى معهد القلب ومؤسسات طبية أخرى واكتشف مدى الإهمال الذي يصل إلى درجة الجريمة.

وكان الجزاء هو فصل مدير المعهد، في حين أن توقعات الرأى العام كانت إعفاء وزير الصحة من مهمته، القاعدة أن الصرامة في حساب المسؤولين الكبار لا يجب أن يعوض عنها حساب المسؤولين من الصف الثانى.

وهناك حالات قد يختلف عليها، مثل الوزير منير فخرى عبدالنور فلديه قدر كبير من اللباقة والدراية بالموضوعات الاقتصادية والتعامل مع اللغات الأجنبية. ولكن أن يبقى أولا يبقى فليس هذا هو المهم، لأن الرجل يعطى بلده في كل موقع وفى كل مكان.

وحينما وجهت في هذا المقال تحية إلى المهندس إبراهيم محلب علمت في اليوم الثانى أن القدوة والنموذج أتت من رئيس الدولة وأنه وجه تحية وتقديرا إليه بعد قبوله استقالته بـ 24 ساعة، ثم جاء إعلان الخبر على لسان الرئيس بتكليف المهندس محلب بتحمل مسؤولية متابعة المشروعات القومية الكبرى بأكملها، وهى مهمة لا يحتملها فعلا إلا «بلدوزر» قوى الاحتمال، وأن ندعو الله له بالقوة والقدرة على احتمال المهمة، مع تمنياتنا له بالنجاح.

بقى لنا أن نعلم بطبيعة الحال أن الرئيس السيسى وراءه جيش لديه القدرة والمعرفة والجرأة لمواجهة الأخطار، وبجانب ذلك هناك سلاح المهندسين الذي أنجز بهمة مشرفة مشروع قناة السويس الجديدة تحت قيادة اللواء الوزير الذي أعجب به الجميع لفاعليته وقدراته التي أعطت صورة للقوات المسلحة يفتخر بها الجميع.

وبجانب الأداء المتميز للقوات المسلحة وسلاح المهندسين على المستوى الفنى فهناك دور بطولى يقوم به هذا الجيش في سيناء لحماية أمن مصر القومى وحماية رجاله من الإرهاب والإرهابيين.

وعودة إلى من تركوا مواقعهم الوزارية وعلى رأسهم المهندس محلب لنقول إنه قام بدور فعال ونشط لمواجهة خطر الإرهاب، هذا فضلا عن دور وزير الدفاع الفريق صدقى صبحى الذي سجل انتصارا على الإرهاب، وزير الدفاع سيبقى في موقعه يؤدى دوره بجدارة وقدرة ووطنية.

ومن يتابع المعارك على أرض سيناء الشمالية والوسطى سيشعر بحالة التفوق العالى لقواتنا المسلحة.

باختصار، إن المستمرين في مواقعهم الوزارية ينتمون إلى القطاعات السيادية، ومطلوب بقاؤهم بشدة ليساهموا في الجهد القادم لمرحلة هي امتحان للجميع.

أما من غادروا مواقعهم فشكرا لما أدوه من واجب تجاه هذا الوطن.

alyelsamman@adicinterfaith.org