كان والد السلطان سليم الأول يريد أن يولي الخلافة لأكبر أبنائه «أحمد»، غير أن سليمان أجبر أباه بدعم من جيش الانكشارية- الذي يدين له بالولاء- على أن يوليه هو الخلافة، فخلع أبوه نفسه وولاه الخلافة ثم مات بعد عشرين يوما.
إنه السلطان سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح، وبتوليه الخلافة جبراً بعد أبيه، أصبح سليم الأول تاسع سلطان عثماني في قائمة السلاطين العثمانيين، وما إن تولي سليمان الخلافة، حتي وجد لزامًا عليه النيل من أهم خصمين يواجهانه: الأول هو السلطان إسماعيل الصفوي حاكم إيران، شيعي المذهب.
والسلطان قنصوة الغوري حاكم مصر، فقاتل الأول في موقعة «جالديران» وانتصر فيها ودخل «تبريز» عاصمة ملكه واستولي على عرشه وخزائن ملكه وأسر زوجتيه ثم استدارللآخر قنصوة الغوري في موقعة مرج دابق شمال حلب في مواجهة حامية انتهت بمقتل الغوري.
وبعد انتصاره زحف إلى مصر، ليواجه هناك طومان باي خليفة الغوري، وبعد أكثر من جولة بينهما انتهي الأمر بأسر طومان باي وشنقه على باب زويلة، لتدخل مصر إثر ذلك الحقبة العثمانية، كان ذلك في ١٥١٦م، ثم عاد سليم إلى القسطنطينية منتصراً متوجاً بنصر كبير، وبدأ يعد العدة بغزو جزيرة «رودس»، غير أن القدر لم يمهله إذ توفي «زي النهارده» في 22 سبتمبر ١٥٢٠ ليخلفه ابنه «سليمان القانوني».
وكان سليم الأول قد أصدر فرماناً بمنع اليهود من الهجرة إلى فلسطين وسيناء في عام ١٥١٨ وكان معروفاً بالشجاعة والذكاء والهيبة والعزيمة القوية، ويري المؤرخون- وعلي رأسهم ابن إياس-أن سليم الأول نهب كنوز مصر، وأنه أثناء وجوده في مصر نقل فنانيها وحرفييها إلى إسطنبول.