المواسم والأعياد تفشل فى «إنعاش» صناعة الجلود (تحقيق)

كتب: آيات الحبال الثلاثاء 22-09-2015 11:57

نقص الأيدى العاملة.. عزوف الشباب عن العمل في الحرف اليدوية.. غزو المنتج الصينى بأسعار أقل من المصرى.. عدم وجود مراكز لتطوير الصناعات الصغيرة.. وأخيراً تصدير المواد الخام إلى الخارج- جميعها أسباب أدت إلى ركود سوق الأحذية المحلية، بل تهدد صناعة الأحذية المصرية بالانقراض.

وفى مقابل نمو سوق المستورد، أغلق عدد كبير من أصحاب ورش تصنيع الأحذية أبوابهم أو غيّروا النشاط إلى استيراد وتجميع الأحذية بخامات صينية، كل ذلك خلال واحد من أهم المواسم بالنسبة لصناع وتجار الأحذية، وهو موسم بداية العام الدراسى الذي تزامن مع موسم آخر هذا العام، وهو عيد الأضحى، دون أن ينعكس ذلك على صناعة الأحذية والمصنوعات الجلدية المصرية التي أصبحت في مهب الريح.

أيام قليلة تفصلنا عن موسمين ينتظرهما تجار وصناع الأحذية والمصنوعات الجلدية من العام للعام، هما الأعياد (عيد الأضحى) وبدء العام الدارسى الجديد؛ حيث تزامن الموسمان هذا العام، لتعلن محال وورش الأحذية حالة الطوارئ، منذ أول سبتمبر، استعداداً للزحام المعتاد سنوياً، خاصة في الأسبوع الأخير قبل العيد، لكن الركود تصدر المشهد، على عكس التوقعات، في ظل منافسة قوية من الأحذية صينية الصنع التي أصبحت منافساً قوياً لنظيرها المحلى بعد سنوات من التربع على عرش تجارة الأحذية والمصنوعات الجلدية.

وأرجع بعض التجار سبب الركود إلى غلاء الأسعار، مما يتعذر بعض الأسر شراء ما يكفى لحاجة موسمين من الأحذية والمصنوعات الجلدية، ويرى البعض أن الركود متعلق بالمنتج المصرى ذاته، في حين يقبل الزبون على شراء المنتج المستورد من الصين، نظراً لتنوع أشكاله، ويرى آخرون أن المنتج المصرى لا يكفى لحاجة السوق نظرا لنقص العمالة.

«السوق نايم مش بس بسبب الأزمة الاقتصادية اللى احنا فيها، ولكن لأن المعروض قليل بسبب أن إنتاج الورش قل جداً عشان نقص الصنايعية»، قالها مجدى السيد، مدير أحد محال بيع المصنوعات الجلدية، رغم تأكيده أن المنتج المصرى يتمتع بجودة أكبر من المنتج المستورد، لكن المستهلك المصرى يقبل على المنتج الصينى بسبب رخص أسعاره، على حد قوله. وأشار إلى أن الحذاء الرجالى المصنوع من الجلد الطبيعى محلياً هو المنتج الوحيد الذي يقبل الموطن المصرى على شرائه، لأن الصينى لم يستطع منافسته.

وقال طارق عبدالرحمن، صاحب إحدى ورش تصنيع الأحذية بباب الشعرية، إن موسم المدارس بالنسبة للمصنعين يبدأ بعد شهر رمضان مباشرة، ولكن هذا العام نقص حجم الطلبيات على الحذاء المصرى، نظرا لغزو المستورد السوق، وأرجع قلة حجم الإنتاج المصرى أيضاً إلى نقص العمالة «مفيش صنايعية. كان عندى 20 دلوقتى كل اللى عندى 3 صنايعية، وبالتالى بنعمل 50 جوز حذاء في الأسبوع بعدما كنا بنعمل 100 في اليوم».

من جانبه، أكد جمال السمالوطى، رئيس غرفة الصناعات الجلدية أن موسم صناعة الأحذية المصرية سيشهد ركوداً لدى الورش الصغيرة لتصنيع الحذاء المحلى والمصانع، بسبب زيادة حجم المصنوعات الجلدية والأحذية المستوردة من الصين في الفترة الأخيرة. وقال إن الغرفة خاطبت الجمارك بأن تحاسب المستورد بسعر 5 دولارات للحذاء، وهو السعر العالمى، من خلال أسعار استرشادية قدمتها الغرفة للجمارك، ولكن بضغط من المستوردين وعدد من الوقفات الاحتجاجية وادعاء أن الجمارك ستزداد بمقدار 500% قامت مصلحة الجمارك بمحاسبة المستورد على دولار ونصف للحذاء بعد أن كان يدخل مصر بحوالى 70 سنتاً. وأشار إلى أن انخفاض أسعار المستورد بجانب أشكاله المختلفة المتنوعة والمتغيرة طوال الوقت تجعل المواطن يقبل عليه أكثر من إقباله على المنتج المصرى.

وأضاف السمالوطى أن المنتج المصرى جودته عالية ولكن تصميمه ثابت منذ سنوات وهذا خطأ المصنع المصرى الذي عليه تطوير خطوط إنتاجه، ورغم ذلك فتكلفة المنتج المصرى أغلى من المنتج المستورد، نظرًا لأن أغلب مستلزمات الإنتاج مستوردة، وبالتالى يتكلف المصنع الجمارك وتكلفة الإنتاج والضرائب التي تصل إلى 35 جنيهاً للزوج الواحد، وهذا ما يجعل الأسعار أعلى من المستورد، فمتوسط أسعار الحذاء المصرى 50 جنيهاً حتى 150 و200 جنيه، أما المستورد فيبدأ من 70 جنيهاً وينتهى عند نفس السعر، ولكن المنتج المصرى ينقصه الشكل المختلف والجذاب، على حد قوله.

يذكر أن العشرات من مستوردى المصنوعات الجلدية نظموا عددا من الوقفات في فبراير الماضى احتجاجاً على رفع قيمة الرسوم الجمركية على الأحذية ومستلزمات المصنوعات الجلدية بواقع 500% دون علم مسبق، وذلك في أواخر شهر يناير الماضى، ولكن بعد مفاوضات زادت الجمارك بواقع 100% فقط.

قال وائل سعد، أحد المستوردين، إن الإنتاج المحلى من المصنوعات الجلدية لا يكفى حاجة الأسواق، كما أن زيادة تكلفة المنتج المحلى وعدم توافر الأيدى العاملة المدربة دفعا السوق إلى اللجوء للمنتجات المستوردة من الصين، حتى إن تكلفة الجمارك ارتفعت وأصبحت حوالى 100%.

وطالب جمال السمالوطى، المسؤولين بوضع ضوابط تضمن منافسة المنتج المحلى للمستورد. وقال إن الجمارك ليست لديها أسعار موحدة في جميع الموانى يدخل من خلالها المنتج المستورد، فلكل ميناء سعر مختلف طبقًا لموظف الجمارك المسؤول، وهو ما يتم استغلاله لإغراق السوق المحلية بمنتجات رخيصة السعر بدرجة تتضرر معها الصناعة المحلية، ما يؤثر سلباً على الاقتصاد المصرى.

جدير بالذكر أن حجم استيراد الأحذية من الصين وصل في عام 2013 إلى 114 مليون زوج حذاء حريمى ورجالى وأطفال، في مقابل وصل في 2014 إلى 122 مليون زوج حذاء، وهو ما يشير إلى أن جميع الإجراءات التي تم اتخاذها لم تؤثر على وضع المنتج الصينى، بل إنها زادت من حجم الاستيراد.

صناعة الجلود: ورش الإكسسوارات تخسر الحرب أمام «الصيني» (صور)

خلف مسجد الشعرانى فى منطقة باب الشعرية يقع شارعا الشعرانى الجوانى والبرانى، المركز الرئيسى لبيع مستلزمات تصنيع الأحذية والمنتجات الجلدية، والتى توزع لورش تصنيع الحذاء فى مختلف أنحاء الجمهورية. ورغم أن المنتج المصرى هو المنتج الأساسى بمحال باب الشعرية، إلا أنه نظراً لتدهور حال سوق الحذاء المصرى يعانى أصحاب محال المستلزمات محلية الصنع من ركود نشاطهم الاقتصادى..المزيد على الرابط

محال الأحذية.. ركود في «عز الموسم» (صور)

عرض المنتجات وبيعها مرحلة أخيرة تمر بها صناعة الحذاء المصرى وتمثل ثمرة تعب كل الفئات المشاركة فى هذه الصناعة على مدار العام. ومع تزامن موسمى المدارس وعيد الأضحى توقع التجار التحول من الركود إلى الانتعاش، ولكن هذا لم يحدث، بل عانى الكثير من أصحاب المحال من الركود الشديد وخاصة بيع وتسويق المنتجات مصرية الصنع.. المزيد على الرابط

«الجزمجي».. مهنة مهددة بـ«الانقراض» (صور)

صنع المصريون القدماء الأحذية بواسطة لبادات من الجلد أو من ورق البردى تُشد على القدمين باستخدام رباطين، وتطورت الصناعة على مدار التاريخ حتى وصلت إلى شكلها الحالى، بعد أن مرت صناعة الأحذية والمصنوعات الجلدية بمراحل مختلفة..المزيد على الرابط