تحدثنا فى المقال السابق عن الحصان الأسود للانتخابات الأمريكية القادمة، وهو دونالد ترامب، الملياردير صاحب الآراء الغريبة؛ والذى حصل على أعلى نسب لاستطلاعات الرأى ضمن مرشحى الرئاسة للحزب الجمهورى. أما المرشح الجمهورى الآخر فهو جيب بوش، أخو الرئيس السابق جورج بوش وابن الرئيس السابق بوش الأب! ويُعتبر جيب بوش أقوى منافسى ترامب رغم الفارق الكبير بينهما. وجيب معروف بأنه مثل أخيه الأكبر يفتقر إلى الكاريزما؛ ولا يجيد الحديث أو التصرف فى المواقف الصعبة؛ وُجّه له سؤال من أحد الصحفيين عما كان سيفعله لو كان هو رئيس الولايات المتحدة؟ وهل كان سيذهب لحرب العراق؟ وكانت الإجابة الصادمة للأمريكان هى أن جيب بوش كان سيفعل مثلما فعل أخوه وورط أمريكا فى حرب العراق! وبالطبع كان الهجوم على جيب بوش من كل الاتجاهات؛ واستاء الأمريكيون من هذه الإجابة المستفزة؛ ومساندته حربا لا تزال تكلفهم الكثير. والأغرب من إجابة جيب بوش على السؤال هو الطريقة التى حاول بها إصلاح الأمور! فقد خرج بتصريح أنه لم يفهم السؤال جيداً!
أعلن ترامب أن بوش لا يمتلك الشخصية القوية أو الذكاء الذى يؤهله لحكم أمريكا؛ وأضاف ترامب أن بوش يتحدث ببطء شديد ولا يُعطى رأياً قاطعاً، الأمر الذى أفقده تعاطف الحزب الجمهورى. وقد صرح بعض أعضاء الحزب الجمهورى صراحة بأنهم لن يسمحوا ببوش آخر فى البيت الأبيض.
وعلى الجانب الآخر، هناك المرشح الجمهورى السيناتور ماركو روبيو، حاكم ولاية فلوريدا، ويتزعم روبيو حركة المعارضة ضد التقارب الأمريكى الكوبى؛ بل ويعارض موضوع فتح السفارات بين البلدين وهو من المحرضين لقطع العلاقات مع كوبا. ويقال إن له أتباعا كثيرين خارج أمريكا؛ خاصة فى ألمانيا.
ومرشح جمهورى آخر هو تيد كروز؛ ويقال إنه سياسى محنك ولديه رؤية؛ ويبقى أهم ما قاله فى موضوع القضاء على الإرهاب. وقد أعلن فى حديث له أن أمريكا يجب أن يكون لها رئيس مثل الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى؛ الذى وجه دون صخب ضربة كبيرة لداعش فى ليبيا؛ وأضاف «تيد» أنه لو أصبح رئيساً لأمريكا لفعل مثلما يفعل الرئيس عبدالفتاح السيسى.
ونجد أن أقوى المرشحات عن الحزب الديمقراطى هى هيلارى كلينتون؛ والتى تواجه الآن حربا طاحنة من الحزب الجمهورى، الذى يجدها دون المستوى؛ وأنها وصلت الى مناصب لا ترقى لها؛ بل ولا تزال محل سؤال، ويتهمونها بأنها لم تفعل شيئا على الإطلاق للأمريكان أثناء الهجوم على السفارة الأمريكية بليبيا. وتهمة أخرى موجهة إلى هيلارى كلينتون وهى أنها استخدمت عنوانها الإلكترونى الخاص بصورة هددت الأمن القومى الأمريكى! وعلى الرغم من كل الانتقادات ففرصة هيلارى قوية لأن الأمريكان يحلمون برؤية بيل كلينتون مرة أخرى بالبيت الأبيض؛ حتى ولو كانت هذه المرة باعتباره زوج رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية.