جلسة تأبين الجامعة العربية

نيوتن الأحد 20-09-2015 21:33

لفت نظرى مقالة عبدالناصر سلامة. نُشرت أمس تحت عنوان «بلاها الجامعة العربية». مقالة مثيرة للشجون والألم. نعيش جواً غاية فى الغرابة. أولاً الدول العربية تمزق بعضها البعض. ومساحات الشقاق بينها أكبر بكثير من مساحات الاتفاق.

فأساس فكرة الجامعة العربية أن نبنى تكتلاً ضد الاستعمار. الذى ترك جريمته وراءه. فى بلادنا. فى كل بلدان العالم الثالث.

قامت جامعة الدول العربية من أجل الوحدة. من أجل الشراكة فى الاقتصاد والتنمية والأمن. من أجل إلغاء الحدود. من أجل بناء قطار واحد يجوب العالم العربى. من أجل سوق واحدة مشتركة. قامت من أجل كل ذلك. الجامعة التى صدر بيانها التأسيسى الأول على يد النحاس باشا. عام ١٩٤٥. ببساطة لم تحقق هدفاً واحداً مما قامت من أجله. هذه هى الحقيقة بكل أسف.

دخلت علينا دول لتستعمرنا. دخلت علينا اغتصاباً وسيطرت على مواردنا.

فتتت الوحدات القائمة. وزعت أراضينا على إسرائيل. وأيَّدت طرد سكان فلسطين. هذه الدول جميعاً ترفض لاجئين من الدول التى كانت تستعمرها. يلوذون بها من الهلاك فى أوطانهم.

الهلاك الذى نعيشه بدأ بقوات دولية. قضت على ليبيا. دمَّرت العراق شعباً وحضارة.

جريمة الدول الكبرى قائمة الآن. فى فلسطين والعراق وليبيا ومصر قبل ذلك. كل هذا حقيقى. لكنه فى الوقت ذاته لا يعفينا من المسؤولية.

وما تفعله الحكومات العربية بنفسها وشعوبها أسوأ مما يفعله بنا أى أحد آخر.

السعودية تحرِّض على سوريا ومتدخلة فى اليمن. تنسحب من التوقيع على التحالف الذى دعت إليه بهدف إنشاء القوة العربية المشتركة.

هل نحن فى حاجة لجلسة تأبين الدول العربية؟!

صحيح أن مصر تواجه ظروفاً اقتصادية غاية فى الصعوبة. مع ذلك مصر لن تبيع حضارتها لو عاشت فى الظلام لشهور وأعوام. لو احترمت حضارتها- سيأتمنها العالم. سيأتمنها على استثماراته وناسه ومواطنيه.

قمنا بعمل اتفاقية السلام من أجل إنهاء حالة الحرب مع إسرائيل. تنازلنا عن التطبيع من أجل الدول العربية الشقيقة. حتى لا نثير حساسيات مفتعلة ومفبركة. رغم أننا كنا المستفيدين من هذا التطبيع أكثر من أى أحد آخر.