لا نملك غير الدعاء!

محمد أمين الأحد 20-09-2015 21:33

لا أملك غير الدعاء لمصر الآن.. خاصة أننى أكتب لكم، اليوم، من المدينة المنورة، فى بداية رحلة الحج.. أدعو أيضاً لحكومة شريف إسماعيل أن تُوفق فى خدمة مصر، فليس بيننا وبينها ثأر قديم ولا جديد.. ربنا يحفظ مصر، ويديم عليها نعمتى الأمن والسلام.. مصر تستحق أكثر مما نقدمه لها.. ربنا يحفظ شبابها.. مصر تحتاج جهد هؤلاء الشباب حتى تنطلق.. ليس معقولاً أن يتم استبعادهم كما هو الآن!

لا أملك غير الدعاء، ونحن فى أيام مباركة، وأماكن مقدسة.. الوطن أول ما يتبادر إلى ذهنك وقلبك.. حين ترى أى شىء جميل تتمناه فى مصر.. حين تكون فى الروضة الشريفة، تدعو لوطنك وأهلك، وكل من وصّاك بالدعاء.. حين تنظر إلى كل شىء تتذكر مصر.. هنا لا توجد غلطة.. لا شىء هنا صدفة.. كل شىء «زى الساعة».. حركة التوسعات والتشغيل والإدارة أو النظافة.. فتح المظلات العملاقة والقباب أيضاً!

لا وقت عندى للتعليق على تشكيل الحكومة.. لا وقت لنقد من رحل ومن جاء.. صحيح هناك غرائب وطرائف.. لكننى لا أجد فى نفسى أفضل من الدعاء لمصر.. ربنا يحفظها.. الحكاية ماشية بالبركة.. لا أعرف لماذا جاء هذا، ولماذا ذهب ذاك؟.. فقط أريد أن نعتذر لوزير السياحة هشام زعزوع.. أريد أن أقول له «معلهش».. دون أن أدخل فى التفاصيل.. لا أريد أن أعكر صفو الروحانيات فى الحرم النبوى الشريف!

على فكرة، يتصور البعض خطأ أننا ننتقد هذا أو ذاك لنعطله أو نعرقله.. هذا خطأ كبير.. نحن نقوم بتصحيح المسار، من أجل مصر.. الآن أجدنى أدعو فقط للوطن.. بغض النظر عن وجود أشياء كثيرة بلا منطق.. وارد.. طبعاً وارد.. لكن أن يكون هو القاعدة.. فهذا ما لا يتحمله قلبنا ولا وطننا.. سنوات عديدة مرت علينا فى التجريب.. سنوات عديدة مرت علينا، والوطن مثل فئران التجارب.. فقط كنا نقول: كفاية!

ليس عندى رغبة فى الأسئلة.. ليس عندى رغبة فى الخروج من الحالة الروحانية.. لذلك سأدعو للوطن فقط.. الحجاج هنا لا ينسون الوطن.. قلوبنا مع مصر.. نفتح الفضائية المصرية لنعرف الأخبار.. ونفتح الإنترنت فى أوقات الراحة لنعرف ما جرى.. عن نفسى أكتفى بابتسامة.. أردد لبيك اللهم لبيك.. فى الحج لا جدال.. يضحك الزملاء والأصدقاء.. يعرفون أننى لا أريد أن أنساق وراء جرجرتى للحديث!

كنا نتابع أخبار التشكيل الوزارى.. نضرب كفاً بكف.. وعندما نستعرض الأسماء، يرفع بعضنا حاجبيه أعلى من رأسه.. بعضنا يمتعض.. فضلت أن أبتسم وأدعو.. ربنا يسترها.. ربنا يحفظ مصر.. حين تخرج من مصر يتضاعف شعورك مرات.. لا تصدقوا أن من يمكث فى الخارج لا يعرف شيئاً عن الوطن.. «أكذوبة كبرى».. السبب أنه يرى كيف تدار البلاد والأوطان، ثم ينظر فى المقابل: كيف تدار مصر؟!

سنواصل الدعاء لمصر فى «الكعبة».. وسندعو لها على «عرفات».. لن نملّ من الدعاء.. ربما يأتى يوم يكون هناك «منطق» فى تعيين الوزراء وغيرهم.. وربما يأتى يوم لا تصبح فيه مصر، مثل «فأر التجارب».. نريد سياسة واضحة، ثم نختار الأشخاص لتنفيذها.. لا أشخاصاً يخترعون سياسات كل يوم (!)