قررت الجالية المسلمة في بلجيكا مقاطعة شراء الخرفان هذا العام، بعدما اتفقت المنظمات الإسلامية في بلجيكا على موقف موحد من الدعوة لمقاطعة عملية ذبح الأضاحي في عيد الأضحى، بسبب الأزمة التي نشبت بين الجالية المسلمة والسلطات الحكومية، إثر قرار وزير الرفق بالحيوان، باين وايت، بمنع الذبح دون تخدير، وعدم توفير مسالخ إضافية لإتمام الذبح للمسلمين دون تخدير، ووفقًا للشريعة.
ورفض قاضي محكمة الأمور المستعجلة في العاصمة البلجيكية، بروكسل، الأربعاء الماضي، الدعوى التي تقدمت بها عدة منظمات إسلامية احتجاجا على قرار حكومي بمنع الذبح دون تخدير، وعدم توفير سلخنات استثنائية للجالية المسلمة في عيد الأضحي لذبح الأعداد الكبيرة من الأضاحي.
وقبل صدور القرار بأسبوعين، كانت عدة هيئات إسلامية في بلجيكا قد دعت إلى مقاطعة ذبح الخراف هذا العام والتضحية عوضًا عن ذلك بدفع الأموال التي كانت مخصصة لها لمساعدة المسلمين في الدول المحتاجة لذلك، استنادًا على تقديرات دينية وعملية.
وقال حبيب العقيلي، من مقاطعة ليمبورج في منطقة فلاندرا القريبة من الحدود مع هولندا، ردا على قرار المحكمة: «سنحترم قرار القضاء وسندعو أبناء الجالية إلى الالتزام بعد الذبح خارج الأماكن الرسمية المقررة لذلك، ونحن على ثقة بأنهم سيلتزمون».
وفي الوقت نفسه، أشار العقيلي إلى أن الجالية المسلمة ستنظر في التحرك القادم لإيجاد حل، وسيكون التحرك في إطار قانوني للتعامل مع التطورات الجديدة.
وعلق الإعلام البلجيكي بقوله إن المنظمات المسلمة لديها فرصة للتقدم بطلب للاستئناف ضد القرار.
وكان الدفاع عن المنظمات الإسلامية قد أشار إلى أن وزير الرفق بالحيوان لم يوفر الأماكن المطلوبة للذبح، مما يعيق الجالية المسلمة عن الاحتفال بعيد الأضحى، وهو ما يشكل انتهاكا للحرية الدينية ويتنافى مع قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. ويعيش في بلجيكا جالية مسلمة تزيد على مليون شخص من جنسيات مختلفة.
وفي تصريحات لـ«المصري اليوم»، قال عاطف السحيمي، مصري في العقد الرابع من عمره، ويعمل في مطعم، إنه لن يذبح أضحية العيد، بعد أن سمع في المساجد عن المقاطعة، وقال حافظ، وهو مصري مقيم في مدينة أنتويرب، إنه لابد أن نتضامن مع الجاليات الإسلامية الأخرى مثل المغاربة والأتراك وهم يشكلون الأغلبية بين الجاليات المسلمة.
بدوره، قال الفلسطيني سهيل، المقيم في مدينة أنتويرب، إنه سوف يتضامن مع الجنسيات الأخرى التي قررت مقاطعة الذبح في العيد وسيرسل أموالا لأهله في غزة لذبح الأضحية هناك.
وقال المواطن المغربي، رشيد، إنه غير راضٍ عن الإجراءات الحكومية الأخيرة التي تفرض تخدير الأضحية قبل الذبح، وأضاف: «ولا أدري لماذا يمنعون الجالية المسلمة من ممارسة شعائرها، مع أن القوانين البلجيكية تجبر السلطات على احترام حرية العقيدة».