الجمالية بين «أباتشى» بغدادى و«سكين» سما المصرى (حوار)

كتب: خالد الشامي السبت 19-09-2015 12:18

تعيش دائرة الجمالية، مسقط رأس الرئيس عبدالفتاح السيسى حالة من الترقب بعدما اشتد الصراع بين أبرز المتنافسين وهما النائب السابق حيدر بغدادى والفنانة سما المصرى، بعد هجوم الأول على الأخيرة فى أحد البرامج الفضائية وتأكيده أنه لن يسمح بدخولها الدائرة وأنه سيضرب بـ«الجزمة» كل من يساندها، لكنه تراجع فى حواره لـ «المصرى اليوم»، قائلا إن من حق أى شخص دستوريا الترشح فى الانتخابات وهو ما أكدته سما المصرى التى شددت على أن بينها وبينه القانون والقضاء بعدما حررت محضرا ضده بعدم التعرض، وفى الوقت ذاته اتهم بغدادى، المصرى، بالسب والقذف ليبدأ الاثنان معركة أخرى فى ساحات القضاء بسبب التنافس فى الانتخابات واليوم تنظر الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإدارى، برئاسة المستشار يحيى دكرورى، الدعوى المقامة من المحامى الدكتور سمير صبرى، بإلغاء قبول أوراق ترشح سما لافتقادها شرط الثقة والاعتبار وحسن السمعة.

حيدر بغدادى لـ«المصري اليوم»:

سحقت «الإخوان».. فما بالك بـ«سما»

■لماذا ترشحت للبرلمان.. وما خطتك إذا نجحت؟

- من حقى الدستورى الترشح للبرلمان، ولدىَّ برنامج انتخابى أسعى لتنفيذه، وحاولت تحقيقه منذ دخولى مجلس الشعب، حتى شغلت منصب وكيل لجنة الشؤون العربية، ومن أهم ما أطمح لتحقيقه إتاحة التأمين الصحى الشامل لجموع المواطنين بتكلفة 17 مليار جنيه باشتراك رمزى، ويستطيع أى مواطن الكشف الطبى فى أى مستشفى من خلال كارت إلكترونى، فضلا عن فتح ملف الدعم الذى يصل إلى 120 مليار جنيه، ويستفيد منه الأغنياء على حساب الفقراء، بالإضافة إلى أهمية الاستثمار الصناعى فى الوجه القبلى، حيث إن الفدان الزراعى يستفيد منه 4 أفراد، فيما يخدم الفدان فى حالة إنشاء مصنع نحو 200- 300 عامل.

■ وماذا عن اعتراض البعض على ترشحك، بسبب انتمائك السابق للحزب الوطنى؟

- فترة عضويتى بالحزب الوطنى لم تتجاوز عامين ونصف العام، واستطعت خلال تلك الفترة بناء مستشفى و12 مدرسة، والحزب كان بالنسبة لى مجرد سلطة استفدت منها لخدمة أبناء دائرتى، ومازلت أسكن فى شقة بالإيجار، وللعلم فى عامى 2000 و2005 أسقطت مرشح الوطنى، وفى عام 2010 لم أخُضْ الانتخابات، بسبب صفوت الشريف وحبيب العادلى، لوجود صفقة بين الوطنى والوفد، وفى 2012 حصلت على 40 ألف صوت بـ20 لافتة ضد الإخوان الذين اشتروا أصوات الفقراء بالزيت والسكر.

■ لماذا ترشحت على المقاعد الفردية ولم تترشح على القوائم؟

- كل الأحزاب كرتونية وخاوية، وأغلب أصحابها بـ«كرافتات» وشقق و«جورنال»، وهناك أحزاب قوية، لكن ليست لها قواعد شعبية كبيرة، مثل التجمع والوفد والمصريين الأحرار والجيل والعربى الناصرى، والقوائم الانتخابية تمييز إيجابى، وهى لمرة واحدة، ومن الممكن أن تكون مفيدة فى الانتخابات المحلية.

■ فى معرض تعليقك على ترشح «سما المصرى» فى دائرتك، دعوتها إلى الترشح فى شارع العوالم.. فهل يحمل ذلك دلالة على طبيعة المنافسة؟

- لا أريد أن أتحدث فى هذا الأمر، وكلانا حرر ضد الآخر محضرا بقسم الشرطة، والقضاء العادل هو مَن سيحكم، ولدىَّ أسطوانة مدمجة تحتوى على ألفاظ أعتبرها سبا وقذفا فى حقى.

■ هل ترى المنافسة أسهل ضد «سما» أم ضد الإسلاميين.. وهل توافق على مناظرتها؟

- سحقت الإخوان والإرهابيين فى الانتخابات، فما بالك بغير ذلك؟! وأتمنى لسما المصرى التوفيق ولجميع المرشحين المنافسين، وأعتبرهم جميعا أقوياء، والصندوق هو الحَكَم والفيصل، وبالنسبة للمناظرة فإذا رغب أبناء الدائرة فى ذلك فلن أتردد، لكنى أؤكد أن «سما» مقيمة فى الأزبكية وليست لها عائلة بالجمالية، وكان من المفترض أنها إما أن تترشح فى دائرة الأزبكية أو محافظة الشرقية.

■ قلت سابقا إنها إذا كانت قد اختارت رمز السكينة فلديك السلاح الآلى.. ألا يحمل ذلك تهديدا ضمنيا.. ولماذا اخترت رمز الطائرة؟

- لا أريد الحديث عن سما، واختيارها للسكين حقها، واخترت رمز الطائرة الأباتشى لحبى لها لكونها تدمر الإرهابيين، كما أننى أحب الجيش.

■ هناك مرشح ينتمى لعائلة السيسى، ألا تخشى منافسته؟

- على العكس تماما، فلقد ترشح وسقط فى 2010 و2012 وحصل على أقل من ألف صوت من إجمالى 400 ألف صوت بالدائرة، وليست له شعبية، وكان من الأفضل ألا يخوض الانتخابات، حتى لا يُقال إنه يستغل اسم الرئيس عبدالفتاح السيسى.

■ كيف ترى الانتخابات فى ظل إعادة الكشوف الطبية وانسحاب قائمة صحوة مصر؟

- انسحاب قائمة «صحوة مصر» لا قيمة ولا تأثير له، وأى حزب إذا أعلن انسحابه فهو مَن ينأى بنفسه، وبالنسبة لإعادة الكشف الطبى، فمن الناحية القانونية مطلوب، لأنه من الممكن إصابة أى مرشح بإعاقة أو مرض ذهنى يمنعه من ممارسة مهامه.

..و«سما المصرى» لـ«المصري اليوم»:

«بغدادى فلول والمفروض يدارى نفسه»

■ ما أسباب ترشحك للبرلمان؟

- فى إحدى السفريات إلى هولندا، كرمتنى الهيئة القبطية هناك لمشاركتى فى الإطاحة بحكم الإخوان، وطلب منى بعض الأصدقاء الترشح للبرلمان، وبالفعل تقدمت بأوراق ترشحى فى الانتخابات التى تم تأجيلها على دائرة عابدين والأزبكية، ومع قانون تقسيم الدوائر الجديد قررت خوض الانتخابات على دائرة الجمالية، لأنها الأقرب لعابدين والأزبكية، وأعرف تجارا كثيرين فى منطقة الصاغة والحسين، وأسعى من خلال البرلمان إلى توصيل صوت الفقراء والبسطاء، وترجمة الأغانى التى قدمتها وكانت فى أغلبها سياسية إلى طلبات إحاطة تحت قبة البرلمان.

■ لماذا اخترتِ رمز «السكينة» الذى تسبب فى مشادات كلامية بينك وبين حيدر بغدادى؟

- فى الانتخابات التى تم تأجيلها حصلت على رمز الدبابة، وفى الانتخابات الحالية كان الخيار بين الخاتم والسكينة، ففضلت السكينة لوضوح رؤيتها وسهولة التعرف عليها، وهى بالنسبة للسيدات شىء معروف، واللجنة العليا للانتخابات هى التى وضعته، ولن أسكت عما قاله حيدر بغدادى بأن السلاح الآلى هو إحدى السبل لمواجهتى.

■ وكيف رددتِ على تصريحاته؟

- حررت محضرا ضده، وأخذت عليه تعهدا بعدم التعرض لى، وللمؤيدين والمناصرين من أبناء الدائرة الذين قال فى حقهم إنه «سيضربهم بالجزمة» مهددا أى شخص يدخل الجمالية معى، فضلا عن قوله إنه يمتلك السلاح الآلى المرخص، ولا أدرى هل هناك أسلحة آلية مرخصة وغير مرخصة!

■ هل هناك خلاف سابق بينك وبين بغدادى؟

- على العكس تماما، قابلته أول مرة فى قسم شرطة منشأة ناصر، عندما حررت محضرا ضده واتهتمه بالتحريض والتهديد وكنت أعرفه من خلال التليفزيون وكونه أحد رموز الحزب الوطنى الذى ثار عليه الشعب فى ثورة 25 يناير، وكان من المفترض أنه «يدارى نفسه»، وحديثه عن مقاومة الإخوان مبالغ فيه، ولم أسمع عن أى تحركات له ضد الإخوان أوالجماعات الإرهابية، فى الوقت الذى غامرت فيه بحياتى أثناء معارضتى للرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان، وعليه أن يجيب عن سؤال: لماذا ترك الحزب الناصرى ليرتمى فى حضن الحزب الوطنى؟!

■ هل تعتبرين حيدر بغدادى أبرز المنافسين لك فى الدائرة؟

- ليس بغدادى فقط هو أبرز المنافسين، فهناك فتحى خليل ابن عم الرئيس عبدالفتاح السيسى، ونحو 5 مرشحين آخرين ومنافستى لهم شرف، حتى لو لم أحصل على صوت واحد، فيكفينى شرف المحاولة.

■ بغدادى قال إنك لا تنتمين لدائرة الجمالية وعليك إما الترشح فى عابدين أو محافظة الشرقية.. ما مدى صحة ذلك؟

- وهل هو من يحدد على أى دائرة أترشح، شعبيتى فى كل مكان، والمهم هو خدمة أبناء الدائرة وليس الالتفاف حول مطالبهم، وبالنسبة لمحافظة الشرقية، تحديدا، فأنا من مركز ههيا مسقط رأس الرئيس المعزول محمد مرسى، وبسبب وجود الكثير من أفراد عائلتى هناك، خشيت أن يتعرضوا للتهديد بسببى.

■ ما أبرز التشريعات التى ستطالبين بها حال دخولك البرلمان؟

- أولوياتى الاهتمام بالقوانين التى تخص المرأة المعيلة، خاصة أن هناك نساء يعِلن أسراً بكاملها، فضلا عن محاربة البطالة وتغليظ عقوبات التحرش، وسن تشريعات خاصة بأطفال الشوارع وحمايتهم من التشرد وتوفير أماكن ملائمة لرعايتهم، وبالنسبة لقانون التظاهر فسأدرسه جيدا لأننى لم أسمع عنه سوى من الصحف، كما أتمنى أن تكون الحصانة من أجل الدفاع عن الشعب وعدم الخوف من أى مسؤول أيا كان منصبه، ولا تكون مجرد وسيلة يستغلها البعض للحصول على مكاسب باسم البرلمان.

■ وماذا عن ترشح الإسلاميين ومنهم حزب النور؟

- حزب النور السلفى هو امتداد طبيعى لجماعة الإخوان التى ارتكبت جرائم فى حق الشعب.