إجراءات أمنية مشددة فى مكة لاستقبال ضيوف الرحمن

كتب: عمر حسانين, هشام شوقي السبت 19-09-2015 12:08

تدفق أكثر من مليونى مسلم على مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، وسط إجراءات أمنية مشددة، خاصة بعد تبنى تنظيم داعش هجمات عدة ضد مساجد شيعية فى السعودية والكويت واليمن.

وأجرى اللواء سيد ماهر، مساعد وزير الداخلية لقطاع الشؤون الإدارية، الرئيس التنفيذى لبعثة الحج، جولة تفقدية لمخيمات حجاج القرعة بمشعر عرفات.

واطلع على الاستعدادات النهائية لخطة تصعيد الحجاج إلى عرفات الله، وتجهيز المخيمات لاستقبال ضيوف الرحمن، والتأكد من مطابقتها للشروط التى تم التعاقد عليها مع المطوفين.

وأعلن ارتفاع حالات الوفيات بين صفوف الحجاج المصريين إلى 8 حالات، بعد وفاة ياسر حسن عفيفى، ٥٣ سنة، وتم دفنه فى البقيع، بعد وفاته إثر مضاعفات جراء إصابته بسرطان فى القولون.

وأنهت بعثة الحج السياحى المصرية بالمدينة المنورة، برئاسة صبح عبدالفتاح، إجراءات تفويج ضيوف الرحمن الذين انتهوا من زيارة المسجد النبوى الشريف فى الموسم الأول قبل بداية مناسك الحج، والذين بلغ عددهم 6122 حاجاً.

وقال «صبح»: «الحجاج المصريون بخير، ولا يوجد أى أمراض أو أوبئة بينهم، بخلاف حالتين من كبار السن، تعانى إحداهما من فيروس سى وتتلقى العلاج حالياً بالمدينة، والأخرى مريضة بالكلى وتحتاج إلى غسيل كلوى، والحالتان مستقرتان».

وتابع: «تتعاون السلطات السعودية معنا، ووفرت سيارتى إسعاف لتقلاهما إلى مكة المكرمة وعرضهما على الأطباء لبحث إمكانية تصعيدهما إلى عرفات لتأدية مناسك الحج».

وقال باسل السيسى، رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة: «اللجنة المشكلة من وزارة السياحة والغرفة فى حالة انعقاد دائم لمتابعة اكتمال إجراءات تسكين الحجاج الوافدين من المدينة والقادمين من مصر ومراجعة خدمات الطوافة». وأضاف: «لجنة السياحة الدينية اجتمعت مع المطوفين للتأكيد على جودة الخدمات، من حيث توفير عدد كاف من المكيفات، وتوفير وجبات غذائية ساخنة لضيوف الرحمن، وأثاث مريح لإقامة الحجاج فى منى وعرفات، وستجرى معاينة للمخيمات غدا»، وتابع: «الوزارة استعانت بـ20 واعظاً هذا العام، وبدأوا فى إلقاء الدروس الدينية على حجاج السياحة من خلال الندوات التى يتم تنظيمها لهم».

وقال السيسى: «تلك الندوات تهدف إلى شرح كيفية أداء مناسك الحج والرد على جميع الاستفسارات الدينية للحجاج، وتم التنبيه على الحجاج بعدم التحدث فى أمور السياسة حتى لا تفسد الفريضة»، وأضاف: «شركات السياحة التى تنظم برامج الحج الـ4 و5 نجوم تنافست على التعاقد مع مشاهير الدعاة أصحاب الجماهيرية، من بينهم الدكتور أحمد عمر هاشم ومحمد حسان والدكتور سعد الهلالى وخالد الجندى، ومعيار التعاقد هو ثقة ضيوف الرحمن، خاصة أصحاب الفكر الوسطى بعيداً عن التحزب».

وقال محمد شعلان، وكيل أول وزارة السياحة، رئيس البعثة والمشرف على الحج السياحى: «غرفة عمليات الحج السياحى لم ترصد أى مخالفات جسيمة للشركات السياحية المنفذة لبرامج الحج السياحى حتى الآن، وأى شكوى يتم التعامل الفورى لحلها».

وأضاف: «لجان بعثة الحج السياحى تنتشر فى جميع المناطق التى يقيم بها الحجاج لضمان توفير سبل الراحة وجودة الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام».

وحذر «شعلان» من «أى تهاون أو تقصير أو إهمال تقوم به أى شركة سياحية ضد مصلحة الحاج»، وقال إن الوزارة ستطبق الدور الرقابى المنوط بها للحفاظ على حقوق ضيوف الرحمن.

وقالت إيمان قنديل، رئيس الإدارة المركزية للشركات السياحية، نائب رئيس البعثة، إن وصول حجاج السياحة اكتمل أمس، وإن برامج الحج البرى والاقتصادى يقيم معظم المشاركين فيها لمدة تصل إلى 5 أيام فى فنادق 4 و5 نجوم أمام الحرم قبل انتقالهم إلى منطقة العزيزية القريبة من المشاعر المقدسة استعداداً للتصعيد إلى عرفات، حيث يقيمون فى أبراج فاخرة هناك مع قيام الشركات المنفذة بتوفير أتوبيسات لنقل الحجاج فى مواقيت الصلاة.

وقال محمد بكر شتا، رئيس غرفة عمليات الحج السياحى: «رئاسة البعثة بصدد الانتقال لمعاينة مخيمات حجاج السياحة بالمشاعر المقدسة قبل تصعيد الحجاج للتأكد من توافر جميع الخدمات المتعاقد عليها مع مكاتب خدمات الطوافة».

ودعا الشيخ على الحذيفى، إمام وخطيب الحرم النبوى الشريف، إلى الابتعاد عن الأفكار المتطرفة، وتوحد المسلمين مثلما يجتمعون فى الحج لمواجهة المخاطر التى تحيط بالأمة.

وقال: «الحج فريضة من أعظم العبادات، ولا ينال درجات الحج إلا من اقتدى بسنة الرسول، صلى الله عليه وسلم، والحج يهدم ما قبله، ويجب الإكثار من الدعاء والذكر، واجتماع الحج للنصح وعدم الخروج على الحكام».

وأضاف: «الجماعات التكفيرية استقطبت الشباب لفكرة التكفير وإنكار ثوابت الدين، وكفانا فرقة، وتجنبوا أسباب البدع والأفكار الضالة، والأمة فى أشد كرباتها وتحتاج إلى دعائكم وأعمالكم الصالحة، والحج يعلمنا التعاون والترابط».

وتابع: «حادث سقوط الرافعة على عدد من حجاج بيت الله الحرام قضاء وقدر، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان تلقى التعازى من الداخل والخارج، والسلطات السعودية بذلت ما فى وسعها تجاه ضحايا الحادث وسخرت كل أجهزتها لإزالة آثاره».

وتجمل جبل الرحمة فى عرفات لاستقبال ضيوف الرحمن، ونشرت السعودية قوات أمنية مكثفة ومستشفيات متنقلة ومبردات مياه، وبدت المخيمات فى صورتها النهائية تحمل أعلام الدول ووسائل وعلامات الإرشاد، ووضعت الأجهزة المعنية خطة لمواجهة الإرهاب والأوبئة المرضية.

وشدد ولى العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، رئيس لجنة الحج العليا، الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، على أن «المملكة العربية السعودية استعدت لإتمام ضيوف الرحمن مناسك الحج، وذلك بزيادة المساحات المتاحة فى المشاعر المقدسة، واكتمال معظم الطرق الدائرية فى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وتنفيذ المرحلة الأخيرة من النقل الترددى فى المشاعر».

وأضاف، على هامش حفل استعراض قوات أمن الحج والأجهزة المشاركة فى تنفيذ خطة موسم الحج: «أجهزة الأمن بمختلف قطاعاتها جاهزة لمواجهة أى تصرف قد يعكر صفو الحج أو يعرض حياة ضيوف الرحمن للخطر، كما أن المملكة تمنع منعاً باتاً استغلال هذا الموسم العظيم لأغراض سياسية أو دعائية لأى جهة كانت، وسوف تضبط من يقوم بذلك كائناً من كان، وطالب الحجاج بأداء مناسكهم وفق ما أوجبه الله».

وتابع: «أجهزة الأمن فى المملكة على يقظة تامة ومتابعة دقيقة لتحركات الجماعات الإرهابية وعناصرها فى الداخل والخارج، لأن المملكة مستهدفة من هذه الجماعات التى تقف وراءها دول وتنظيمات وجماعات إرهابية متعددة، وتم إحباط تنفيذ عمليات إرهابية بتوجيه ضربات استباقية لاثنتين من خلايا الإرهاب فى الرياض».

وعن سقوط الرافعة بالمسجد الحرام قال: «آثارها تلاشت ولن تؤثر على برامج الحج، والمملكة تولى أمن الحجاج وسلامتهم أولوية قصوى».