تجمعت قلة من المصلين والمصليات فى باحات الأقصى المبارك بعد سلسلة من الاعتداءات والمضايقات الإسرائيلية، وهجمات متكررة من قبل المستوطنين، ما انقطعت إلا تحت ضغوط دولية وعربية، ولكن هذه القلة حسمت أمرها بضرورة عمل كل ما يمكنهم فعله لنصرة الأقصى من تدنيس اليهود، فكان قرارهم بضرورة التناوب على المرابطة داخل الحرم القدسى الشريف. ويبقى المرابطون والمرابطات خط الدفاع الأول عن الأقصى، ويتعرضون للاعتداء والاعتقال والضرب والتنكيل والإبعاد، دون أن تثنيهم هذه الإجراءات التعسفية عن مواصلة تأدية واجبهم تجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين.
وبحسب رئيس هيئة المرابطين يوسف مخيمر، فإن المرابطين من سكان القدس، وفلسطينى الداخل (1948)، منهم رجال ونساء جاءوا ليحصنوا الأقصى من الاقتحامات الإسرائيلية، والمستوطنين المتطرفين، ولينوبوا عن الأمتين العربية والإسلامية بالدفاع عن الأقصى.
ووصلت «المصرى اليوم» إلى عدد من المرابطين والمرابطات، ومنهم أبوخالد العباسى، 50 عاما، الذى اعتاد الرباط فى الأقصى منذ سنوات يعيش فى أكناف المسجد، حيث لا يبعد منزله أكثر من 500 متر عن باب المغاربة.
وقال «العباسى» لـ«المصرى اليوم»: «مع أذان الفجر نبدأ التوجه نحو الأقصى لصلاة الفجر وقراءة القرآن وتعلم الفقه وأمور الدين، ليس هذا فحسب، بل نعمل بكل قوتنا للتصدى للاعتداءات اليومية على المسجد».
ويواصل «العباسى» الذى تعرض للاعتداء فى أحداث الأيام السابقة: «لا يثنينا أى شىء عن الدفاع عن أقصانا، وتوثيق كل ما يمكن توثيقه من اعتداءات وانتهاكات بحق المصلين، ونكون شاهدين على ممارسات الاحتلال». ويتابع: «لن نتوقف عن رباطنا حتى يتم تحرير الأقصى من المحتلين»، ويبدو «العباسى» متفائلا وهو يقول لـ«المصرى اليوم»: «أرى تحريرها على مرمى حجر».
«العباسى» وغيره من المرابطين والمرابطات يتعرضون للاعتداءات المتواصلة من قبل الاحتلال، لكنهم لا يتوانون عن الدفاع عن الأقصى دون أى سلاح.
ويقول «العباسى»: «نواجه الاعتداءات بأجسادنا الضعيفة مسلحين بقلوبنا القوية وبأضعف الإيمان: التكبير فى وجه المحتل بأعلى صوت، عسى أن يصحو العالم النائم ويسمع صرختنا».
وتشكل المرابطات من النساء سدا منيعا أمام كل المحاولات الإسرائيلية اقتحام الأقصى، إذ يتجمعن بشكل يومى أمام المسجد ويرددن هتافات وتكبيرات، مع التأكيد على حقهن فى الصلاة بالأقصى، وتؤمن المرابطات بأن تكبيراتهن أقوى من أى سلاح يمتلكه المحتل، إذ ترهب المستوطنين وتمنع تدنيسهم المسجد.
واعتادت «أم خليل» المقدسية الرباط فى الأقصى منذ 2011 بشكل يومى، معتبرة أن الأقصى فى خطر، ويتطلب تواجد كل مسلم ومسلمة وكل من يتمكن من الرباط ومواجهة الاعتداءات الإسرائيلية من الاحتلال والمستوطنين.
وتقول «أم خليل» لـ«المصرى اليوم»: «الرباط فى نظرى واجب مقدس يجب أن أقوم به يومياً، وفى اليوم الذى تمنعنى الظروف من الرباط فى الأقصى، أشعر بالذنب وتأنيب الضمير، فمن للأقصى اليوم غيرنا فى مواجهة المطامع والمخططات الإسرائيلية لهدم أقصانا وبناء الهيكل المزعوم».
وتؤكد الشابة «هناء الحلوانى»، إحدى المرابطات، أنها تعرضت للضرب والركل من قبل شرطة الاحتلال أثناء محاولتها دخول الأقصى للصلاة، وقالت إن «الدفاع عن الأقصى واجب على كل من يستطيع الوصول له». وتابعت لـ«المصرى اليوم»: «رغم إصابتى قبل يومين إلا أننى لم أجلس فى منزلى والأقصى يُدنس بأقدام المحتلين، سنخرج جميعا أطفالا ونساء وشيوخا للدفاع عن المسجد».