لا تهوين من حادث خطير، ولا تهويل، والملامة تقع على المهونين والمهولين فى آن، ولكن استهداف الجيش المصرى «إخوانيا»، تخليصًا لثارات قديمة من أيام «رابعة أول»، خليق بالتوقف والتبين، هؤلاء لا إخوان ولا مسلمين ولا مصريين، خونة مجرمين.
فكرة الطوابير لا تنطلى علينا، وفكرة الطابور الخامس المكسيكى هراء، لا أحد من هؤلاء يعرف طريق سفارة المكسيك ولا سمع عنها، ومَن زاروا المكسيك آحاد، ولكن الغرض مرض، فى قلوبهم مرض من الجيش المصرى، المُرْجِفون فى المدينة برزوا شامتين فى حادث الواحات، الغل يأكل أكبادهم.
نعم، حادث جلل وخطير اهتزت له الدولة، رئيساً وشعبا وحكومة، وخطاب وزير الخارجية سامح شكرى إلى الشعب المكسيكى يقطع باليقين، تحقيق جاد شفاف كاشف، كما أن اتصال الرئيس بنظيره المكسيكى دال وقاطع على عزم الحكومة على معالجة آثار الحادث وغسل الدماء سريعا من على وجه العلاقات المصرية/ المكسيكية، وزيارة وزيرة خارجية المكسيك إلى القاهرة دليل على عزم العاصمتين على جلاء ملابسات الحادث فى سياق من الاحترام.. انظروا إجابات الوزيرة على المحرضين، فى غاية الاحترام الذى ينقص بعض المُرْجِفين.
ما يُحزن حقا، شماتة نفر من المصريين فى الجيش المصرى، وكأنه جيش العدو، واستعداء الخارج بصفاقة ووقاحة منقطعة النظير، واستغلال الحادث أبشع استغلال، تخليصا لثارات مؤجلة، تشير إليها صراحة الصفحات الإلكترونية الإخوانية السافرة السافلة، ومقالات الخلايا الإخوانية النايمة فى الصحف الزرقاء.
أكلما حلت بمصر مصيبة تضحكون وتسخرون فى حبور، أكلما ألمت بمصر كارثة تشمتون فى غبطة وسرور، دين أبوكم اسمه إيه، ألسنة حداد تسلق الجيش وتتجاوز فى «حق الشهيد»، يا نهااااار أسود، كل هذا الحقد، كل هذه الشماتة، مَن كان يشمت فى النظام فإن النظام لا يدوم، ومَن كان يشمت فى الجيش فوحق الشهيد هم خير أجناد الأرض كما وصفهم خير الأنام، صلى الله عليه وسلم.
مَن أنتم، لا أبا لكم، نفر منهم يتمنى فى قرارة نفسه لو اجتمعت الأساطيل فى البحر تحاصر القاهرة، أراه مهللا مكبرا كما حدث قبلا فى «رابعة أول» فى مشهد الخيانة الشهير، وفريق منهم يختانون أمهم فى المضاجع الأمريكية، ظهروا عراة من الوطنية.
الرئيس المكسيكى طلب تحقيقا، من حقه، شعبه ورعاياه، ولكن هؤلاء لا حق لهم ولا خلاق، حد يطلب التحقيق مع جيشه، عجبا سارَعوا بالإدانة قبل أن تجف الدماء، ووجَّهوا الاتهامات، وبرزوا خبراء فى طرق الواحات ومناطقها المحظورة، يستعدون السلطات المكسيكية فى الطرف الآخر للكرة الأرضية.
عدوك يتمنى لك الغلط، قمامة البشر يتمنون لمصر كل شر، لسنا فى معرض تبرير، ولكن نفساويا وقلبيا وعقليا، كيف تهون مصر على أبنائها؟ وكيف يهون جيش مصر على شبابه؟ أهو جيش الاحتلال؟! أفهم أن تغضب المكسيك شعبا وحكومة على الدماء فى الواحات، ولكن نفرا مصريين بالجنسية يحرّض العالم على جيش مصر بحق الدماء المكسيكية، هل هذا طبيعى؟ لم نر مثل هذا العار الوطنى قبلا.
الخطأ خطأ لا مهرب منه، والتعويض مطلوب، والاعتذار حدث، والتحقيق جار، ولكن هذا لا يشفى غليل هؤلاء، سكاكين مسمومة فى ظهر الجيش، لا يأبهون كثيرا بالشرطة، المهم الصخرة العاتية، الجيش، دم الشهيد يفضح عرى هؤلاء، دارى إيدك يا خاين.. دم مصر بينقط منها!.