- بالله عليكم لما يقال إن عملية القبض على محمد فودة، المتهم فى قضايا فساد وزارة الزراعة، تمت فى الجناح المقيم فيه بفندق الفورسيزون.. معنى الكلام أنه كان يدفع ما لا يقل عن 150 ألف جنيه شهريا إقامة فقط للفندق، بخلاف مصاريف المعيشة والضيافة..
- السؤال هنا.. ما قيمة دخله الشهرى حتى يدفع هذه المبالغ شهريا.. وهل وظيفته كإعلامى وكاتب صحفى كما كان «يدّعى» تعطيه هذه الأرقام.. مؤكد إن فيه حاجة غلط، وفيه أشخاص مجهولين وراءه هم الذين كانوا يتكفلون بإقامة الفندق وبجميع مصاريفه.. لأن دخل الإعلامى أو الكاتب الصحفى لا يمثل عشرة فى المائة من هذه المصاريف.
- بالله عليكم لما واحد يعيش فى هذا البذخ.. ويجد من يسانده وينشر حواراته ومقالاته فى واحدة من أكبر الصحف المستقلة التى تصدر يوميا.. تقولوا إيه لوزير مثل وزير البترول عندما يلتقى به هذا الأفندى.. هل كان مطلوبا من الوزير شريف إسماعيل أن يدقق ويتفحص فى هذه الشخصية بعد أن جمعه مع رئيس التحرير فى مقر الجريدة وأجرى معه حوارا فى ندوة صحفية.
.. عجبى على الذين ربطوا لقاء شريف إسماعيل مع محمد فودة.. والكل يعلم أن شريف إسماعيل يتمتع بسيرة طيبة جدا وتاريخه فى البترول مشرف، وكونه يستقبل إعلاميا وكاتبا صحفيا ثم يكتشف أنه ينتحل هذه الألقاب بالتزوير فهذه ليست مسؤوليته.. ثم أين كانت نقابة الصحفيين وقت أن كان يخرج علينا نهارا وجهارا وهو يعلن أنه كاتب صحفى.. لماذا لم يصدر عنها بيان وتنشره وسائل الإعلام تدافع فيه عن المهنة من الأشخاص الذين ينتحلونها.. ساعتها كان الوزير وغيره من الوزراء لا يتعاملون معه.
- أنا شخصيا صدمت بتداول صور الوزير شريف إسماعيل بعد تصعيده وتكليفه برئاسة الحكومة على صفحات التواصل الاجتماعى، وهى تضم لقاءات للوزير مع محمد فودة المتهم فى قضية فساد وزارة الزراعة.. مع أن اللقاءات لم تكن يوما داخل الجناح الذى كان يقيم فيه فودة فى الفورسيزون وإلاّ كشف الوزير عن أمره.
- إذن العيب فى الإعلام وليس فى ضحايا فودة من المسؤولين والوزراء الذين أضيروا بسبب لقائه معهم، إلاّ إذا ثبت تورط أحدهم فى منحه تسهيلات أو امتيازات من خلال التحقيقات.. لكن هل نحاسب وزير البترول عن لقائه بإعلامى كبير وكاتب صحفى مرموق حسب ما كان «يدّعى» أو يرى فى نفسه هذا الوصف.. والله عيب.. عيب أن نلوم وزيرا أدخل الإعلام الغش عليه بإعلامى مزيف ثم لماذا اختاروا هذا التوقيت بالذات بعد تصعيد الرجل إلى رئاسة الحكومة، مع أنه كان فى مقدور الصحيفة التى كانت تنشر مقالات وحوارات فودة أن تخرج علينا ببيان تبرئ كل من التقى مع فودة من الوزراء والمسؤولين وخاصة شريف إسماعيل الذى أقامت له الصحيفة ندوة صحفية.. وأن فودة كان كاتبا يعبر عن رأيه فى صفحات الرأى شأنه شأن أى كاتب خارجى، وما يكتبه لا يعبر عن رأى الصحيفة، أكيد أن هذا البيان سيكون له أثر عند القارئ الذى يحترم هذه الصحيفة.. لأنه معروف أن هناك فرقا بين الكاتب والصحفى.. لذلك اهتمت الصحافة فى الفترة الأخيرة بالآراء الحرة فأفسحت مساحات لأصحاب الرأى على صدر صفحاتها.. ومن بين هؤلاء الكتاب من يكتب فى أكثر من صحيفة، بخلاف الصحفى لا يجوز له أن يجمع بين صحيفتين.
- وحتى أكون صادقا، أنا شخصيا أشفق على محمد فودة ولا ألومه.. فقد تشعلق الرجل بمهنة الإعلامى على اعتبار أنه كان يعمل فى وزارة الثقافة قبل قضيته المشهورة، وبعد خروجه من السجن لم يجد من يفتح له مجالا فوجد تشجيعا وتأييدا فى انتحاله مهنة الإعلامى والكاتب الكبير، وكون أنه وجد من يدعمه وينشر له اسمه على صدر الصفحة الأولى فأصبح مثل «الكذاب الذى صدق نفسه».. هكذا تورط الرجل وربما كان على استعداد للتوبة.. لكن مصابيح الشيطان كانت على طريقه حتى لا يعيش فى ظلام الفقر.. علينا أن نتخلص من سيرته.. ولا نمس الشرفاء الذين كانوا ضحايا لمجرد أنهم التقوا به كإعلامى مثل وزراء آخرين غير رئيس الوزراء الحالى شريف إسماعيل.