يواجه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، الثلاثاء، فريق مسقط رأسه، مدينة مالمو، أمام مواطنه وناديه السابق الذي يحمل نفس الاسم، في الجولة الأولى من دور المجموعات بدوري الأبطال.
وكان «إبرا»، أحد أقوى المهاجمين في الوقت الحالي وأخطر اللاعبين في التعامل مع ميكروفونات الصحافة، علق على غير العادة بشكل عاطفي على نتيجة القرعة التي أوقعته مع فريقه السابق مالمو وريـال مدريد الإسباني وشاختار دونتسك الأوكراني بالمجموعة الأولى.
ونشر المهاجم السويدي عقب القرعة على حسابه صورة لأحد أهم معالم المدينة، وهو جسر أوريسوند، الذي يربط بين مدينتي مالمو السويدية وكوبنهاجن الدنماركية، وأمامه بحر البلطيق وكتب: «أفضل شيء كان من الممكن حدوثه، خضت الكثير من التجارب في مسيرتي وهذه ستكون من ضمن اللحظات التي لا تنسى، لعب الـ(تشامبيونز) في مالمو، من المؤسف أن الملعب لن يتسع لكل المدينة ولكن أضمن أن يكون صوت جماهيره مسموعا في كل الأنحاء».
وتحمل قصة زلاتان، الذي لعب لسبعة أندية مختلفة حتى الآن، طابعًا يجمع بين الحب والكراهية، حيث نشأ في حي روزنجارد المليء بالنزاعات والجنسيات المختلفة من عراقيين لكروات لبوسنيين لبولنديين ولبنانيين وحتى صوماليين وأفغان.
داخل هذا الحي نشأ «زلاتان» لأب بوسني مدمن على الخمر وأم كرواتية لخمسة أبناء كانت تعمل في تنظيف المنازل، حيث كان يمارس رياضة التايكوندو، التي وصل فيها للحزام الأسود، لتفريغ طاقته بجانب لعب الكرة في ميادين روزنجارد.
وانضم زلاتان وهو في عمر الثامنة لنادي بالكان المتواضع، ثم بعده مالمو وهو في الثالثة عشر من عمره، حيث يعرف الجميع قصته الشهيرة حينما كان يسرق الدراجات الهوائية للذهاب للتدريبات، كما يقص «إبرا» بنفسه الأمر في سيرته الذاتية المثيرة للجدل.
انقسمت الأراء حول «زلاتان» في الفترة التي قضاها في مالمو بين عامي 1999 و2001، حيث يقول هانز ماتيسون، قائد الفريق حينها، عنه: «كان يشكو من كل شيء وينقل مناخًا سلبيًا للفريق، حينما يدخل يتدمر كل شيء»، ولكن المدير الرياضي هاسه بورج كان يدافع عنه حيث قال: «إنه فتى طيب، ولكن ماضيه هو ما جعله قاسيًا».
ويحكي «إبرا» بنفسه عن الفترة التي سبقت تصعيده للفرق الأول لمالمو في كتابه قائلًا: «كانوا يصرخون ضدي ولكنت أقول سألعب كما أشاء، ليس لدي شيء أخسره، ولا يهمني ما يقوله الغير»، وفي النهاية صدقت نظريته وحدث الأمر الذي ينتظره حينما صعد للفريق الأول.
لم تتوقف مشاكل السويدي بعد صعوده للفريق الأول، وكان من أشهر حلقات خلافه ما حدث في أحد التدريبات مع حارس المرمى جوني فيديل، أحد أقدم لاعبي الفريق، حينما رفض الاعتراف بخطأه وظل يركل في كل الكرات الموجودة أمامه لدرجة أنها كانت تخرج من الملعب واصطدمت ببعض السيارات المركونة ليدوي صوت الإنذار بها.
لم يكتف «إبرا» بهذا بل أنه رحل عن الملعب ووصف زملاء الفريق بالأغبياء وظل متغيبًا عن التدريبات لمدة أربعة أيام، كما يقول في كتابه، ثم عاد مجددًا للنادي لأنه كان يعلم بأن مسألة انتقاله لأياكس الهولندي كانت وشيكة وعلى الأبواب.
ويقول «زلاتان» في كتابه أن أكثر ما أغضبه هو أنه رحل عن مالمو لأياكس مقابل 80 مليون كرونة سويدية، ولكنه لم يحصل على وداع لائق أمام الجماهير بل كل ما تلقاه كان هدية عبارة عن كرة من الكريستال.
على أي حال فإن أمام اللاعب السويدي الآن فرصة للحصول على الوداع الذي كان يرغب فيه، ولكن في صورة استقبال، حينما يحل ضيفًا على مالمو، حيث ربما يرد له الجميل على كرته الكرستالية بهز شباكه.