أكد وائل زيادة، رئيس قطاع البحوث في المجموعة المالية «هيرميس»، أن البورصة المصرية تأثرت منذ بداية العام بجميع الأحداث الاقتصادية العالمية، ومنها أزمة اليونان والصين، وكان للأحداث الإرهابية مثل استشهاد النائب العام أثر كبير دفعها للتراجع.
وقال، فى حوار مع «المصرى اليوم»، إن الأخبار الإيجابية فقدت تأثيرها فى دفع السوق للارتفاع بسبب الظروف الاقتصادية المحيطة، إذ إن اكتشاف بئر الغاز فى مصر تزامن مع انخفاض سعر البترول، وتوقع أن يستمر ذلك حتى العام المقبل.
■ كيف ترى تطورات البورصة خلال الأشهر الأخيرة؟
- البورصة المصرية مرت بـ3 مراحل منذ بداية العام الجارى: الأولى مع بداية العام، شهدت صحوة كبيرة متأثرة بالزخم الحادث فى عام 2014، وسجلت قيمة التداول على الأسهم ما يزيد على 189 مليار جنيه، وهو حجم التداول الأعلى منذ عام 2010، والثانية الفترة التى سبقت المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، حيث انتعشت أيضاً، لأن السوق دائما تسبق الاقتصاد فى التأثر بالأحداث، والأسهم تعكس تحسن الاقتصاد، أما المرحلة الثالثة فهى ما بعد المؤتمر، والتى شهدت تحركا عرضيا للسوق، وتتحرك فى إطار صعود أو هبوط طفيف، تأثراً بأخبار محدودة.
■ وما الذى دفعها للهبوط الكبير خلال الشهر الماضى، متخلية عن التحركات العرضية؟
- ما تمر به البورصة حالياً بدءا من أزمة اليونان وانخفاض قيمة اليورو، تزامن مع بعض الأحداث الإرهابية واغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، وتلاه تخفيض قيمة الجنيه المصرى مقابل الدولار، وبعد ذلك حدثت أزمة الأسواق الناشئة، وعلى رأسها الصين، والتى أثرت على معظم الأسواق العالمية والعربية، ومن ثَمَّ عصفت بالبورصة المصرية.
■ ولماذا كان لأزمة الصين كل هذا التأثير الهائل على الأسواق العالمية؟
- لا يوجد خط واضح أو مباشر يربط أوروبا بالصين، لكن الصين تربطها علاقة كبيرة بالأسواق الناشئة، والدول الأوروبية تمثل سوقا للمنتجات الصينية، فى نفس الوقت تعمل بكين كـ«محول»، حيث تسحب المواد الأولية من الأسواق الناشئة وتعيد تصديرها إلى أوروبا وأمريكا فى صورة منتجات، وهو ما يجعل الصين مستثمرا رئيسيا فى رؤوس الأموال والعمالة والتجارة العالمية.
■ وهل يمكن اعتبار أزمة العملة الصينية هى السبب الرئيسى فى انخفاض السوق؟
- بالطبع، وهناك أسباب أخرى تزامنت مع ذلك، وعلى رأسها انخفاض أسعار البترول بشكل كبير، والذى قلل من التأثير الإيجابى لخبر اكتشاف حقل الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط، رغم أنه يؤثر بشكل إيجابى على الاقتصاد المصرى، لأن الاكتشاف يدعم الموازنة، ويرفع تصنيف مصر الائتمانى.
■ ولماذا فقدت الأخبار الإيجابية مثل افتتاح قناة السويس الجديدة واكتشاف الغاز تأثيرها على السوق؟
- الأخبار الإيجابية التى تم الإعلان عنها مؤخرا تتزامن مع معدل نشاط اقتصادى ضعيف، وأتوقع أن تستمر تلك الحالة خلال الـ3 أو 6 شهور المقبلة، لكن خلال تلك الفترة يجب للاقتصاد الحقيقى أن يجهز نفسه، بإصلاحات ضريبية وتعديلات على قوانين الاستثمار ليؤسس لصعود السوق.
■ هل تعتقد أن الإقبال على الخدمات المالية المختلفة فى مصر لايزال ضعيفاً؟
- نمو الخدمات المالية وسوق التمويل يحتاج صعود قاعدة صناعية كبيرة فى الدولة.