انتهت مباراة الأهلي والملعب المالي بفوز الأول بهدف نظيف اعتلى به صدارة المجموعة الأولى في بطولة الكونفيدرالية الأفريقية في انتظار وصيف المجموعة الثانية في الدور نصف النهائي للبطولة.
فتحي مبروك بدأ اللقاء بتشكيل مفاجئ للاعبين أنفسهم قبل المتابعين للفريق وهي ليست المرة الأولى وربما لن تكن الأخيرة، فقد فعلها في مباراة القمة أمام الزمالك وصرح بذلك وقتها ولكن خبرات اللاعبين والعوامل النفسية لدى المنافس حسمت تلك المباراة.
التشكيل مفاجئ فلم نرى تحركًا واحدًا يؤكد على اتفاق مسبق أو تدريب معين اللهم إلا الكرات الثابتة هي الحالة الوحيدة التي شاهدنا فيها جملة فنية ينفذها اللاعبون.
الأهلي بدأ اللقاء بطريقة لعب أقرب إلى 4-2-2-2 بهذا الشكل
وسبب اختيار هذه الطريقة فقط هو إرضاء الجميع من قبل المدير الفني، مبروك فكر في إرضاء الجماهير بإشراك إيفونا من البداية وإرضاء لاعبه الكبير عماد متعب بإشراكه أساسيًا، ولكن ماذا بعد؟ هل سأل المدير الفني للأهلي نفسه هذا السؤال؟ هل فكر كيف سيتثمر الثنائي الهجومي؟ كيف سيهاجم الملعب المالي؟ من الأطراف؟ أم من العمق؟ لو من الأطراف من سيرسل العرضيات وإلى من؟ ولو من العمق من سيقوم بعمل الثنائيات؟ الأسئلة كثيرة والإجابة واحدة في السطور السابقة.. «فتحي مبروك بدأ اللقاء بتشكيل مفاجئ للاعبين».
هناك أربع عرضيات، تم إرسالها بالطريقة الطبيعية لأحد المهاجمين في مقدمة الفريق وليس للاعب خلفي على حدود المنطقة، ثلاث عرضيات نجح ماليك إيفونا في تحويلها باتجاه المرمى واحدة ارتطمت بالقائم(رفعها مؤمن زكريا) والأخرى خارج المرمى تمامًا(عرضية أرضية من أحمد فتحي) والثالثة وصلت لعمرو جمال في «حَلق» المرمى ليحرزها هدف بكل سهولة (من كرة ثابتة رفعها صبري رحيل)، والأخيرة من صبري رحيل أخطأ فيها المدافع ليخطئ عمرو جمال في التعامل معها ويبعدها الدفاع، أما غير ذلك فكانت عرضيات غير متقنة أحيانًا والأخرى وهي ما رأيناها كثيرًا، يتم إرسال الكرة للخلف لأحد اللاعبين على حدود المنطقة وكأن الفريق بدون مهاجم أو على الأرجح لا ثقة لدى اللاعبين في وجود مهاجم قادر على إنهاء الهجمات في شباك المنافس.
ما قبل الصفقات القوية خاصة ثنائي الهجوم إيفونا وأنطوي، كان قوة الأهلي تكمن فقط في لاعبي الوسط الهجومي (عبدالله السعيد، مؤمن زكريا، وليد سليمان، رمضان صبحي، تريزيجيه) كانوا يعتمدون على اللامركزية ثم التمريرات الثنائية القصيرة لاختراق دفاعات المنافسين والتسجيل وهنا يقتصر دور المهاجم المتواجد معهم في عمل محطة أحيانًا، والتحرك بعيدًا لسحب دفاع الخصم أحيانًا أخرى، لذا لابد من تدخل فني من قبل المدير الفني مع اللاعبين ليقول لهم: «الآن أصبح لدينا مهاجم، بل ثلاثة مهاجمين يمكن الاعتماد كليًا عليهم»، وإلا فعلى إيفونا وأنطوي فرض نفسهم على الفريق بأنفسهم وهو ما أتوقع خاصة بعد أداء أنطوي المميز للغاية ما قبل الإصابة، وما قدمه إيفونا في الدقائق الأخيرة من مباراة الملعب المالي.
مع فتحي مبروك، الأهلي سيواجه مشكلة كبرى وهي المباريات على ملعبه والتي ستمثل صداعًا في رأس المدير الفني في ظل ضرورة رسم خطة الهجوم والتي سيبنيها من الخلف وأمام دفاع متحفز ومستعد لها منذ البداية، وهذا من الصعب تحقيقه مع المدير الفني الذي يجيد الدفاع أكثر.
أما الأمر الثاني فسيكون تأخر الفريق في إحراز هدف مبكر ولو حتى مع نهاية الشوط الأول (راجع مباريات الاهلي تحت قيادة فتحي مبروك التي لم ينجح في التسجيل فيها في الشوط الأول) وقتها ترتبك حساباته ولا يجيد التعامل مع المباراة التي غالبًا ما تنتهي بهزيمة مخيبة أو تعادل.
لاعبو الأهلي عليهم أن يعلموا أن السرعة في كرة القدم باتت أهم سمة لضرب الخصم ولهم في المباريات الخارجية عبرة، المدير الفني عليه أن يجبر لاعبيه خلال التقسيمة في التدريبات على إنهاء الهجمة في وقت محدد ويعيد الأمر مرارًا وتكرارًا كي يستعيد الفريق فعاليته الهجومية بشكل أفضل، لو لاحظنا في جميع المباريات داخل مصر يبني الفريق كل الهجمات ببطء شديد وهو ما يساعد الخصم على إحكام الرقابة وغلق المساحات.
أخيرًا شارك عمرو جمال بديلًا وأحرز هدف المباراة الوحيد وظهر ماليك إيفونا بشكل جيد ساهم في اختياره من قبل جماهير الأهلي كرجل المباراة.. فهل سنراهم في مباراة الكأس المقبلة من البداية؟ وهل سيقوم المدير الفني بإشراك اللاعب الأفضل من خلال المران أم سنعود مجددًا لـ«موضة» كل موسم في هذا التوقيت ويعتمد على اللاعبين المقيدين أفريقيًا فقط؟