مبروووك لمحلب!

محمد أمين السبت 12-09-2015 21:06

مبروك لمحلب، ومبروك لعائلته وأسرته.. وخسارة يا مصر.. مبروك عليه صحته.. فقد جاب مصر شرقا ًوغرباً، صباحاً ومساء.. لم يفعلها قبله رئيس وزراء.. الآن يعود إلى بيته راضياً مرضياً، بعد أن تقدم باستقالته للرئيس.. آخرون يخرجون من الوزارة إلى السجن.. محلب شخصياً لم يقصّر.. أما وزراؤه فقد خذلوه.. هو ليس ناظر مدرسة.. ليس مخولاً بتأديب الوزراء والمحافظين، إن سرقوا أو انحرفوا!

من الغريب أن الرئيس السيسى أشاد بأداء الحكومة، ثم طلب من رئيس الوزراء تقديم استقالته.. قبلها كان قد كلف شريف إسماعيل بتشكيل الحكومة.. كيف هذا؟.. وما معنى الإشادة، إذا كانت هناك استقالة؟.. ما معنى أن أشيد بك، ثم أقول لك: شكراً؟.. كتر خيرك على كده.. ما هو المنطق في تشكيل حكومة انتقالية أخرى؟.. ما معنى اختيار شريف إسماعيل؟.. ولماذا ليس هشام رامز، أو مهاب مميش مثلاً؟!

لماذا لم يقم السيسى نفسه بتشكيل الحكومة؟.. كثيرون تحدثوا عن حكمة الرئيس في الإقالة والتكليف.. تحدثوا عن «الإعجاز العلمى في قرارات الرئيس».. لا أحد قال إن تشكيل حكومة جديدة الآن بلا منطق.. سقوط وزير لا يعنى تشكيل حكومة جديدة.. لم نسمع عن فتوحات رئيس الوزراء الجديد.. لا يكفى أن يكون مؤدباً.. لا يكفى أن يكون هادئاً، ولا يدخل في صراعات هنا أو هناك.. فلا هو سياسى ولا اقتصادى!

أخشى ألا يجد السيسى من يعمل معه.. أخشى ألا يكون أمامه في الفترة القادمة غير لواءات الجيش.. السيسى مازال يعمل بالمقولة الميرى «السيئة تعم والحسنة تخص».. فكر ينبغى تغييره.. مصر لا تحتمل حكومة كل ستة أشهر.. لا تحتمل ثلاثين وزيراً أو أكثر، على مدار مرتين في السنة.. سنصبح مثل دول الخليج.. كلهم وزراء.. أو يكون رد الفعل العكسى، أن يعتذر «الكفاءات» عن تولى حقائب وزارية!

السؤال: هل كان محلب يعرف بفساد وزير الزراعة، ثم سكت عنه؟.. الإجابة لأ.. الرقابة الإدارية أخطرت الرئيس، ولم تُخطر رئيس الوزراء.. محلب عرف صباح يوم الإقالة، والقبض على الوزير.. مازالت مصر هي دولة الرئيس.. الرئيس هو من يعلم، وهو من يقيل الوزراء، وهو من يصدر توجيهات الإقالة.. غير منطقى هذا بعد ثورتين.. رئيس الوزراء في مصر مازال كبير السكرتارية، رغم صلاحياته الدستورية!

حكومة محلب استقالت عملياً، منذ مرمطة وزير الزراعة في ميدان التحرير.. توقفت عن العمل بعد «الحركة التمثيلية الكبرى».. أخذت خطوة للخلف.. قتلها الإحباط والشائعات.. كان مفهوماً أن هناك خطة حرق للحكومة شعبياً.. ليس شرطاً أن تخرج الحكومة بفضيحة.. ممكن يحصل تعديل وزارى محدود.. بلا ضجة تُلقى ظلالاً على مصر كلها.. الكلام عن الفساد لا يحرق الوزارة فقط، وإنما يحرق مصر أولاً!

هل كانت الشائعات خطة مدبرة لحرق حكومة محلب؟.. ما هو المنطق في تشكيل حكومة جديدة، ينتهى دورها مع البرلمان؟.. وما هي مؤهلات شريف إسماعيل لرئاسة الحكومة؟.. من يملك تشكيل حكومة في أسبوع؟.. هل يستطيع «السيسى» نفسه تشكيل حكومة في أسبوع، ولماذا لا يقوم هو برئاسة الوزراء؟!

mm1aa4@gmail.com