وانتصر القانون

نيوتن الجمعة 11-09-2015 21:36

هذه شواهد دخول مصر إلى عصر جديد. القانون فيه فوق كل شخص. فوق كل اعتبار. فوق كل هوى. أحمد عز من أكثر الشخصيات التى اختلف الناس عليها. أعداؤه ومحبوه يشتركون فى شىء واحد. الإعجاب بقدراته. أولاً كرجل أعمال. ثانياً كرجل سياسة.

■ ■ ■

دوره كان خطيراً فى الحزب الوطنى. اعتمد على التنظيم الدقيق. على الإحصاءات، واستطلاع الرأى. لهذا تفوق بشكل مطلق. مثل الاحتكار السياسى بحذافيره. لم تسانده كاريزما جمال عبدالناصر فى أيام الاتحاد الاشتراكى. لم يستعن بأسلوب كمال الشاذلى فى إدارة الحزب وطريقة العمودية. حاول أن يخلق حزبا حقيقيا من بقايا الاتحاد الاشتراكى. الحزب الوطنى كان الوريث الشرعى. جمع حوله كل الكفاءات. استعان بكل عناصر النجاح ليصنع حزبا حقيقيا، بالرغم من غياب المنافسة. لم يدرك أن الحزب الحقيقى لا يمكن وجوده إلا فى منافسة حقيقية ومعارضة حقيقية.

هذه الحقيقة أغفلها. حتى وهو يحاول تقليد حزب العمال البريطانى. فى لوائحه الداخلية. فى أبهة مؤتمره السنوى. استعان بكل عنصر. بكل وسيلة. لنجاح حزبه. استعان بكل العناصر المميزة فى الوطن. فى مختلف التخصصات. جمعهم فى لجنة السياسات. كان جمال مبارك على رأسها.

■ ■ ■

للحق نشهد أنه لم يخلط المال بالسياسة. دخل السياسة بعد أن انتهى من بناء مؤسساته الصناعية. مع ذلك تكرر اتهامه بذلك. خصوصا فى مصنع الدخيلة. اتضح فى النهاية أنه لم يشترِ غير حصة الشريك الأجنبى. ترك الدولة شريكا معه عاما بعد عام. أرباحها كانت تعوض ما يفيض عن خسائرها فى مصنع الحديد والصلب الذى تديره. ببساطة لم يحتج إلى الاحتكار لأن نجاحه فى صناعة الحديد جعله فى غنى عن ذلك.

أحمد عز بكل تأكيد من أفضل رجال الصناعة فى مصر. أما فى السياسة فلكثير من الناس قول آخر.