كلاسيكو إنجلترا «مان يونايتد VS ليفربول».. التاريخ العريق والبحث عن حاضر أفضل

كتب: أحمد شفيق الجمعة 11-09-2015 17:50

إذا بحثت عن من هو أكبر وأبرز فرق إنجلترا على مدار تاريخ كرة القدم، واستعنت بسجلات ألقاب البطولات المحلية والأوروبية، لن تذهب بعيدًا عن مانشستر يونايتد وليفربول.

الحديث هنا عن أكبر فريقين في تاريخ الكرة الإنجليزية، من حيث البطولات والألقاب وفترات الهيمنة على الكرة الإنجليزية، بل والهيمنة على الكرة الأوروبية لبعض الأوقات، نحن نتحدث هنا عن 86 لقبا للبطولات الكبرى بين الفريقين، عن 38 لقب دوري بين الفريقين (20 لليونايتد و18 لليفربول) 18 لقب كأس الاتحاد الإنجليزي (11 لليونايتد و7 لليفربول) 8 ألقاب لدوري أبطال أوروبا (3 لليونايتد و5 لليفربول) وألقاب أخرى عديدة في بطولات أخرى مثل الدرع الخيرية وكأس المحترفين «الكابيتال وان» وبطولة كأس الاتحاد الأوروبي والسوبر الأوروبي.

حينما يتحدث شخصا مثل أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه، ويقول إن تلك القمة لا تقل أبدًا شهرة وقوة عن كلاسيكو إسبانيا الشهير بين ريـال مدريد وبرشلونة، تدرك حجم وقوة هذه المباراة.

ليفربول هيمن بشكل واضح على الكرة الإنجليزية في الفترة من 1975 إلى 1990 محققًا أغلب بطولاته الكبرى في تلك الفترة ما بين دوري الأبطال الأوروبي أو الدوري الإنجليزي، بينما مانشستر يونايتد هيمن بشكل واضح وجلي على الكرة الإنجليزية في الفترة من 1993 وحتى صيف عام 2013.
لكن في الوقت الحالي، كلا الفريقين يبحثان عن حاضر أفضل مما هما فيه، والذي هو بعيد كل البعد عن وضعهما السابق، فليفربول صاحب الـ18 لقب في بطولة الدوري، لم يتذوق طعم البطولة منذ عام 1990، أما مانشستر يونايتد الذي بنى أغلب بطولاته في تلك الفترة التي سقط فيها ليفربول تمامًا بعيدًا عن اللقب المحلي الأبرز، حقق لقب الدوي 20 مرة، 13 منهم جاءفي الفترة بداية من سنة 1990 وحتى منتصف عام 2013 وبالتحديد مع اعتزال صانع التاريخ، السير ألكس فيرجسون، ومن بعده مانشستر يونايتد فقد هويته بشكل كبير وابتعد عن الألقاب بشكل واضح.

كما سبق وأن ذكرنا أن مباريات الجولة الخامسة هي الانطلاقة الحقيقية للموسم، أيضًا تلك المباراة تمثل مفترق الطرق لكلا المدربين في هذا الموسم.

مانشستر يونايتد أنهى آخرالجولات بهزيمة أولى في البطولة أمام سوانزي، أداء هجومي مخيب، ضعف كبير في إنهاء واستغلال الفرص، أداء دفاعي مهزوز وبالأخص من الحارس روميرو واللاعب دالي بليند الذي يُصر فان جال على توظيفه في مركز قلب الدفاع، كلها مؤشرات ليست بالجيدة، وخصوصًا أن انطلاقةالفريق في بداية الموسم لم تكن مرضية تمامًا، لكن لغة الانتصارات والثلاث نقاط في أولى الجولات قامت بدور المسكن الذي زال مفعوله تمامًا مع نهاية الجولة الرابعة وسقوط الفريق أمام سوانزي سيتي.

ليفربول هو الآخر يتشابه موقفه في كل شيء مع مانشستر يونايتد، فاز بأول مباراتين بشكل غير مرض، حقق تعادل وأفضل أداء للفريق في الجولة الثالثة أمام أرسنال، سقط على ملعبه أمام ويست هام يونايتد لأول مرة منذ أكثر من 50 عاما، هزيمة فتحت المزيد من أبواب الانتقادات للمدرب رودجرز حول مدى صلاحيته أو جدارته لقيادة الفريق.

عيوب مانشستر يونايتد الظاهرة بشكل واضح وجلي هذا الموسم هي صناعة الفرص واستغلالها، فالفريق يعاني من صناعة الفرص بشكل واضح على الرغم من احتفاظه بالكرةبشكل كبير ونقلها بشكل عرضي وأمامي وخلفي جعل الفريق من أكثر أندية البطولة استحواذاعلى الكرة، لكنه استحواذ سلبي دون أي خطورة، وإن حدثت الخطورة تفشل الإمكانيات الهجومية المتمثلة في روني وممفيس ديباي في استغلالتلك الفرص وتحويلها للشباك، 4 مباريات لمانشستر يونايتد، 3 أهداف منهم هدف بقدم مدافع الخصم «والكر – توتنهام».

مانشستر يونايتد قرر أن يحل تلك المشكلة بطريقة مثيرة للجدل، بعد أن دفع ثروة تضاربت الأقوال حول قيمتها الحقيقة، لكن المؤكد أنها لن تقل عن 36 مليون جنيه إسترليني، من أجل جلب المراهق صاحب الـ19 عاما، أنتوني مارتيال، ومن المتوقع أن نشهد دخول اللاعب في هذا الكلاسيكو كأساسي أو كبديل.

ليفربول حتى الآن لم يقدم أداءً مقنعًا أكثر من الشوط الأول أمام أرسنال في الجولة الـ3 من البريميرليج، المدرب رودجرز لم يصل للتوليفة الأفضل للفريق، بالرغم من تألق بعض العناصر الجديدة أمثال الشاب جو جوميز، والمهاجم بنتيكي، ونائب القائد، اللاعب ميلنر الذي يقدم مستويات رائعة في وسط الملعب، إلا أن الفريق لا يزال بعيدًاعن أي أداء فني وقوي وممتع منتظر من جماهير النادي التي لا تزال تتذكر موسم 13/14 وكيف وضع الفريق يده على لقب البرميرليج، ثم قرر تركه بمحض إرادته لمانشستر سيتي وقتها.

ليفربول خسر واحدًامن أهم أسلحته في مباراة يوم السبت، ما لم يكن السلاح الأهم على الإطلاق، وهو صانع الألعاب والعقل المفكر، فيليب كوتينهو، نتيجة البطاقة الحمراء التي تلقاها مع سقوط الفريق أمام ويست هام يونايتد، لكنها ربما قد تكون البداية المنتظرة للبرازيلي الآخرروبرتو فيرمينو، والذي قدم بعض اللمسات والمحاولات الجيدة في آخرمباراتين لعبهما كأساسي.

مباراة يوم السبت هي مباراة «حياة أو موت» للمدربين، فان جال يريد الخروج من تحت أي ضغوطات وبالأخص بعد تصاعد الأنباء مؤخرًا عن غضب اللاعبين من طريقة تدريبات المدرب وتعامله بشكل عنيف وقاسي مع بعض اللاعبين، بالإضافة للنتائج والمستويات غير المقبولة من جماهير النادي، كل هذا سيتراكم أمام أعين الخبير الهولندي في تلك المباراة، وهو يعلم أن أي نتيجة غير الفوز لن تقابل إلا بمزيد من الضغوطات والغضب الجماهيري وضغط أكبر من وسائل الإعلام الإنجليزية عليه وعلى اللاعبين.

ليفربول هو الآخرليس بوضع يسمح له بالهزيمةأو خسارة النقاط بشكل عام، هزيمة الفريق أمام ويست هام أعادت الضغوط مرة أخرى على المدرب رودجرز، وهزيمة في مباراة السبت أمام العدو اللدود والغريم التقليدي لن تقابل سوى بغضبعارم من الجماهير، التي يرى أغلبها ضرورة رحيل رودجرز منذ نهاية الموسم الماضي.