المخرج عمر عبدالعزيز «رئيس اتحاد النقابات الفنية»: «النايل سات» يتحمل مسؤولية قرصنة الأفلام على الفضائيات

كتب: حسن أبوالعلا الجمعة 11-09-2015 12:12

قال المخرج عمر عبدالعزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، إن «النايل سات» يتحمل مسؤولية قرصنة الأفلام على القنوات الفضائية، مؤكدا أن الاتحاد يرفض زيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبى.

وأضاف عبدالعزيز، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن السينما المصرية لن تكون بخير والشارع ليس آمنا، مشيرا إلى أن مصر تواجه أزمة حادة فى فن الكوميديا.. وإلى نص الحوار:

■ ما صلاحيات أو دور اتحاد النقابات الفنية؟

- الدور الأساسى للاتحاد هو التنسيق بين النقابات الفنية الثلاث: «السينمائية والتمثيلية والموسيقية»، ووضع خطط للنهوض بالصناعة، والاتحاد يضم مجلسا خاصا به من أعضاء مجالس إدارات النقابات الثلاث، والمجلس لم يتم تشكيله حتى الآن بسبب الانشغال بانتخابات نقابة الموسيقيين، ومنذ نجاح هانى شاكر لم أقابله بسبب سفره الدائم، ودور الاتحاد لا يقتصر على علاقته بوزارة الثقافة فقط، بل أرى أنه من المهم أن يمتد ليشمل وزارتى التربية والتعليم والشباب، فنحن ننادى بإعادة الفن للمدارس الابتدائية من خلال حصص الموسيقى والهوايات، فمثلا لماذا لا تعرض قصور الثقافة أفلاما يوميا بتذكرة ثمنها جنيه أو 2 جنيه؟! ودائما أقول إن أى شاب سمع موسيقى أو شاهد فيلما أو أى نوع من الفنون لن يحمل «مولوتوف» ولن يحرق سيارة شرطة، فكلما أنفقنا على الثقافة لطفل صغير سنوفر الكثير مستقبلا، وللأسف الإنفاق الثقافى على الفرد فى مصر 14 قرشا فى السنة، وهذه كارثة، والحجة دائما أن أغلب الأموال توجه للرواتب، لكننا نستطيع أن نأتى بالأموال، فمثلا يمكن تحويل بعض المدارس فى الصيف لسينما صيفية، ويكون ثمن التذكرة جنيها، فنحن هنا نستثمر فى شبابنا، وهم أغلى ثروة فى مصر، والدولة لن تتكلف شيئا.

■ ماذا عن دور الاتحاد فى حماية الملكية الفكرية للمبدعين؟

- قطعنا شوطا فى قانون حماية الملكية الفكرية، وعقدنا جلسات عديدة وقت أن كنت وكيل نقابة السينمائيين، فمن حق السينمائى أو أى فنان آخر أن يحصل على نسبة من قيمة عرض أعماله على القنوات الفضائية مثلما يحدث فى جمعية المؤلفين والملحنين، وهذا أكثر شىء يمكن أن يرفع مستوى الفن فى مصر، لأنه سيجد نفسه فى أمان مادى وسيختار العمل الأفضل ولن يقدم تنازلات.

■ كيف سيحدث ذلك وأغلب الفضائيات حاليا تعتمد على القرصنة وتعرض الأفلام بدون أن تدفع لها أى مقابل؟

- من الذى يؤجر ترددات هذه القنوات، للأسف بعض هذه القنوات على «نايل سات» الذى يتحمل المسؤولية كاملة، وحتى لو كان هناك قمر صناعى آخر «راكب» على «نايل سات»، فهم يتحملون المسؤولية، لأنهم بيأجروا مساحة من القمر لشىء يؤذينا، أليسوا قادرين على معرفة هذه القنوات ومنعها من البث؟! فهم يعرفون من أين يتم البث، ومن الممكن أن يتم القبض على مَن يضعون إعلاناتهم فى هذه القنوات، وللأسف كلها إعلانات لمنشطات جنسية، وإذا أصدرت الحكومة قانونا بمنع الإعلانات على هذه القنوات فإنها ستغلق أبوابها.

■ ما سبب تخاذل الدولة فى حل مشكلة القرصنة؟

- «الدولة بقالها 4 سنين شايلة بلاوى، واحنا جزء من بلاويها»، وهى تحقق مكاسب كبيرة من وراء السينما، والفن المصرى سلاح استراتيجى فى يد الحكومة، وإذا تقاعست أكثر من ذلك فنحن فى خطورة بالغة، وللأسف الفن ليس له وطن، فالسينما المصرية واجهت مشاكل كثيرة فى تاريخها، فالسينما خرجت وعملت فى لبنان وفى تركيا مثلما فعل فريد شوقى وعبدالحى أديب، فنحن عملة مطلوبة فى أى دولة، مصر لها الأولوية فى الحصول على الضرائب الكثيرة التى تحصلها من الفنانين بدلا من أن تذهب لبلد آخر.

■ من القضايا المثارة على الساحة الفنية حاليا زيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبى، فما دور الاتحاد فى هذه القضية؟

- الاتحاد ونقابة السينمائيين وغرفة صناعة السينما أعلنت موقفها منذ البداية بأنها ضد زيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبى، ومَن ينادى بزيادة النسخ أصحاب دور العرض، بدعوى تراجع حجم الإنتاج السينمائى المصرى، والسؤال: لماذا لا يتجهون للإنتاج؟ عندما يكون لديهم 60 دارا لابد أن تكون لديهم خطة للإنتاج ولا يكتفون بالعرض فقط، فالإنتاج حل مطروح بدلا من زيادة عدد نسخ الأفلام الأمريكية، ونحن نجحنا فى إعادة أصول السينما لوزارة الثقافة، وهذا سيساهم فى حل مشاكل كثيرة فى عرض الأفلام، وستكون هناك عدالة فى هذا الأمر مثلما كان يحدث فى الماضى بدلا من الاعتماد على العلاقات الشخصية.

■ هل عطلك العمل الإدارى عن عملك مخرجا؟

- بالتأكيد عطلنى 4 سنوات أثناء وجودى وكيلا لنقابة السينمائيين، ولكنى أعتبر ذلك ضريبة أدفعها لزملائى كخدمة عامة، ودورنا فى نقابة السينمائيين لا ينكره أحد، والاتحاد سيأخذ منى مجهودا، لكننى سأعود لعملى فى الإخراج، ولدىَّ فيلم ومسلسل أحضره لشهر رمضان بعنوان: «نفسك فى إيه يا ليلى» بطولة ليلى علوى، من تأليف: شهيرة سلام، وربما يُعرض فى رمضان، وأنا أفضل ذلك بسبب كثرة الإعلانات التى شاهدناها فى رمضان الماضى، لدرجة أن بعض القنوات تحذف «التيتر» الذى يتكلف مثلا مليون جنيه، والتيتر هو السجل التاريخى للعمل، ولا يجوز حذفه، وسنبحث ذلك فى الاتحاد.

■ كيف ترى الحالة السينمائية فى الوقت الراهن؟

- الحالة السينمائية لا تختلف كثيرا عن حال البلد، فالسينما لن تكون بخير والشارع ليس آمنا، ولن تكون بخير والجمهور ممنوع من الذهاب لمشاهدة مباريات كرة القدم، نحن فى بلد السينما ليست منفصلة عنه، وأنا أقول إن تقديم أفلام معقولة فى ظل الظروف الحالية يعتبر بطولة، ولابد أن تمد الدولة أيديها للسينما وإلا سننتظر لموسم العيد حتى يتم عرض فيلمين أو ثلاثة تحقق الإيرادات، وهى أفلام تخاطب شريحة معينة، وهم الذين يرتادون السينما فى الأعياد، ونحن كنا نسعى لتصنيف الأفلام رقابيا حسب السن، والتصنيف العمرى بالتأكيد سيحل مشاكل كثيرة.

■ هل يمكن أن يلعب اتحاد النقابات الفنية دورا فى تعديل قوانين الرقابة؟

- بالتأكيد، لأننا العاملون فى السينما، لكننى أرى أن الخطورة حاليا فى التليفزيون، لأننا لا نملك رقابة عليه، بينما يدخل البيوت، فى حين أن هناك سيطرة على السينما إلى حد ما، خاصة أن الأفلام تحصل على موافقة الرقابة، كما أن أغلب المسلسلات تعرض حلقاتها الأخيرة فى رمضان على الهواء، بعد تصويرها بساعات دون عرضها على الرقابة، وهذا خطر جدا، والخطورة تأتى من التليفزيون وليس السينما تحت دعوى حرية الإبداع، ونحن لسنا ضد حرية الإبداع، ولكن هناك أشياء تدخل بيوتنا، ولابد من وجود رقابة، وأنا أتمنى إلغاء الرقابة، ولكن عندما تكون نسبة التعليم 100%، فلا يمكن إلغاء الرقابة فى ظل وجود أمية.

■ ماذا عن تجربتك كرئيس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم العربى بمهرجان الإسكندرية السينمائى؟

- أعتقد أن أى تقارب عربى حاليا مهم، وأنا أزور كل الدول العربية، حتى التى بيننا وبينها مقاطعة، لأننى قومى عربى، وأؤمن بدور الفن، خاصة أنه الشىء الوحيد الذى يجمع العرب.

■ هل هناك صعوبة فى وصول الفيلم العربى للمشاهد المصرى؟

- أتمنى أن تصل هذه الأفلام، وتكون لدينا دور عرض متخصصة فى عرضها، فمثلا دول الشام وفلسطين تقدم أفلاما جيدة، لكننا نعوض غياب هذه الأفلام من خلال مهرجانات السينما الأفريقية والسينما الأوروبية، وأنا مع أى تقارب عربى، كما أننى حريص على متابعة السينما الإيرانية، ولابد من وجود منفذ للجمهور بجوار السينما الأمريكية، فأثناء دراستى فى معهد السينما كانت هناك أفلام روسية وفرنسية تُعرض فى مصر.

■ باعتبارك واحدا من كبار مخرجى الكوميديا، كيف ترى حال فن الكوميديا فى مصر حاليا؟

- منذ 20 سنة أقول إن مصر تواجه أزمتين، أزمة مياه وأزمة ضحك، وهذا الكلام تحقق، والكوميديا أصبحت غالية جدا، وفن الكوميديا يكاد ينقرض، فكاتب ومخرج الكوميديا لابد أن يكونا فى «مود» حلو حتى يستطيعا تقديم أعمال جيدة، والمخرج الكوميدى عملة صعبة جدا، وصلاح أبوسيف كان يقول: «بيصعب علىَّ فطين عبدالوهاب، لأنه يكرس جهده لتقديم فيلم كوميدى لمدة ساعتين، بينما عندما أواجه مشهدا كوميديا باكون خايف جدا»، كما أن إضحاك المواطن المصرى مسألة صعبة.