أنتهت فترة التوقفات الدولية «المملة»، والتي دامت لقرابة الأسبوعين، ويعود مرة أخرى الدوري الإنجليزي للانطلاق من الجولة الخامسة، بعد أن أنهت جميع الفرق موسم انتقالاتها الصيفية وانضم من انضم ورحل من رحل، فرق أنفقت ثروات في لاعبين شبان، فرق أخرى دعمت صفوفها بعدد لاعبين تجاوز الـ10، وفرق أخرى رأت أن القائمة لن تحتاج إلى أكثر من حارس مرمى فقط.. الجميع مستعد أو مجبر للاستعداد لأن ليس هناك أي راحة أو وقت للتدعيم في الفترة القادمة، الجولة الـ5 لـ«البرمير ليج» هي الانطلاقة الحقيقية للموسم.
افتتاح الجولة سيبدأ بلقاء مميز، إيفرتون يستضيف تشيلسي، الأمور هنا لها منعطف أبعد من لعب الكرة والتكتيك والإمكانيات الفنية، فتلك المباراة ستشهد مقابلة جون ستونز، مدافع إيفرتون، ضد جوزيه مورينيو وفريق تشيلسي، اللاعب الذي كان على رادار انتقالات تشيلسي في الجزء الأخير من موسم الانتقالات، تلك القصة التي شهدت حربًا كلامية كبيرة وكثيرة من كل الأطراف، بداية من المدربين «مارتينيز» و«مورينيو»، مرورًا بلاعبي الفريقين، وما تلاه من رفض إيفرتون لعروض تشيلسي، وتقديم اللاعب نفسه طلب للرحيل من صفوف النادي، ثم هجوم جماهير إيفرتون على اللاعب وإجباره على ترك منزله خوفًا من غضب جماهير الفريق الليفربولي «نسبة للمدينة» الأزرق العريق، ثم في النهاية ينتهي موسم الانتقالات وينتصر إيفرتون وينجحوا في الإبقاء على موهبتهم الدفاعية بعيدًا عن منال حامل اللقب
.
المباراة ستشهد حدة وندية بشكل كبير للأسباب السالف ذكرها، ثم نضيف إليها أن تشيلسي فشل في جمع أكثر من 4 نقاط منذ إنطلاقة الموسم وبعد 4 جولات، محققًا ثاني أسوأ رصيد جمع نقاط لحامل لقب بعد بلاكبيرن في موسم «1995-1996»، 3 نقاط من 4 جولات، لذا فـ«مورينيو» ورجاله سيبحثون بكل الطرق المختلفة عن الخروج بالانتصار ومهما كانت الطريق، الـ3 نقاط في تلك المباراة مطلب أساسي لا تنازل عنه، لكن المشكلة أنها مطلوبة أمام فريق عنيد وقوي ويمتلك قائمة قوية تستطيع مقارعة الكبار في البطولة.
المباراة التالية ستكون في ملعب الإمارات، حيث يستضيف أرسنال فريق ستوك سيتي، وكلا الفريقين يعانيان، أرسنال، وبالأخص مدربه الفرنسي أرسين فينجر، في تحدي كبير وصعب أمام العالم أجمع وجميع مشجعي «الجانرز»، الثعلب الفرنسي العجوز الذي راهن على هجوم الأرسنال الحالي وقرر عدم تدعيم أي مركز للفريق في موسم الانتقالات المنصرم، مخلفًا ورائه موجة غضب واحتجاج شديدة من الجماهير زادت حدتها أكثر مع التصاريح المتضاربة حول غياب المهاجم داني ويلبيك لفترة من 3 لـ6 أشهر، بسبب إجراءه جراحة بالركبة، كل هذه أسباب ستجعل الضغط وكل الضغط على المدرب الفرنسي والثنائي الهجومي المتاح «جيرو- والكوت»، الذي فشل في تسجيل سوى هدف واحد فقط من 5 مباريات رسمية لعبها الفريق هذا الموسم، أما ستوك سيتي هو الأخر ليس في أفضل حال، وجمع نقطتين فقط من أصل 12، ويقدم بداية متواضعة جدًا ويسعى للعودة للطريق الصحيح مرة أخرى.
ومن مباراة تجمع فريقين يمتلكان مشاكل، إلى مباراة تجمع فريقين في أوج عطائهما، مانشستر سيتي، المتصدر، والذي يحطم أرقام قياسية على مستوى النادي ويسير بشكل ثابت نحو تحويلها لأرقام قياسية على مستوى البطولة، يصطدم بكريستال بالاس «المتألق» والمنتشي بفوزه على حامل اللقب تشيلسي في عقر داره في أخر المباريات، ورفع رصيده من النقاط إلى 9 في 4 مباريات وبفارق 3 نقاط عن المتصدر وضيفه في تلك الجولة.
كريستال بالاس أسقط السيتي الموسم الماضي في مباراة كبيرة للفريق، كانت أحد العلامات البارزة في موسمه الماضي الرائع تحت القيادة الفنية للمدرب ألان باردو، لكن هذه المرة الأمور مختلفة تمامًا عن أخر مواجهة، مانشستر سيتي يبدو منيعًا هذه المرة، وبعد الانطلاقة الكاملة بنسبة 100% إنتصارات و100% شباك نظيفة، لذا فالمباراة بكل تأكيد ستكون قوية ومليئة بالندية وجديرة بالمشاهدة والمتابعة، مع إنتظار مشاهدة العناصر «الغالية» فنيًا وماديًا لمتصدر الترتيب الحالي، «دي بروين» و«أوتامندي».
باقي مباريات السبت ستشهد مواجهات متوازنة، الصاعدان نورويتش وبورنموث سيلتقيان بملعب الأول، وكل منهما يسعى لإستغلال مثل تلك المباريات وجمع النقاط كاملة لأن هذا سيشكل فارق كبير في نهاية الموسم في صراع كلا الفريقين للهروب من دائرة الهبوط والبقاء في البطولة.
واتفورد سيبحث عن انتصاره الأول لكن هذه المرة، ولكنه سيكون ضد القوة الصاعدة سوانزي سيتي، في مباراة صعبة جداً على الفريقين، وبالأخص صاحب الأرض، الذي لم يسجل أي أهداف منذ مباراة الجولة الأول، وفشل في تحقيق أي إنتصار حتى الأن.
ويست بروميتش هو الأخر سيسعى لتحقيق الانتصار الأول على ملعبه هذا الموسم عندما يستضيف الحصان الأسود للموسم الماضي ساوثهامبتون، والذي بدوره يبحث عن فوز ثاني على التوالي يزيد من ثقة وقوة الفريق بعد البداية المهزوزة للموسم.
مباريات الأحد ستشهد صدام صعب بين سندرلاند وتوتنهام، فكلا الفريقين لم يتذوقا طعم الانتصار حتى الأن، سندرلاند بدأ الموسم بشكل كارثي قبل أن ينجو في أخر مباراتين من هزيمتين محققتين أمام سوانسي وأستون فيلا وينتزع فيهما التعادل بصعوبة، أما توتنهام فهو الفريق الذي هزم نفسه في افتتاح الموسم، قبل أن يعود ويهدر تقدمه في الجولتين الثانية أمام ستوك والثالثة أمام ليستر، قبل أن يصطدم بجدار الحارس هاورد ونادي إيفرتون في الجولة الـ4، مع صعوبة تهديفية واضحة تواجه الفريق، سيسعى الفريق لمحوها بإستغلال تألق مهاجمه هاري كين مع المنتخب الإنجليزي، بالإضافة لجاهزية العناصر الهجومية المستقدمة في سوق الإنتقالات «نجي وسون هيونج مين».
أخر مباريات الأحد ستجمع بين ليستر سيتي وأستون فيلا، ليستر سيتي يسعى لإستمرار بدايته القوية بعد تحقيقه لـ8 نقاط من أصل 12 نقطة متاحة، وعدم هزيمته بمرور 4 جولات، ضد أستون فيلا الذي يبحث عن أي نتيجة إيجابية بعد أن حقق إنتصار يتيم في بداية البطولة قبل أن يعود ويخسر في الجولة الثانية والثالثة ثم يهدر التقدم في الجولة الرابع ويحصل على تعادل بطعم الخسارة أمام سندرلاند.
ختام الجولة سيكون في مساء الاثنين بين قاهر الكبار هذا الموسم، ويست هام يونايتد الذي يسعى لتحقيق الإنتصار الأول على ملعبه هذا الموسم أمام جماهيره، التي عاشت أجمل لحظاتها في مباراتي الفريق خارج الديار هذا الموسم أمام كل من أرسنال وليفربول، لكن الفريق سيستضيف فريق نيوكاسل القوي الذي بدوره يبحث عن الفوز الأول بعد 4 مباريات، شهد فيها الفريق تعادلان وهزيمتان.
أما بالنسبة لمباراة مانشستر يونايتد وليفربول فله تقديمة خاصة به، باعتباره قمة مباريات الجولة الخامسة.