كانوا عايزين يرشونى ويخلونى أحج سياحى!

حمدي رزق الثلاثاء 08-09-2015 21:34

كله كوم وكشف رشوة الحاج صلاح هلال، وزير الزراعة، فى كومة، تمثلت الهدايا التى حصل عليها المتهمون، حسب النيابة العامة، فى عضوية عاملة فى النادى الأهلى بمبلغ 140 ألف جنيه، ومجموعة ملابس من أحد محال الأزياء الراقية قيمتها 230 ألف جنيه، وهاتفى محمول بقيمة 11 ألف جنيه، وإفطار فى شهر رمضان بتكلفة 14 ألف جنيه، وطلب سفر لـ16 من أسر المتهمين لأداء فريضة الحج بتكلفة 70 ألف ريال للفرد، إلى جانب وحدة سكنية فى أحد المنتجعات فى مدينة 6 أكتوبر بلغت قيمتها 8 ملايين و250 ألف جنيه.

باقة الرشاوى فى كومة ورشوة الحج السياحى فى كومة، رشوة الحاج صلاح وأعوانه عجبة والله، حج، وحج سياحى، شفتم التقوى، شفتم الصلاح من أبوصلاح، كيف تستقيم الرشوة مع الحج يا حاج، كيف يكون الحج إلى بيت الله الحرام سياحيا وعلى سبيل الرشوة؟ الحج براء مما يرتشون.

من استطاع إليه سبيلا، والرشوة ليست من السبيل، وهل يجوز الحج ويقبله الله من الحاج صلاح وأعوانه وهو من مال حرام، الحج من مال الرشوة قطعاً حج فاسد، والله لا يقبل من العمل إلا الطيب، ومن المال إلا الطيب، كيف سولت لهم أنفسهم أن يطلبوا حجاً بالرشوة؟!

عضوية النادى الأهلى مبلوعة، فيه ناس بتتجوز العضوية، تليفونات محمولة وارد، ملابس ماشى، فيلات أو حتى قصور عادى، وبيحصل، ومن ده كتير، لكن حج وسياحى، طيب إزاى، من ذا الذى يطلب لأفراد أسرته حجاً من مال حرام، 16 حجة من حرام، أتستحلون المال الحرام فى التقرب إلى الله وأداء الفروض، كمن يسرق ليزكى، حرمت عليك عيشتك يا حاج، تقى قوى، ورع سيادتك، تغسل ذنوبك فى ماء زمزم، بتضحك على مين، بتضحك علينا ولا على نفسك، ولا بتضحك أستغفر الله.. على ربنا، ربنا يسخطك، ربنا أوقعك فى شر أعمالك.

حرماً يا حاج، وزير الزراعة لا يستحق لقب الحاج الذى كان يفضله على لقب الوزير، الحج يغسل الذنوب، وذنب المتهم صلاح هلال فى حق نفسه وأهله ووطنه لا تغسله مياه المحيط، حج سياحى، رشوة يا حاج، كده برضه يا حاج صلاح، تحجج أسرتك من حرام!

أخطر ما كشف عنه بيان النيابة، باعتبار حظر النشر قائما، حكاية الحج السياحى أبو 70 ألف ريال، والأنكى إفطار رمضان بتكلفة 14 ألف جنيه، حكاية لا يستوعبها عقل، مرتش يطلب حجاً ليغسل خطاياه، كاللص الذى يتسلل ليلاً إلى البيوت الآمنة، وقبل أن يكسر النافذة، ينظر إلى السماء طالبا الستر، استرها يا رب، بقى أن يتصدق من حصيلة السرقة، ويبتاع أضحية يوزعها على الفقراء فى عيد الأضحى باعتباره المحسن الكريم.

الوزير المتهم يفكرنى بحكاية المعلم بيومى فى فيلم «رصيف نمرة 5» السبحة لا تفارق يمناه، والزبيبة معلمة فى جبهته، والجلابية البلدى مكوية واللاسة على كتافه، والصلاة على أوقاتها، رجل البر والإحسان، وروح يا شيخ الله يعمر بيتك!

وسأله ضابط الرقابة الإدارية بعد أن قطع عليه الطريق فى إشارة ميدان التحرير: أمال سبحتك فين يا سعادة الوزير؟ يرد الوزير: والله نسيتها فى البيت.. ليه؟، لا ولا حاجة.. أصلى لمتهالك!.. يحاول الوزير الهروب من الرشوة بطلب الحج السياحى، نويت أحج بيت الله، لا عملتها قبلك، ضحك كالبكاء!!

هل هناك تفسير عقلانى لطلب رشوة تقرباً إلى الله، تفسير مصرى لظاهرة الحاج بيومى؟ أخشى أن المتهم الوزير يهتبلنا ثانية ويقول فى التحقيقات، كما قال الشاويش خميس للمعلم بيومى: كانوا عايزين يرشونى ويخلونى أحج سياحى، وصدرولى الحاج محمد فودة فى الشغلانة الوسخة دى!!.