سوبر ماريو.. الموهبة الفذة التي لا يختلف اثنان عليها، إيطالي ذو بشرة سمراء يمتلك جميع مقمومات المهاجم المثالي، سواء أكان ذلك هو طوله الفارع أو سرعته أو حسن تمركزه أو تسديداته القوية المهارية.
ولكن هيهات.. فالأمور لا تسير على هذا النحو مع بالوتيلي، فاللاعب دائمًا ما يحب إثارة الشغب، سواء أكان ذلك خلال فترة لعبه في إيطاليا، مع ناديي إنتر ميلان وميلان، ناديه الحالي، أو مع ناديي مانشستر سيتي وليفربول الإنجليزيين.
لطالما اشتهر بالوتيلي بأنه لاعب كرة قدم غير سوى الشخصية، وظهرت العديد من التبريرات لذلك، منها طفولته المعذبة كون أنه تم تبنيه من قبل قبل عائلة إيطالية، بعد أن تخلت عنه عائلته الأصلية، الغانية الأصل، وأثرت شخصية بالوتيلي كثيرًا على أداءه داخل الملعب، فهو لاعب مزاجي، تارة يتألق بشدة مع الأندية التي يلعب وتارة أخرى يصوم عن التهديف ويختفي من الملعب تمامًا.
وعلى الرغم من وصف سيلفيو بيرلسكوني، مالك ميلان، بالوتيلي بـ«التفاحة الفاسدة»، واستبعد في عدة مناسبات قيام ميلان بضمه من مانشستر سيتي الإنجليزي، قام «الروسونيري» بالتعاقد مع المهاجم الإيطالي في يناير 2013، من أجل مساعدة ميلان على النهوض من كبوته وزيادة العمق الهجومي للفريق، وتكوين ثنائي جيد مع ستيفان الشعراوي.
وبالفعل، كان بالوتيلي عند حسن الظن والتوقعات، حيث تمكن من تسجيل 12 هدفًا في 13 مباراة بالدوري الإيطالي، ليقود النادي اللومباردي لاحتلال المركز الثالث، وبالتالي التأهل إلى تصفيات دوري أبطال أوروبا.
هبط أداء بالوتيلي نسبيًا مع ميلان خلال موسم 2013-2014، حيث شارك في 41 مباراة سجل خلالهم 18 هدفًا وصنع 8 أخريين لزملاءه، ولكن لا يجب أن يتم إلقاء اللوم عليه بالكامل، فمستوى ميلان العام كان منخفضًا.
مع قدوم الصيف الماضي، أعلن نادي ليفربول عن ضمه لبالوتيلي مقابل 20 مليون يورو، من أجل تعويض رحيل الأوروجوائي لويس سواريز، في صفقة اعتبرها الكثيرون مخاطرة كبيرة من جانب «الريدز»، خاصة مع أفعال الشغب الكثيرة التي يقوم بها اللاعب والتي جعلت «بيرلسكوني» يصرح قائلًا أن ميلان تخلص من «التفاحة الفاسدة» الموجودة في صفوفه.
من ناحية أخرى، اعتبرت فرصة ليفربول بمثابة الأخيرة لبالوتيلي مع الأندية الكبيرة، وأنه قد يضطر للعب مع أحد الأندية المتوسطة إذا فشل مع «الريدز».
ولكن بالوتيلي لم يتعظ لمثل هذا الكلام، ففشل في «الريدز» فشلًا ذريعًا، خاصة أنه لم يسجل سوى 4 أهداف فقط خلال 28 مباراة، وبدا فاقدًا للتركيز وعاد لأعماله المثيرة للجدل مرى أخرى، وتم وصفه على أنه واحدة من أسوأ الصفقات التي قام بها ليفربول على مدار تاريخه، ليعلن «الريدز» عن إعادة اللاعب إلى ميلان مرى أخرى ولكن على سبيل الإعارة، على أمل أن يستعيد مستواه مرة أخرى.
ولكن ميلان كان اتعظ من الدرس سابقًا، فقام بوضع بعض الشروط على تعاقده مع «الريدز»، وصفت من قبل الصحافة الإيطالية بأنها شروط عسكرية، من أجل فرض الالتزام على اللاعب، من بينها منعه من كتابة أي شيء على صفته بمواقع التواصل الاجتماعي قد يضر بسمعة النادي، ومنعه من ارتياد الملاهي الليلية أو شرب السجائر والكحوليات.
وأبدى بالوتيلي بالفعل رغبة كبيرة في الالتزام بتلك القواعد، حيث أعرب عن سعادته الكبيرة بإتاحة ميلان الفرصة له من أجل العودة لمستواه مرة أخرى، وأنه مستعد للقيام بـ«أي شيء» من أجل الالتزام مع ميلان.
ولكن هيهات، فلم يمر أكثر من 10 أيام على انضمامه قبل أن يخرق قواعد ميلان ويعود لأفعاله المشاغبة مرة أخرى، بعد أن تعدى على نادي ريــال مدريد ووصف ملعبهم بأنه مجرد ملعب يتمرن عليه نادي برشلونة، الغريم الأذلي للريـال.
وقال «بالوتيلي»، في تصريحات لموقع «كوت أوفسايد» الإنجليزي، الإثنين: «برشلونة هو النادي الوحيد في العالم الذي يمتلك ملعبين، (كامب نو) للعلب المباريات و(سانتياجو برنابيو) للتدريبات».
وتابع: «مواجهة ريـال مدريد أصبحت سهلة للغاية، وأن برشلونة يتفوق على النادي الملكي بشكل كبير في الفترة الأخيرة».
وربما يؤدي هذا التصريح إلى عقوبات مغلظة على اللاعب الإيطالي، قد تؤدي إلى فشخ تعاقده وإعادته إلى ليفربول مرة أخرى، حيث يبدو أن بالوتيلي لن يتوقف قريبًا عن أعماله المشاغبة، وأنه مصمم على القضاء على نفسه بنفسه، فهل يدرك بالوتيلي أخيرًا أن ميلان هو فرصته الأخيرة بالفعل.