في ندوة تكريمية تلت عرض فيلمها «الشوق» اجتمع أهل الإعلام والفن حول الفنانة سوسن بدر.
بدأت الندوة بعرض فيلم تسجيلي عنها، أدارها طارق الشناوي وحضرتها الفنانة سميرة عبدالعزيز وميرال والفنان السوري دريد لحام وسلوى محمد على وسامح الصريطي والمخرج أحمد صقر ومحمد العدل وخالد الحجر والفنان احمد عبدالله محمود ونشوى مصطفى ومنال سلامة وغادة جبارة ومها احمد وفاروق صبري ومحسن علم الدين ورمسيس مرزوق.
«الشناوي» بدأ حديثه عن سوسن قائلًا: «عاشت من أجل ان تفكر في دور وحياتها كانت مرهونة للفن، وحينما حاولت أنا رصد أفلامها شعرت بصعوبة لأنها عندها قيمة كبيرة وليس من السهل الكتابة عنها، ووجدت أنها حصيلة السبعينيات والتعامل مع القمم مثل شادي ونور الشريف وفتن حمامة واسماء أخرى حفروا شيء داخلها.
سوسن عقبت على حديثه: كل من انتقدوني طوال مشواري شكلوا جزء من طريقي ومشواري، وأنا اليوم سعيدة بكل الناس الذين اقتربت منهم أو اقتربوا مني.. سعيدة لأني كنت حقيقية ولم أحاول أن أكن شخص غيري، أشكركم على سنوات طويلة من عمري قضيتها في العمل معكم ولكم.
وبدأت شهادات وتعليقات السينمائيين من المخرج على عبدالخالق الذي قال: لا أنكر أن مهرجان الاسكندرية فاجئني بالتكريمات الثلاثة هذا العام، فاروق صبري ومحمد عبدالعزيز وسوسن وهم يستحقوا فعلا التكريم، فسوسن تجربتها مختلفة وتعمل في سكة أخذتها من فترة طويلة وهي التمثيل الأقل من المتوقع، والاقتصاد في التعبير، حيث الصوت والملامح انفعالاته غير قوي
وهي سكة صعبة هي دربت نفسها عليها، واذا لم يكن الممثل متحكم في كل تعبيرات صوته ووجهه من الممكن أن تكن النتيجة سلبية في هذه الحالة، وسوسن عندها قدرة عليها، بل أنها حاليًا من الموجودين هي الوحيدة التي تعمل بتلك الطريقة وناجحة فيها.
وهنا أشار طارق الشناوي إلى انه كان موجود في أحد المهرجانات العربية بدمشق بصحبة مجموعة من الممثلين المتنوعين من دول عربية مختلفة، وكان عنده رغبة في مشاكستهم فسألهم عن رأيهم في من هي الممثلة الأفضل عربيًا، وأنه صودف أن آراء كل هؤلاء الفنانين بتنوع جنسياتهم أجمعوا على سوسن بدر.
مرحلة الابتعاد
تلقت سوسن سؤال من معجب سكندري، سألها عن الهجوم الذي تعرضت له بعد فيلم «موت أميرة» ومدى تأثير هذا الهجوم على تأخير نجوميتها، فقالت :
لو لم يكن الفيلم تعرض لهجوم لما كنت ابتعدت عن العمل 4 سنوات ولما كنت انجبت ابنتي، وانا عندي قناعة ان كل شيء يحدث في موعده، ولا توجد نجومية متأخرة، والتألق ليس له موعد وليس له كبير، فالممثلة الجيدة ستظل جيدة اليوم وغدًا.
وفي شهادة للمخرج باسل الخطيب قال: قبل أن أتعاون مع سوسن كان يحكي الكثير عن نجوميتها وشطارتها، ولكني رأيت فيها مصدر للطاقة الايجابية التي كانت تبثها في كل العاملين معها من الكبار للصغار وأقول لها شكرا على كل اللحظات الجميلة التي قضيناها سويا واتمنى ان يتكرر تعاوننا.
علقت سوسن: أنا عندي قناعة ان المخرج مايسترو يمسك عصا، وهو الذي يستطيع تشغيل الممثل باشاراته وتوجيهه وإخراج شيء جديد منه، والأعمال التي استمتعت بها كان وراءها دائما مخرج مشغلني مثل «ناصر» و«حديث الصباح والمساء» و«نجمة الجماهير».. الممثل موجود ولكنه مثل مغارة على بابا لابد أن يدخلها أحد ليخرج كنوزها.
كما تحدثت عن طريقة تعاملها مع شخصياتها قائلة: لا أحضر بشكل مبالغ للشخصية بل أذهب وراءها واتركها للانفعال والحديث من طبقة معينة، ولا اقرر كيف سأؤدي كل شخصية بل أتركها هي لتفعل بي ما تريده.
مزيد من الشهادات
في كلمة للمخرج أحمد صقر رئيس قطاع الانتاج بالتلفزيون قال: كان من حسن حظي التعامل معها في أكثر من محطة ولكن ابرزهم مسلسل «حديث الصباح والمساء» وكان طبيعة المسلسل انها تمر بكل مراحل العمر، وكان من أجمل المشاهد التي أثرت بي اثناء التصوير، مشهد صلاتها ودخول ابنها خالد النبوي عليها، وبمجرد سؤاله لها عن حالها، انتقلت لعالم آخر برد فعلها، ووجدته من امتع المشاهد التراجيدية التي أخرجتها، أما على المستوى الكوميدي ففي «كيد الحماوات» لها أجواءها المختلفة وتجمع الممثلين حولها في مودة وحب ليخرج المشهد بمنتهى التلقائية.
وفي حوار مشترك قصير بين المخرج خالد الحجر وسوسن بدر، وجهت له سوسن سؤال: كلما اشاهد فيلم «الشوق» استغرب كيف أخرجت مني ذلك؟، فرد عليها: انتِ افزعتِ الناس كلها وأنا نفسي كنت أنظر في عينك واتسائل كيف صنعتِ هذه الشخصية وهذه التركيبة.
فعلقت سوسن: أنا أحب العمل مع مخرج ديكتاتور يعرف جيدًا ما يريده ويريد إخراجه من الممثل، والشكل الذي خرجت عليه في «الشوق» كان اختيار خالد الحجر، وأذكر أن المكياج صنعته في غرفة ليس بها مرايا وجلست فيها 6 ساعات حتى مسكت مرايا بعد تعديلات كثيرة للمخرج على شكلي، واندهشت لأنه لغى حواجبي واختار لي شكل مدهش، ولذلك أحييه لأنه نجح في تقديم ما يريده وقتها.
المخرج عمرو عابدين علق هو الآخر: حينما عملت «مبروك جالك قلق» عرضت على سوسن 8 حلقات ومن دونها لم نكن لنتفاجيء بها ككوميديانة «جامدة جدًا» وممثلة فوق العادة وانا استمتعت بها.
وفي كلمة للفنان سامح الصريطي قال: أول مرة أشوفها على الشاشة كان في «احلام الفتى الطاير» حيث شاهدت فنانة قفزت من الشاشة ووصلت لنا بملامح جديدة جدا على الشاشة والناس وقتها، ولكن الأهم هو قدرتها على الاختراق وانها وصلت لنا، فقلت لها حينما قابلتها في المسرح العائم «انتِ خطيرة» ومن يومها أثرت في الناس في أعمال متتالية ثم مرت الايام حينما عملت مع المخرجة أنعام محمد على التي اختارتها، وفي جلسة مع ممثلين العمل استشارتهم حول دور انا كنت مرشح له، فأكدت سوسن رأى انعام محمد على في اختياري وساعدتني وقتها ورشحتني، وكان مسلسل «هي والمستحيل» وأنا أشكرها على اكتشافها لي وقتها.
وتابع «الصريطي»: هي مرت بظروف كفيلة تقضي على أي فنان، ولكن لولا معدنها القيم وانها موهوبة جدا لكانت انتهت حياتها الفنية، فقد كانت ممنوعة من التمثيل بأمر المنتجين بسبب أن دولة كبيرة مثل السعودية لا تأخذ المسلسلات التي تعمل فيها بفترة ومع ذلك ثابرت وعادت وأثبتت نفسها.
أما المنتج محمد العدل فعلق: بغض النظر عن انها نجمة ولكني أراها من الممثلات المهمات فقد عملت معها في «حديث الصباح والمساء» وفي أول فيلم إخراج لكريم العدل حينما اختارها وكنت سعيد باحتضانها وطاعتها لمخرج شاب حديث التخرج وكانت مثال للانضباط في كل شيء.
المخرج عمر عبدالعزيز قال كلمة موجزة: من الصعب تقييمها لأنها عندها الكم والكيف موجودين، فهي واحدة من الممثلات اللاتي يرتاح لهن المخرج لأنها كلاعب خط الوسط الذي يفهم في كل شيء، وغير متطلبة وتجعل الكواليس سهلة وهي عطاءة وأتمنى أن تظل شابة دائمًا.
عادل إمام
وفي سؤال آخر وجه لسوسن حول عدم اختيار عادل إمام لها في مزيد من أعماله، قالت: كل نجومنا الكبار بينهم شيء مشترك وهو أنهم لا يجاملون وهو شيء تعلمته من الأساتذة الكبار مثل نور الشريف وعادل امام، فحينما كانت تليق الأدوار بي.. كانت تأتي لي، وحينما عملت مع عادل امام شعرت أن الأدوار التي أديتها مناسبة جدًا، وحينما يراجع أي شخص ثنائيات عادل، نرى ان كل واحدة منهن كانت الأنسب في مكانها تمامًا في كل عمل من أعماله.
وهنا تدخلت الفنانة نشوى مصطفى التي قالت في كلمتها: أنا أحبك وقد اعطيتِ لي أمل كبير لأنك ممثلة تلعب على الثوابت لا المتغيرات، فحينما بدأت مشواري كنت أحلم باسمي على الافيشات ولكن اكتشفت أن الباقي لأي فنان هي المكانة وهو ما تفعلينه اليوم، فالافيشات تتغير ولكن مكانتك لا تتغير، وأتذكر أنني حينما شاهدت لأول مرة فيلم «احكي يا شهرزاد» كان في وقت متأخر فاتصلت الفجر بها وقلت لها انتِ مثال بالنسبة لي للممثلة «الهاند ميد».. ممثلة التفاصيل وكل أدوارك تستحق أن يجرى عليها ابحاث على تفاصيلها واجادتك لها.
أما الفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز فعلقت: في حياتنا الفنية هناك نجم حقيقي ونجم مصنوع، وانتِ نجمة حقيقية صنعتي مكانك باجتهادك وشجاعتك لتنازلك عن المكياج في اغلب أدوارك وفضلتي الفن عن أغلب ملذات الحياة وهو ما جعلك فنانة حقيقية.
وفي سؤال لسوسن عن سر قبولها دور صغير في فيلم «الفرح»، قالت: الفيلم على بعضه من وجهة نظري يعتبر حالة مميزة في السينما، أن يكن هناك فيلم فيه هذا الحجم من الأطروحات في مدة ساعة ونصف، وبكل هذه الشخصيات التي تأخذ حقها وتظهر ملامحها والورق كان حلو والتجربة أغرتني لأنها من البيئة الشعبية التي احبها كما أن الدور اعجبني لأن فيه تحدي فكيف لمرأة بهذا العمر أن تكون راقصة، فشعرت برعب لأن هناك حتمية على في تقديم هذا الدور، وأنا لا أقيس الدور بحجمه بل هل هو مفيد ومؤثر أم لا، وهل العمل على بعضه مهم أم لا.
وفي شهادة أخيرة للفنانة مها احمد، قالت: حينما كنت أشاهدك وانا أدرس بسنة أولى في المعهد تعلمت منك الالتزام وحب الشخصية التي أؤديها، وتعلمت منك كيف تكن الممثلة ست بيت جيدة وكممثلة جميلة بنفس الوقت.
وأضافت مها: عملت معها مسرحية «حلو الكلام» والدور تغير عليه نجمات كثيرات ويومها كانت سوسن بالنسبة لي مفاجأة «تنحت» لها وللكوميديا التي تقدمها ولحركتها على المسرح لأنها كانت كما أراها في أعمالها ممثلة جادة جدًا وتقديمها الكوميديا كان مدهش بالنسبة لي.