قالت صحيفة إسرائيلية إن السعودية غيرت من استراتيجيتها الإقليمية بسبب أخطاء الإدارة الأمريكية، في التعامل مع أزمات الشرق الأوسط، وعلى رأسها الملف النووي الإيراني، وتداعيات الربيع العربي في مصر واليمن وسوريا.
وفي سياق تعليقها على اجتماع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الجمعة، في واشنطن، لفتت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية إلى أن الزيارة تأتي على خلفية عدة صفقات عسكرية أبرمتها الولايات المتحدة مع السعودية، التي على وشك أن تحصل على فرقاطتين مقابل مليار دولار، و10 مروحيات مقابل 1.9 مليار دولار، ومروحيات من طراز بلاك هوك وصواريخ «باك 3» مقابل 5.4 مليار دولار، وأنظمة حربية أخرى مضادة للطائرات والصواريخ الباليستية.
وذكرت أن السعودية نجحت في تثبيت نفسها كمقاتلة ضد الإرهاب وشريك في الائتلاف المناهض لتنظيم «داعش» وكدرع لمواجهة توسع النفوذ الإيراني في المنطقة، في المقابل بدت الولايات المتحدة كدولة مرتبكة، خسرت العراق لصالح إيران، وتجهل كيفية حل المعضلة المأساوية في سوريا، وفشلت من قبل في دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأخطأت، حسب الصحيفة، في أسلوب التعامل مع الرئيس الأسبق، حسني مبارك، عند اندلاع ثورة 25 يناير، وبعد ذلك تلكأت في اعتماد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأخيرا حشدت الدعم لاتفاق نووي يزيل العقوبات عن إيران.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن السعودية تنظر إلى «الولايات المتحدة باعتبارها حليفا مرتبكا يعرض المملكة للخطر»، وأضافت أن «فاعلية الرياض حشرت الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عند الحائط».
وأوضحت الصحيفة أن «السعودية اضطرت لتغيير استراتيجيتها التي كانت تعتمد في السابق على إدارة الأمور من خلف الكواليس، وباتت تدير سياستها الإقليمية في العلن، وصولا إلى حد استخدام القوة المسلحة، كما حدث في اليمن، بعد أن ظهر لها عدم إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة، ووقوع الدول العربية الرئيسية في مآزق لا حصر لها، حيث باتت مصر مشغولة بمشاكلها تماما، وسقط العراق فريسة للحرب الأهلية بين السنة والشيعة، بينما يجري تفكيك سوريا».
وقالت إن «السعودية بدأت تغيير استراتيجيتها منذ أواخر عهد العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وبرزت بشكل واضح وصريح في عهد الملك سلمان».