بصراحة «16»
■ لا جدال أن جمال عبدالناصر كان القائد «الفعلى» منذ نجاح حركة الضباط الأحرار فى 23 يوليو 1956، وحتى تبوأ «رسميا» منصب رئيس الجمهورية فى 24 يوليو 1956.. كان للرجل كاريزما مميزة، وشخصيته قوية مؤثرة على معظم أعضاء مجلس قيادة الثورة!!
■ نظرا للزيادة غير المتوقعة فى شعبية الرئيس محمد نجيب واعتباره قائدا للثورة، وأنه من قام بطرد الملك فاروق الأول، وأنقذ الشعب من عهد الظلم والطغيان... إلخ، كل ذلك أصاب عبدالناصر بالغيرة، فهو من جمع رجال الثورة، وخطط لها، واستاء من الوضع ومن تنامى مكانة نجيب، لذا بدأ بالتخطيط منذ منتصف 1953 لإزاحة محمد نجيب عن السلطة، بعد أن نفذ أغراضه منه، وهو تأمين غطاء للثورة يلقى قبولا واسعا، ويتولى قيادتها وتوطيد دعائمها.. وجاء حادث المنشية، فكان فرصة لعبد الناصر لأن يتحقق له المراد من رب العباد.. أزاح الجميع، وتولى السلطة بلا منازع حتى وفاته فى سبتمبر 1970!!
■ مارس عبدالناصر منذ توليه سياسة أحادية السلطة، فلم يكن للمعارضة صوت أيا كانت خطورة الأمر، وقمع المعارضين من كل الفئات كالإخوان المسلمين واليساريين، وكذلك العديد من المثقفين وغيرهم!!
■ بعث عبدالناصر آمالا كبيرة، ليس فى نفوس المصريين فحسب، بل فى كل المنطقة، خصوصا البلاد التى تنوء تحت وطأة الاستعمار الأجنبى، وتتعطش إلى الاستقلال.. لذا كانت خطابات عبدالناصر تحديا للقوى الرأسمالية، خلال الحقبة ما بين العدوان الثلاثى على مصر 1956 والهزيمة فى 1967.. وخلالها شدد على محاربة الفقر، والظلم الاجتماعى فى مصر، وضرورة التقريب بين الطبقات، وأقام علاقات متميزة مع الاتحاد السوفيتى الذى ساعد مصر فى إنشاء عشرات من المؤسسات الإنتاجية، وبناء السد العالى، ومصانع الحديد والصلب، ومجمع الألومنيوم بنجع حمادى وغيرها، وقد بلغ عدد المشاريع المنجزة بمعرفة الاتحاد السوفيتى حوالى مائة مشروع.. وللحديث بقية.