الغاز والغازية

شريف أسعد الأربعاء 02-09-2015 21:25

ألف ألف نهار أبيض مبروك على اكتشاف حقل الغاز يا جماعة، والحمد لله رب العالمين ربنا بيحب مصر ومش حيسيبها أبدًا أبدًا تقع..

إنما فيه سؤال بيلحّ علىّ إلحاحًا.. اللى هو إصرارًا..

مين قال إن مصر ينقصها الموارد أو إن مواردها نضبت؟ مين قال إن مصر بتواجه ندرة فى الموارد الطبيعية أو البشرية؟

إحنا ما شاء الله علينا نسد عين الشمس.. معادن عندنا دهب عندنا سياحة وآثار ونيل وشمس وهوا عندنا حتى اسألوا فرقة رضا..

طب هى إيه المشكلة؟؟ ليه مفيش انعكاس لكل الموارد الجبارة دى على المواطن المصرى البسيط اللى واقف على محطة الأتوبيس؟؟

لماذا لا نرى تدرجا طبيعيًا لمراحل الرفاهية فى شوارع المحروسة وروادها؟

الإجابة يمكن اختصارها بسهولة فى كلمة واحدة: الإدارة.

إحنا أفشل نظام إدارى فى تاريخ كوكب الأرض وأكثر النظم الإدارية ترهلاً وفسادًا وعقمًا وأى كلمة أبيحة آخرها تنوين بالفتح..

انهارت الكوادر وتم تفريغ قدراتها عن طريق منعها من الخبرات ومنعها من التعلم وسحب سلطاتها وكبت قدراتها الإبداعية سنة ورا سنة حتى وصلنا لأجيال الموظفين الزومبيز.

والموظفين «الزومبيز» هم نوع من أنواع الموظفين الحكوميين الذين يتغذون على حرق دم المواطن ويتكاثرون بالتعفن زى فطر عيش الغراب من كتر قعدتهم على مكاتبهم بلا فائدة أو طائل لسنوات عديدة. وتيجى تسأل المسؤول: معاليك سايبهم يعيثوا فسادًا ليه؟؟ أيوه يعنى النهارده طريقة إدارة موارد الدولة دى.. مهمَلة وموضوعة فى يد مثل هؤلاء على أى أساس؟؟

ليه ما تعتمدوش على بياعين بليلة حتى؟ ثقتى عمياء فى إنهم حيعملوا طفرة أحسن من تراب المكاتب الإدارية اللى بيجيب الجرايد الصبح عشان يحل الكلمات المتقاطعة..

ولكن.. عادةً لا أجد إجابة تشفى غليلى.. وأشعر طوال الوقت أنى محتاج جركن بنزين وأنطلق فى رحلة حرق ما يؤخر حركات الوطن زى تمام أكياس الرمل اللى بتتربط فى الأقدام لتعيق تحركاتها.

يا جماعة الخير.. حقل الغاز المكتشف حديثًا لن يُحدث أى تغيير تحلمون به.. فمازالت عقول إدارة موارد الدولة فى مرحلة ما قبل اكتشاف البوتاجاز..

نحن نحتاج إلى كشف جديد تمامًا.. كشف من نوع آخر.. نحن نحتاج إلى كشف على سلامة قوى عقليات إداريى الدولة.. لنتساءل بعدها بكل أمانة عن كيفية إهدار هذا الحجم الفلكى من الموارد التى تكفى لإعاشة قارة كاملة..

نحن لا نهوّن من اكتشاف حقل الغاز.. ولكننا لا نتبع أيضا طريقة الغازية ونقوط الموالد والمبالغة فى الفرح..

دعونا نحاول تجهيز دولتنا ووطننا لاستقبال مواردنا بشكل عملى علمى صحيح لتحقيق أقصى استفادة ممكنة تعود على المواطن.. خاصةً حين نتفق على أن مصر لا تنقصها موارد.. سواء غاز.. أو حتى غازية.