حشيش «نجم» وصفر «مريم»

رامي جلال الثلاثاء 01-09-2015 21:23

يوماً ما أرادوا أن يلفقوا قضية مخدرات للراحل «أحمد فؤاد نجم» ورفيقه «الشيخ إمام»، فدسوا لهما الحشيش فى منزلهما المتواضع فى حارة «خوش قدم» بالقاهرة، ونجحوا بالفعل، لكن القضية انتهت إلى البراءة بسبب غباء من لفقها؛ لأنه وضع فى بيت هذا الثنائى المُعدم حوالى نصف طن حشيش! فما كان من القاضى إلا أن برأ ساحتهما. «صفر» الثانوية العامة للطالبة المصرية «مريم ملاك ذكرى» لا يفرق كثيراً عن «حشيش» نجم وعيسى، ففقر هذا الثنائى كان دليل براءتهما، وتفوق مريم هو قرينة ظلمها (درجاتها: 99% فى أولى ثانوى، و98% فى ثانية ثانوى، وهى الأولى على محافظة المنيا بالإعدادية). القصة ستنتهى برجوع حق البنت، كواقعة «شيماء الصباغ». ولكن يبدو أنها عادة أن نُضيع عُمر الوطن لحماية بعض المسؤولين الفاشلين الذين سيزيد عددهم بزيادة عُمر القصة.. أسجل هنا بعض الملاحظات:

1) ورقة إجابة الطالبة لم تكن فارغة، بل كُتبت بها الأسئلة فقط، بخط الرقعة المكتوب بيد يمنى. («مريم» تستخدم اليد اليسرى وتكتب بخط النسخ).

2) حصلت «مريم» على درجات فى المواد الإضافية، غير المحسوبة فى المجموع (التربية الدينية 21 درجة، والتربية القومية 18.5 درجة «كلاهما من 25»). فهل كانت «مريم» تبذل مجهودا فقط فى مواد لا يذاكرها أحد؟ أم أن هذا ينضم لقائمة سذاجة المزور الغبى؟

3) بما أن مريم قد حصلت على «صفر»، كما يقولون، فيجب محاسبة المسؤولين فى المنيا على تفوقها فى السنوات السابقة جميعها، وعلى دخولها المرحلة الثانوية من الأساس، لأن هذا أكيد جاء بالتزوير.

4) نحتاج للاستعانة بخبراء خطوط ممن ليس لأحد سلطان عليهم، خبراء مشهود لهم وعلى المعاش، ممن تبقت لهم سنوات على مقابلة الله.

5) استمتعت بمشاهدة فيديو المتحدث الرسمى لوزارة التعليم (الممثل السابق هانى كمال) فى أحد مؤتمرات محمد مرسى، وهو يؤيد الإخوان ومشروع النهضة، ويدعو لهم ويردد وراءه آلاف الإخوان «آمين». ولا أعرف هل اختياره كان اتساقاً مع توجهات الوزير أم الوزارة؟

6) الظلم عادى، لكن «دولة الظلم» ليست عادية. وعدم أخذ المواطن لحقه سيشيع حالة من اللاانتماء، وهذا آخر ما نحتاج إليه وسط حالة حرب مع أعداء الدولة. وإن كان «صفر المونديال» نقطة فى موجة بحر غضب شعبى، فلا تجعلوا من «صفر مريم» نقطة فى موجة جديدة قادمة.