ليست مجرد حبر على ورق

ياسر أيوب الإثنين 31-08-2015 21:32

كتبت هنا قبل يومين عن هيثم عبدالجواد أبوسريع.. طالب الطب وبطل التايكوندو وابن الدويقة وأحد فقرائها وضحاياها.. والذى يرقد حاليًا فوق فراش العجز والألم فى معهد القلب مصاباً بمرض سرعة تجلط الدم ونقص بروتين سى وإس، وقد أجبره المرض ثم الفقر على التوقف عن الدراسة واعتزال اللعب.. وبعد خروج «المصرى اليوم» إلى الناس حاملة ما كتبته عن هيثم فوجئت باستجابة رائعة من الدكتور عادل العدوى، وزير الصحة، الذى لم يهتم بحالة هيثم من باب الدعاية والاستعراض، فلم يتصل بى ليبلغنى بما سيقوم به وسيقدمه..

وإنما أرسل فى هدوء وترفع فريقا من أطباء قصر العينى لزيارة هيثم وتشخيص حالته بكل دقة وتحديد ما يحتاجه هيثم من دواء وعلاج.. بل أرسل مساعدته، نشوى حافظ، لمعهد القلب، التى التقت بهيثم وأكدت له حرص الوزارة على تقديم كل رعاية ممكنة وأى علاجات تحتاجها حالته.. وفى نفس الوقت فوجئت بقرار المهندس حسام القبانى، رئيس مجلس إدارة جمعية الأورمان، بأن تتكفل الجمعية بنفقات علاج هيثم حتى يسترد عافيته وأحلامه القديمة الكبيرة وقدرته على العودة من جديد لمدرجات كلية الطب وصالات التايكوندو..

وكنت سعيدا جدا بما قام به عادل العدوى كوزير للصحة وبالجهد الذى قامت به نشوى حافظ وحرصها على اصطحاب كونسولتو من كبار أطباء القلب والدم والمناعة والجراحة فى مصر.. وأيضا بما قام به حسام القبانى وما يملكه من مشاعر لم ولن تدهسها صراعات الحياة ومطامعها واستعراضاتها.. سعادتى كانت لسببين، أولهما هيثم نفسه الذى لا أعرفه شخصيا ولم يسبق لى أن التقيت به لكننى وقفت معه تضامنا مع شاب لم يسمح له الفقر بأن يكون له صوتاً يسمعه أى أحد ولم يمنحه أحد فرصة الدفاع عن حياته وأحلامه.. أما السبب الثانى فكان اعتزازى بهذا الحبر على الورق حيث لايزال للصحافة دورها ومكانها ومكانتها وتأثيرها فى زمن شاشات التليفزيون والمحمول والكمبيوتر على الشاشات..

وتأكد هذا الإحساس داخلى باستجابة رائعة للدكتور شريف أبوالنجا وكل شركائه وزملائه فى إدارة وأحلام ونجاحات مستشفى سرطان الأطفال 57357.. حيث كتبت الأسبوع الماضى أدعو هذا الفريق الناجح والجميل للتقدم بطلب الفوز بجائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضى..

وقلت إن هذا المستشفى يستحق جائزة هذا الإبداع باعتباره أول خطوة حقيقية فى مصر والعالم العربى كله لأن تصبح الرياضة وسيلة للبناء والتغيير وسلاحا صالحا للاستخدام ضد المرض والفقر والجهل..

وبالفعل أعد فريق 57357 ملفاً ضخماً يتضمن كل إسهامات الرياضة وأهلها ونجومها ومؤسساتها فى بناء مستشفى سرطان الأطفال ثم تشغيله وتوسعاته وتحقيق أحلامه سنة بعد أخرى.. وكان هذا الملف مفاجأة حتى للدكتور شريف أبوالنجا نفسه وكل فريق إدارة المستشفى، حيث لم ينتبهوا من قبل لهذا الدور الضخم الذى قامت به الرياضة أو تستطيعه الرياضة.. وأتمنى الآن أن تفوز 57357 بالفعل بجائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضى، لتصبح هذه الجائزة حافزاً لدى كل الآخرين للتفكير والتغيير والإبداع والنجاح أيضا.