بعد عامين من إغلاق مسرح الهناجر وهدم بعض حوائطه، وتقطيع أشجاره وتخريبها وامتلاء طرقاته بقطع الصخور الأسمنتية وبقايا الأخشاب بحجة تجديده، افتتح المسرح الأسبوع الماضى بعرض «تحت التهديد» تأليف أبوالعلا السلامونى إخراج محمد متولى وبطولة علاء قوتة وأمل عبدالله ومجموعة من شباب مسرح الهناجر.
الدكتورة هدى وصفى مديرة المسرح أكدت أنها بذلت جهوداً جبارة مع المسؤولين بوزارة الثقافة لإعادة افتتاح المسرح، ولم يتحرك أحد وقالت: أزعجنى أن كل المواقع التى كان يعمل بها المقاول المحبوس حالياً تم إسنادها إلى مقاول آخر إلا مسرح الهناجر فلم يفكر أحد فى السؤال عنه ولا أعرف حتى الآن ما هى الجهة التى تسعى إلى إغلاقه نهائياً..
وأضافت هدى: طوال العامين الماضيين كنت أتسول مسرحاً لتقديم العروض التى ينتجها مسرح الهناجر على خشبته وفى مهرجان المسرح التجريبى فى دورته الماضية رفضت اللجنة العليا اختيار عروض بحجة أننى لا أملك مسرحاً لتقديم عروضى عليه رغم إشادة لجنة المشاهدة بعرضين من إنتاج الهناجر،
وقالت: وقتها تحدثت مع أشرف زكى المسؤول عن أماكن العروض بالمهرجان وقلت له لماذا توفروا أماكن بديلة لعروض مسرح الطليعة رغم التجديدات التى تجرى على مسرحه ولم توفروا أماكن لعروض مسرح الهناجر؟
فلم أجد إجابة ما دفعنى إلى افتتاح الهناجر على مسؤوليتى الخاصة، وتعاون معى شباب مسرح الهناجر وقمنا بإزالة كل نتاج الهدم بجهودنا الذاتية وأصلحنا المنافذ التى تم هدمها وقمنا بتركيب كراسى جديدة فى الصالة بدلاً من كراسى المسرح القديمة التى تم نهبها وقت التجديد، وتم رشها بمادة ضد الحريق وتم تنظيف الحديقة وإعادة زرعها من جديد.
وأضافت هدى: المسرح عاد إلى وضعه الذى كان قبل الهدم باستثناء الكافتيريا التى سبق أن هدموا سقفها فتركنا تجديدها لوقت آخر، وكل التجهيزات تمت على نفقتى الخاصة إلا بعض المشتريات التى تمكنت من الحصول على مقابلها من وزارة الثقافة.
وأكدت هدى أنها فوجئت بقوات من الشرطة تعترض إعادة افتتاح المسرح بالرغم من أنها حصلت على كل اشتراطات الدفاع المدنى قبل افتتاحه بيومين، وقالت: قلت فى نفسى سأفتح المسرح حتى لو كان آخر يوم فى عمرى، ولم يتركونى حيث طلبوا منى التوقيع على تعهد بأننى أتحمل المسؤولية المدنية والجنائية لو حدث شىء فى المسرح، وكأننى أشرع فى تنفيذ جريمة، وتساءلت هدى: لا أعرف سبب كل هذه التشديدات فالمسرح صالح لتقديم العروض وليس فى حاجة من البداية لهذه التجديدات،
وقالت: لجأت إلى ذلك حتى يتمكن الشباب من تقديم عروضهم دون التذلل لأحد ولن أغلق المسرح مرة أخرى مهما طلبوا منى إجراء تجديدات و«اللى عايز يجدد يفعل ذلك وإحنا شغالين» ولن نغلق مسرحنا مرة أخرى حتى لا يتكرر معنا ما سبق.
وقالت هدى: وضعنا خطة لعروض 2009 وتم افتتاح المسرح بعرض «تحت التهديد» وهو بعيد تماماً عن العروض السياسية فهو دراما نفسية، وجار حالياً إجراء بروفات حركية لمسرحية أخرى سيقدمها المخرج جمال إبراهيم.