الإرهاب فى القرن العشرين فى مصر له تاريخ طويل. لقد اغتال الإخوان فى أربعينيات القرن الماضى اثنين من رؤساء الوزارات وأكبر قاض فى مصر وقاموا بتفجيرات فى أوقات مختلفة طالت مصريين وأجانب، وهناك احتمال مرجح أنهم حرقوا القاهرة فى يناير 1952 ليقضوا على مشروع الديمقراطية فى مصر وفى الخمسينيات حاولوا اغتيال عبدالناصر وفى السبعينيات والثمانينيات اغتالوا رئيس الجمهورية وقتلوا مواطنين وضباطا وعساكر شرطة ودمروا واستولوا على أسلحة قسم شرطة أسيوط. وفى التسعينيات هاجموا وقتلوا السياح والمفكر فرج فودة وفشلوا فى قتل نجيب محفوظ ولكنهم أصابوه بإصابات بالغة. وهدأت الأمور بعد معارك طاحنة استمرت سنوات ولكن النار كانت تحت الرماد. والآن وبعد ثورتين يقومون بتحرك إرهابى بقتل ضباط الشرطة والجيش فى وقت استطاع فيه الإرهاب الإسلامى أن يسيطر على أجزاء من الشرق الأوسط وتواجد بقوة فى سيناء ويبدو أنه فى طريقه للسيطرة على معظم ليبيا.
كل هذا الإرهاب سوف ينتهى وسوف ننتصر عليه وسوف تستقر مصر ويعود الهدوء
أما الاقتصاد إذا لم ننتصر فى معركته فلن نخطو إلى الأمام ولن نسيطر على الإرهاب وسوف تسود الفوضى. كلنا نعلم أن ربع الميزانية يذهب إلى فوائد الدين وربع الميزانية يذهب للدعم والربع الثالث للمرتبات. إذن الوضع صعب ولا بد من ربط الأحزمة للجميع، بدءاً من الرئيس إلى أصغر مواطن. إن الحلول صعبة للغاية وإذا ساءت الأحوال الاجتماعية فسوف يسبب ذلك قلاقل خطيرة. نحن نريد فرصة لالتقاط الأنفاس وأنا أعتقد أن بعض المشروعات الاقتصادية التى يبدأها الرئيس قد لا تكون هى المشروعات الأنسب لهذه المرحلة وقد لا تكون ذات عائد اقتصادى. أعتقد أن الرئيس يستشير الكفاءات الموجودة فى الجيش ولكن هذا لا يكفى على الإطلاق لأنه من طبائع الأمور فى كل جيوش العالم السماع المطلق لرغبات القيادة، ولا بد من استشارة كل الاتجاهات الوطنية المدنية التى تستطيع أن تقول إن هذا صواب وهذا خطأ.
الدين الخارجى المصرى مازال تحت السيطرة وبعيد عن المخاطر الكبيرة ولسنا قريبين من مرحلة الخديو إسماعيل أو حكومة اليونان الحالية ولكن الدين الداخلى فاق كل الحدود المسموح بها بكثير وذلك سوف يرغمنا على طبع بنكنوت يؤدى إلى تضخم كبير جداً وانخفاض فى سعر العملة يؤدى إلى غلاء لن يتحمله الشعب الفقير.
رجاء خاص من القيادة أن تتوقف لحظة وتفكر وتستشير وتفتح باب النقاش المجتمعى: ما هو المشروع العاجل وما هو المشروع المؤجل وما هو المشروع الذى لا لزوم له. ورجاء آخر للهتيفة بمختلف توجهاتهم أن يساندوا مستقبل مصر وما هو فى صالح الاقتصاد حتى نعبر المرحلة الصعبة لأننا لا نحتمل الفشل. وقد قال مارك توين: «الذين لا يتعلمون من دروس التاريخ بالتأكيد سوف يرتكبون نفس الأخطاء فى المستقبل».
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.