السيسي ونظيره السنغافوري يؤكدان ضرورة التصدي بقوة وفاعلية للإرهاب (صور)

الرئيس يبحث خبرة سنغافورة في إنشاء وإدارة الموانئ وتحلية المياه
كتب: محسن سميكة الإثنين 31-08-2015 11:53

التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الإثنين، نظيره السنغافوري توني تان، بمقر القصر الجمهوري، وأقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلام الوطني للبلدين.

وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن «تان» رحَّب بالرئيس، مشيرا إلى أن هذه الزيارة هي الأولى لرئيس مصري إلى بلاده، معتبراً إياها بمثابة انطلاقة كبيرة للعلاقات بين البلدين، وأوضح أنها تتزامن مع احتفالات بلاده باليوبيل الذهبي لإقامتها.

وأعرب السيسي عن شكره وتقديره للرئيس السنغافوري على حفاوة الاستقبال والأجواء الإيجابية التي تسود الزيارة، مشيرا إلى حكمة القرار المصري بالمبادرة إلى الاعتراف بسنغافورة في ستينيات القرن الماضي، وأشاد بالتطور والتقدم الذي تحرزه البلاد، متمنياً للشعب السنغافوري مزيداً من الرخاء.

كما أشاد الرئيس بالمواقف السنغافورية الداعمة لإرادة الشعب المصري وخياراته الحرة، والمشاركة الفاعلة لسنغافورة في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ وافتتاح قناة السويس الجديدة.

من جانبه، أكد الرئيس السنغافوري أن إنجاز مشروع قناة السويس الجديدة في زمن قياسي خلال عام واحد فقط دليل على قدرة الشعب المصري على العمل والإنجاز، وثقته في حكمة القيادة السياسية المصرية، مشيرا إلى أن القناة الجديدة تعد هدية مصر إلى العالم، نظراً لدورها المحوري في تيسير حركة الملاحة الدولية.

وأشار الرئيس السيسي إلى تطلع مصر للاستفادة من الخبرة السنغافورية في عدد من المجالات، منها تحلية ومعالجة المياه وتطوير الموانئ، منوها بأن المرحلة المقبلة ستشهد العديد من المشروعات التنموية التي ستنفذها مصر، ومنها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، التي تضم 6 موانئ، بالإضافة إلى تقديم الخدمات اللوجيستية، وإنشاء عدد من المناطق الصناعية في البحر الأحمر ومنطقتي العين السخنة وشرق بورسعيد.

ورحَّب السيسي بالاستثمارات السنغافورية في مختلف المشروعات المطروحة، واستعرض الإجراءات والتشريعات التي اتخذتها وأصدرتها مصر مؤخرا لجذب الاستثمارات وتهيئة المناخ المناسب لذلك.

وأعرب الرئيس السنغافوري عن تطلع بلاده للعمل والاستثمار في مصر، منوها بأن لقاء الرئيس مع رجال الأعمال السنغافوريين يُعد فرصة مناسبة للتعريف بالإجراءات التي اتخذتها مصر لجذب المزيد من الاستثمارات، مشيرا إلى خبرة بلاده في مجال إنشاء وإدارة الموانئ، وتحلية ومعالجة المياه التي كانت تعتمد سنغافورة على دول الجوار لتوفيرها، وأضحت الآن تحقق اكتفاء ذاتيا عبر التكنولوجيا الفائقة لتحلية ومعالجة المياه.

وعلى صعيد التعاون في مجال التعليم، أشاد الرئيس السنغافوري بالدور المحوري للأزهر الشريف في تعليم الطلبة السنغافوريين، حيث يدرس به حاليا نحو 300 طالب سنغافوري، مثنياً على دور خريجي الأزهر السنغافوريين، وفي مقدمتهم مفتي سنغافورة، في التعريف بصحيح الدين الإسلامي ونشر قيم الاعتدال والوسطية والتسامح في المجتمع، الأمر الذي يسهم بفاعلية في مكافحة الفكر المتطرف ويحصن الشباب ضد خطر الانضمام للجماعات الإرهابية والمتطرفة.

كما أشاد الرئيس السنغافوري بدعوة الرئيس السيسي إلى تصويب الخطاب الديني، مثنياً على موقف مصر القوي في مكافحة الإرهاب وجهودها المبذولة من أجل دحره والقضاء عليه.

من جانبه، أكد السيسي أهمية قيمة التعايش السلمي وضرورة التصدي بقوة وفاعلية للإرهاب، أخذا في الاعتبار آثاره المدمرة فكريا واقتصاديا، مشيرا إلى أن أعمال العنف والقتل والتخريب هي أبعد ما تكون عن قيم الإسلام السمحة النبيلة التي تحض على الرحمة والتسامح وقبول الآخر.

وأعرب الرئيس عن استعداد مصر للتعاون مع سنغافورة في مجال تدريب وتأهيل الأئمة وعلماء الدين من خلال الأزهر، ليتمكنوا من توجيه الشباب نحو الاتجاه السليم والاستفادة من طاقاتهم في مختلف المجالات المفيدة للمجتمع.

وأعرب الرئيس السنغافوري عن توافقه مع رؤية الرئيس بشأن مكافحة الإرهاب وأهمية التعايش السلمي، منوها بأن بلاده تستوعب العديد من الديانات والثقافات وتحرص على التعاون وتحقيق التوافق المجتمعي، لافتا إلى أهمية دور مركز الوئام الديني الذي زاره الرئيس الأحد.

وأضاف «تان» أنه يتعين أن تتم مكافحة الإرهاب من خلال استراتيجية شاملة لا تقتصر على الجوانب الأمنية فقط، بل تمتد لتشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وإعادة تأهيل المجتمع ليغدو أكثر تسامحاً، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون والتواصل بين المؤسسات السنغافورية ونظيراتها المصرية في مختلف المجالات.

وأشار المتحدث الرئاسي إلى أن الرئيس وجّه الدعوة إلى الرئيس السنغافوري لزيارة مصر، وهو الأمر الذي رحب به الأخير، معرباً عن تطلعه لإتمام الزيارة للتعرف عن قرب على التجربة المصرية والاطلاع على التقدم الذي حققته مصر خلال العام الأخير، خاصة على الصعيد الاقتصادي.

وأوضح المتحدث أن الرئيس اجتمع بمقر القصر الجمهوري مع رئيس الوزراء السنغافوري لي هزين لونج، حيث أشاد الرئيس بحكمة الزعيم التاريخي لسنغافورة لي كوان يو، والد رئيس الوزراء الحالي، واهتمامه بالتصنيع كعنصر ضروري لعملية التنمية الشاملة، فضلا عن حرصه على عدم الاعتماد على المساعدات الخارجية وتأكيده على الاستثمارات الوطنية.

ورحَّب رئيس الوزراء السنغافوري بالسيسي، معربا عن عميق امتنانه لإشادة الرئيس بوالده ودوره في تأسيس سنغافورة والنهوض بها، ونوَّه إلى اعتزاز بلاده بالدور التاريخي الذي قامت به مصر للاعتراف باستقلال سنغافورة، وبعلاقات الصداقة الوطيدة التي جمعت بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والزعيم السنغافوري لي كوان يو.

وأعرب الرئيس عن تطلعه لترجمة العلاقات التاريخية بين البلدين إلى خطوات عملية جادة للتعاون والعمل المشترك في عدد من المجالات ذات الأهمية الحيوية، منوها بأن مصر ترغب في تعميق تعاونها مع سنغافورة في مجال التعليم العام والفني والارتقاء بجودة التعليم الذي يتلقاه نحو 22 مليون طالب مصري.

وأشار رئيس وزراء سنغافورة إلى توافق البلدين في الرؤى، سواء إزاء سبل إدارة العلاقات الثنائية أو فيما يتعلق بالقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.

وفي هذا الإطار، أكد رئيس الوزراء السنغافوري دعم وتأييد بلاده لحصول مصر على العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن لعامي 2016/2017.

ونوّه «لونج» بأهمية الاستثمار في الكوادر البشرية عبر التعليم والتدريب الجيد، مستعرضا تجربة بلاده في هذا الصدد، وأشار إلى معهد التدريب الفني في سنغافورة ودوره في تخريج العمالة الماهرة، وأوضح الرئيس أنه في إطار فعاليات زيارته إلى سنغافورة سيزور المسؤولون المصريون المعنيون المعهد، للتعرف على الخبرة السنغافورية في هذا الصدد.

السيسي يلتقي رئيس سنغافورة

السيسي يلتقي رئيس سنغافورة

السيسي يلتقي رئيس سنغافورة

السيسي يلتقي رئيس سنغافورة

السيسي يلتقي رئيس سنغافورة

السيسي يلتقي رئيس سنغافورة

السيسي يلتقي رئيس سنغافورة

السيسي يلتقي رئيس وزراء سنغافورة

السيسي يلتقي رئيس وزراء سنغافورة

السيسي يلتقي رئيس وزراء سنغافورة