في مدينة قم الإيرانية وفى الرابع من يونيو 1928 ولد الإمام موسى الصدر، وفيها درس العلوم الدينية بعد نيله شهادتين في علم الشريعة الإسلامية والعلوم السياسية من جامعة طهران في العام 1956.
وبعد عدّة سنين في قم توجه الإمام موسى الصدر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته تحت إشراف المرجع الأعلى للطائفة الشيعية الإمام محسن الحكيم الطباطبائى، وزعيم الحوزة العلمية آية الله أبوالقاسم الخوئى.
وحين توفى في لبنان حجة الإسلام والمرجع الدينى عبدالحسين شرف الدين في 30 ديسمبر 1957، كتبت «صور» رسالة إلى الإمام الصدر في «قم» تدعوه إليها. فلبى الإمام الدعوة في أواخر سنة 1959 وأقام فيها، وهناك لم يكتف بالوعظ الدينى بل اهتم بشؤون المجتمع. ودعا إلى نبذ العنصرية، وشارك في عشرات المشاريع الاجتماعية، وساهم في العديد من الجمعيات الخيرية والثقافية.
وفى الخامس والعشرين من أغسطس 1978 سافر الإمام إلى ليبيا بصحبة الشيخ محمد يعقوب والصحفى عباس بدر الدين، في زيارة رسمية، وكان الإمام قد أعلن أنه مسافر إلى ليبيا لعقد اجتماع مع العقيد القذافى. وقدأغفلت وسائل الإعلام الليبية أخبار وصول الإمام إلى ليبيا، كما لم تشر إلى أي لقاء بينه وبين العقيد القذافى وانقطع اتصاله بالعالم خارج ليبيا، على غير ما اعتاده في أسفاره وكانت آخر مرة شوهد فيها في ليبيا مع رفيقيه، «زي النهاردة» 31 أغسطس 1978.
ثم انقطعت أخباره مع رفيقيه، وأثيرت ضجة عالمية حول اختفائه، وأعلنت السلطة الليبية أنه هو ومرافقيه 18 سافروا من طرابلس الغرب مساء يوم 31 أغسطس 1978 إلى إيطاليا على متن طائرة الخطوط الجوية الإيطالية.
وأجرى القضاء الإيطالى تحقيقاً واسعاً في القضية انتهى بقرار اتخذه المدعى العام في روما بتاريخ 12 أغسطس 1979 بحفظ القضية بعد أن ثبت أن الإمام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضى الإيطالية.
وأبلغت الحكومة الإيطالية رسمياً، كلاً من الحكومة اللبنانية والمجلس الإسلامى الشيعى الأعلى في لبنان، وحكومة الجمهورية العربية السورية، وحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن الإمام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضى الإيطالية، وأوفدت الحكومة اللبنانية بعثة أمنية إلى ليبيا وإيطاليا، لاستجلاء القضية فرفضت السلطة الليبية السماح لها بدخول ليبيا، فاقتصرت مهمتها على إيطاليا، وقد توصلت إلى أن الإمام ورفيقيه لم يصلوا إلى روما، وأنهم لم يغادروا ليبيا في الموعد والطائرة اللذين حددتهما السلطة الليبية في بيانها الرسمى.