رسالة للفريق أول صدقى صبحى

ياسر أيوب السبت 29-08-2015 21:08

لا أحد سينسى قرارا حكيما وواعيا وشديد النبل والإنسانية للفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، حين أمر بعلاج رودى نداى، لاعب ليوبارد الكونجولى، الذى سقط على رأسه فى مباراة فريقه أمام الزمالك، وكاد يصاب بالشلل الرباعى، وتم إسعافه وعلاجه جراحيا بالمستشفى الجوى على نفقة القوات المسلحة بقرار من الفريق أول صدقى صبحى.. وكانت لفتة رائعة وجميلة لها صدى ومعنى وأكثر من دلالة سواء هنا أو هناك فى الكونجو.. واليوم أناشد وزير الدفاع اتخاذ قرار آخر بعلاج شاب رياضى مصرى على نفقة القوات المسلحة فى المستشفى الجوى.. الشاب هو هيثم عبدالجواد أبوسريع.. فى الثالثة والعشرين من عمره..

كان طالبا متفوقا فى كلية الطب، وإلى جانب دراسته يلعب التايكوندو فى نادى الجيزة الذى كان بطلها قبل أن يصبح الثالث على الجمهورية.. وفجأة أصيب هيثم بمرض سرعة تجلط الدم وبدأ يصاب بجلطات فى الساق والرئة والقلب لدرجة أنه احتاج مرتين لإجراء جراحة تغيير صمام القلب الميترالى قبل عامين لأن الجلطة كانت تفسد الصمام الجديد عقب تركيبه.. وقضى هيثم الثلاث سنوات الأخيرة متنقلا بين المستشفيات.. واضطر للتوقف عن مواصلة دراسته وعن ممارسة التايكوندو لأنه من أسرة فقيرة لا تملك أى فائض من مال فاضطر للعمل بائعا فى صيدلية لتوفير ثمن دواء الزاليرتو اللازم له وثمن العلبة ستمائة جنيه.. ووالده متوفى ووالدته مصابة بالسرطان وهناك شقيقان غير هيثم يحتاجان للطعام والدراسة وفواتير الحياة مهما كانت صعبة وقاسية، خاصة أن هناك شقيقا ثالثا مات بنفس المرض وشقيقة رابعة كانت من ضحايا صخرة الدويقة، حيث يقيم هيثم بعد أن وقعت تلك الصخرة هناك فوق بيوت البسطاء..

لكن حتى العمل فى الصيدلية لم يعد كافيا.. فالأطباء فى قصر العينى اكتشفوا أن هيثم يشكو أصلا من نقص بروتين سى وبروتين إس.. وانتهى الحال بهيثم الآن للرقاد فوق الفراش رقم 12 فى عنبر الرعاية رقم 3 بالدور الأول بمعهد القلب.. وعلى الرغم من كل هذه الظروف والمواجع لايزال هيثم رافضا للاستسلام.. ويضحك مع أطبائه قائلا إنه سيشفى وسيعود لاستكمال دراسة الطب ويصبح زميلا لهم وسيعود لتدريبات التايكوندو مع مدربه ومثله الأعلى تامر صلاح، بطل مصر الأوليمبى فى هذه اللعبة.. وأنا شديد الاحترام لكل هذا التفاؤل رغم المواجع والجروح، ولحب الحياة رغم قسوتها وكآبتها.. وأتمنى أن يستجيب الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، وينقل هيثم من معهد القلب للمستشفى الجوى ليتم علاجه هناك على نفقة القوات المسلحة.. فأنا أرى أن هيثم يستحق مثل هذا الاهتمام بعد كل ما قدمه من تضحيات حقيقية كأن يترك دراسة يحلم بها الكثيرون جدا ويترك لعبة كان يمكنه أن يحقق بها بطولاته وانتصاراته.. وأن يموت والده وتقتل صخرة الدويقة شقيقته وتصاب والدته بالسرطان.. ويبقى بعد كل ذلك صاحب أمل راغبا فى الحياة بمنتهى الحب والكبرياء.. فهذا يجعلنا أمام حكاية تستحق كل انتباه وتقدير واهتمام واحترام أيضا.