الدكتورة نهى عبدالله، زوجة تشكو التضييق على زوجها عصام سلطان فى سجن العقرب: «قبل كده كان ممكن أدخل كميات من الأرز واللحوم، حاليا كان معايا سمكة اتقسمت نصين دخلو نص والنص التانى رجع»!
بعيدا عن حكاية النص سمكة التى مُنعت من الدخول إلى عصام سلطان، ندخل فى صلب الموضوع.
عصام سلطان فى سجنه مريض، أليس من حقه العلاج مما ألم به ودفع زوجته إلى الاستغاثة لإنقاذ حياته؟.. أليس من حقنا على وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار أن يأمر بكنصولتو طبى محترم يشخص حالة سلطان الصحية، ويقف على خطورة ما يتهدد حياته، ويوصى إما بتوفير العلاج فى السجن أو خارجه حسب خطورة الحالة؟
إن فعلها الوزير فهذا واجب ولا شكر على واجب هو فى الأساس حق لسلطان وجميع المسجونين، ولا يجرمنكم شَنَآنُ قوم على ألا تعدلوا، ولا أذيع سراً فى مناقشة مع الوزير عبدالغفار على هامش لقاء أخير مع رئيس الوزراء، فاتحته فى قضية مرضى السجون، وذكرت أسماء على سبيل المثال، للأسف لم يكن بينهم عصام سلطان الذى لم أكن أدرى تدهور حالته الصحية على نحو ما أفادت به زوجته بعد زيارة الدقائق الخمسة التى أتيحت لها.
لمست من الوزير تفهماً، وعناية بما أفضت فى شرحه، أخشى أن الاحترازات الأمنية تضغط على مصلحة السجون فتقدم الاعتبارات الأمنية على الاعتبارات الصحية التى تدخل فى باب الاعتبارات الإنسانية، وهذا ما نحكمه ضميرياً، قبل المواقف السياسية.
حتماً ولابد ستكون التعليقات رافضة، غاضبة، ساخطة على كاتب هذه السطور، وابتداء لا نرجو منهم جزاء ولا شكوراً، وإذا كان عصام ارتكب جريمة فأمره إلى القضاء، والحكم عنوان الحقيقة، ورفضى لمسلكه السياسى قبل ثورة 30 يونيو، تماهياً مع من ظلمنا، الإخوان، وصار شريكاً فى جريمتهم فى حق هذا الوطن، إلا أن هذا لا يمنع من طلب الرعاية الصحية لصديق كان، لا أتنكر لصداقته ولكن أتبرأ من جرائمه، إذا ثبتت بحقه، هو رهن الاتهام، والمتهم برىء حتى تثبت إدانته.
أرجو أن يترفق بحالة سلطان الصحية غير المؤمنين بما نؤمن، ربنا ما يرميكم فى ضيقة، وأؤمن لن ينقذنا من دوامة العنف، ولن يغسلنا من الدماء سوى تمسكنا بإنسانيتنا، والعض عليها بالنواجذ، وإذا فقدنا إنسانيتنا حتى مع من ظلمنا، سنظل أسرى دائرة جهنمية من الثأر، والثأر يورد إلى التهلكة، لا تتمنى لعدوك شراً، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
كل ما أطلبه لسلطان وجميع المرضى فى السجون فقط رعاية صحية حتى يفصل القضاء، هل هذا كثير على ضمائركم، لا أفرق بينهم حتى مساجين الإخوان، وأعلم أنهم لو كانوا فى السلطة لمنعوا عنا الهواء يتسلل من كوة أعلى حائط زنزانة مظلمة لا ترى فيها نهاراً، يقيناً نحن غيرهم، لا نحمل عليهم إِصْرًا، ولا نكن لهم كراهية، وقلوبنا عامرة بالإيمان الذى احتكروه بضاعة، ثانية ولا يجرمنكم شَنَآنُ قوم على ألا تعدلوا.
سلطان فى سجنه لا يملك من أمر نفسه شيئا، وصوت زوجته يجب أن تسمعه القلوب الطيبة، لا يمكن أن يتحول مرض سلطان إلى تجارة يتاجر بها الإخوان وخلاياهم النائمة، يتسللون فى خفية إلى صحفنا، بنصف سمكة، وربع كيلو كباب، نصف سمكة إيه يا ابنى عيب، عصام سلطان مهدد بالشلل، وتقولى نصف سمكة.. حتى مرض سلطان تتخذونه بضاعة، ألف سلامة يا من كنت صديقى.