العدل يا وزير الداخلية!

محمد أمين السبت 29-08-2015 21:09

«لو كنت مسنوداً، ما ضاع حق ابنى.. ولو كنت من وجهاء مصر، ما نام ابنى إلا وحقه معه.. لكن مازالت الواسطة والمحسوبية هى صاحبة الكلمة العليا فى مصر».. هذه استغاثة إلى قلب وزير الداخلية، اللواء مجدى عبدالغفار.. صاحب الاستغاثة مهندس، يرى نفسه بلا سند ولا قوة.. يرى أن دولة الظلم تُخرج لسانها للجميع بعد ثورتين.. يرى أن الشرطة لا تتحرك إلا لنجدة أصحاب النفوذ.. فقط لا غير!

يقول صاحب الرسالة المهندس خالد أحمد:

«لقد تعرض ابنى، الطالب بالمدرسة الأمريكية بمنطقة 6 أكتوبر، لمحاولة سرقة سيارته يوم 7/30 فى منطقة حدائق الأهرام.. وعندما لم تستطع مجموعة مكونة من 4 أفراد سرقة السيارة، قاموا بضربه بزجاجة على رأسه، وفتح رأسه بـ13 غرزة.. يعنى شروع فى قتل!

تم عمل محضر فى قسم الهرم رقم 24201 بتاريخ 7/30 الساعة 5 صباحاً، وأُرفق به التقرير الطبى الصادر من مستشفى الهرم، والذى أوصى بأنه يحتاج إلى علاج 20 يوماً، ولم يتحرك أحد حتى تاريخه.. علماً بأن القسم طلب منا أسماء الأشخاص الذين تسببوا فى ذلك.. تخيلوووا.. يعنى ناقص نقبض إحنا عليهم!

وبالفعل، قمت أنا ومجموعة من أصدقائى بمجهودنا الخاص، فى نفس اليوم، بعمل التحريات، حتى عرفنا اسمى اثنين منهم، وسكنهما وأرقام هواتفهما.. وقمنا بعمل ملحق للمحضر 24201 بنفس اليوم مساءً.. وحتى الآن لم يتحرك قسم الهرم للقبض عليهم.. علماً بأنهم يتجولون فى حدائق الأهرام بكامل حريتهم.. هل تتصور هذا يا سيدى؟!

أستاذى الفاضل: نحن لن ينصلح حالنا أبداً، وحسبى الله ونعم الوكيل فيمن تقاعس عن حصول ابنى على حقه.. أنا لا أريد حقى فى محاولة سرقة السيارة.. لكن أريد حقى فى فتح رأس ابنى بزجاجة، وإصابته بـ13 غرزة فى الرأس كادت تعرضه للموت، أو العمى، لولا ستر الله عز وجل.. فهل هذا يرضى أحداً؟.. أين دولة العدل فى مصر؟!

لا أخفى عليك يا سيدى أننى كنت أعمل فى الخارج فترة تتجاوز 22 عاماً.. ولا توجد عندى علاقات تساعدنى على تحريك قسم شرطة الهرم، للحصول على حق ابنى.. فماذا علىَّ أن أفعل، وأنا أرى مَن حاولوا قتل ابنى أمام عينىَّ يوميا، يتجولون فى منطقة حدائق الأهرام عند البوابة الأولى؟!

أخيراً.. كيف يعيش المجرمون طلقاء؟.. وكيف تتسامح الشرطة مع جناة؟.. كيف يمكن لنا أن نأخذ حقنا بالقانون بعيداً عن البلطجة؟.. متى يتحرك قسم الشرطة من تلقاء نفسه؟.. أرجوك أن تفيدنى: ماذا علىَّ أن أفعل؟.. هل آخذ حقى بيدى؟!.. كيف أقتص لابنى وقبلها لكرامتى؟.. وكيف آمن على نفسى؟!».

■ لا أصدق أن تطلب الشرطة منك القيام بالتحريات عن الجناة بنفسك.. ولا أصدق أنها تنتظر ضغطاً من فوق للقبض على المجرمين.. ولا يمكن أن أتسامح مع فكرة أن قسم الشرطة يتحرك للمسنودين فقط.. على كلٍّ، ربما يتحرك قسم الهرم لإنصافك، بأمر وزير الداخلية شخصياً.. لعل وعسى يتحرك!