أحزان 3 أسر فى الإسماعيلية فقدت 3 أطفال فى انفجار لغم

الأحد 04-01-2009 00:00

تحولت المنطقة المحيطة بمدرسة الشهيد أحمد طه فى الإسماعيلية، إلى كابوس يطارد الكبار قبل الصغار، مشهد أشلاء 3 أطفال انفجر فيهم لغم تسبب فى رعب الأهالى، فى مشهد جنائزى كبير شيع الأهالى الضحايا الثلاث.

«المصرى اليوم» التقت أسر الضحايا ومسؤولى المدرسة التى خرج منها الأطفال للهو أمامها وعادوا إلى منازلهم أشلاء. والد الضحية محمد محرم جلال الدين «13 سنة»، لم يصدق حتى الآن ما حدث لابنه، فى يوم الحادث خرج إلى عمله فى مدينة السويس وفوجئ باتصال تليفونى يخبره بأن ابنه مصاب، فعاد إلى المنزل حيث وجد الكارثة تنتظره.

وتساءل الأب: «كيف خرج ابنى وزميلاه الضحايا من المدرسة فى وقت الدراسة؟ لماذا تركهم مسؤولو المدرسة يذهبون إلى منطقة خطرة يعلمون أن بداخلها ألغاماً يمكن أن تنفجر فيهم فى أى لحظة؟».. «أخى كان يريد أن يسافر إلى غزة»، هكذا بدأت شقيقة الضحية الثانية مؤمن محمد محمود إبراهيم، كلامها،

وأضافت: «كان يجلس إلى جوار والدتى ليلة الحادث، نشاهد جميعاً ما يحدث فى غزة، وفجأة وجدناه يقول: (أنا عاوز أحارب مع أهالى غزة ضد الإسرائيليين، نفسى أموت شهيد)، لم يمر أكثر من 18 ساعة على رغبته فى الموت حتى جاء خبر وفاته وتحول جثته إلى أشلاء أمام المدرسة التى تحمل اسم (الشهيد)».

وأشار خال المتوفى السيد محمود يوسف «60 سنة - معاش» إلى أن شقيقته - والدة الضحية - فى حالة صعبة جداً، وذلك بعد أن فقدت زوجها وابنها فى عام واحد، وطالب بأن يتم تطهير المنطقة التى أصبحت مملوءة بالسكان وبها مجمع للمدارس أيضاً.

وقابلت «المصرى اليوم» أسرة الضحية الثالثة محمد فرحات محمد، والدته لم تصدق أنها لن تراه مرة ثانية، تمسك بصورة الصغير وتضمها إلى صدرها، لا كلام يخرج من فمها غير: «ابنى محمد.. إيه اللى حصلك؟»، لن يريح قلبها غير التحقيق مع المسؤولين الذين تسببوا فى هذا الإهمال الذى أودى بحياة 3 أطفال فى عمر الزهور، لماذا لا تتم إزالة تلك الألغام التى تغتال الأهالى يوماً بعد الآخر.

المدرسة تحولت إلى كابوس مرعب يطارد التلاميذ والأهالى، تقابلنا مع مدير المدرسة محمود عثمان، وسألناه عما حدث، فرد: «أنا مش هتكلم إلا بجواب من الإدارة التعليمية»، وقبل أن نتركه سألناه عن ميعاد بدء وانتهاء اليوم الدراسى،

فقال: «يوم الحادث لم يكن هناك يوم دراسى علشان الامتحانات بعد أيام قليلة، والمدرسة تنظم مجموعات تقوية خلال تلك الفترة».

وعندما حاولنا مقابلة مدير الإدارة التعليمية بفايد لسؤاله عن الحادث، طلب أيضاً خطاباً من أمن التربية والتعليم قبل الكلام، ورفض التعليق على الحادث.