ما هي قصة العشق الممنوع بين فان جال وأندير هيريرا؟

كتب: إسلام مجدي الخميس 27-08-2015 21:35

بدا فريق مانشستر يونايتد منذ انطلاقة الموسم الحالي مفتقدًا لشئ ما، البعض علل بذلك القوة الهجومية والبعض الآخر تحدث عن اتزان خط الوسط، وآخرين تحدثوا عن ديناميكية الأداء، وبين هذا وذاك احتار المشجع حول الأداء الغريب، على الرغم من قوة خط وسط الفريق.

وردًا على ذلك، تحدث الهولندي لويس فان جال، المدير الفني لمانشستر يونايتد، عن افتقار الفريق للمسة إبداعية في خط الوسط، لكن تلك اللمسة الإبداعية تبدو دومًا واضحة للجميع، فحينما يلعب «هيريرا» في خط وسط «الشياطين الحمر» نرى الفريق يتحرك للأمام ونرى شوارع في دفاع الخصم، كأن الإسباني يمتلك عصا سحرية يفتح بها الخطوط.

ما الذي يمتلكه «هيريرا»؟

يمتلك «هيريرا» قدرة ممتازة على قيادة خط الوسط للأمام، لعب الكرة بطريقة ممتازة بين الخطوط الدفاعية وتمريرها للأمام وتلقى الكرة بشكل ممتاز، فهو دائمًا لا يجد مشكلة في امتلاك الكرة والتصرف بها، ودائمًا لديه حل على حافة منطقة الجزاء، لذا لا توجد أي مشاكل لديه، فقط ما لا يمتلكه الإسباني هو ضعف الحالة الدفاعية، لكن مؤخرًا رأيناه يطور من نفسه في تلك النقطة.

قصة العشق الممنوع بين اللاعب ومدربه

«هيريرا» لم يكن أحد أهداف «فان جال» في سوق الانتقالات، ورغم هذا فإن المدرب الهولندي بحاجة شديدة إلى خدماته، لكن رغم هذا نرى الإسباني على دكة بدلاء يونايتد على الرغم من أنه يعد أحد أكثر اللاعبين إبداعًا وخلقًا للفرص في الفريق.. إذًا لابد من أن هناك خطب ما؟

أثناء الجولة التحضيرية كان المدرب الهولندي قد أكد أن فريقه عليه أن يجد بعض التوازن والإبداع، وطبقًا لتلك المتطلبات فهي تعني بالتحديد: أندير هيريرا، ولكن لم يبدأ الإسباني هذا الموسم، وضد نيوكاسل لم يشارك «هيريرا»، على الرغم من حاجة الفريق إلى إضافته القوية.

في إفتتاحية الدوري الإنجليزي شارك «هيريرا» في آخر 23 دقيقة من المباراة، لكنه لم يقدم المردود التكتيكي المنتظر منه، تلك هي النقطة التي يجب أن يبدأ منها التحليل، «فان جال» مدرب تكتيكي ويعشق تطبيق التكتيكات التي ينقلها للاعبيه، و«هيريرا» يبدو أنه لا ينفذ التكتيكات دومًا بحذافيرها، فهو لاعب إبداعي يعتمد على عقله أكثر من قدمه، مما يجعله يصفى عقله من بعض التكتيكات الضرورية من أجل إضافة بعض الفرص واختلاق الأساليب لإضعاف الخصم.

لذا نرى أن «فان جال» لا يري في الإسباني الالتزام التكتيكي الذي يقدمه بعض اللاعبين والالتزام بمركزه في الملعب، ولهذا السبب كان «هيريرا» يشارك في الموسم الماضي، فـ«فان جال» كان يحاول تطويع مهارات اللاعب وفق فلسفته التدريبية والتكتيكات المنظمة التي ينفذها، لنرى تشكيلة ممتازة بين الرباعي «ماتا» و«كاريك» و«فيلايني» و«هيريرا»، وكان للإسباني الفضل في الفوز على كلا من ليفربول ومانشستر سيتي وتوتنهام في الموسم الماضي، وبدا أخيرًا أنه السلاح السري لتكتيكات «فان جال» في نقل الكرة بسرعة داخل مناطق الخصم وتطبيق طريقة «4-3-3».

ربما عاد «هيريرا» إلى دكة البدلاء مجددًا هذا الموسم، لكن هذا لأن «فان جال» متخوف من نقطة عدم التزام «هيريرا» بمركزه في الملعب، حيث أنه يمكنك أن تكون أفضل لاعب في العالم لكن هناك دومًا واجبات تكتيكية وتمركز يجب أن تؤديه على أكمل وجه، لكن في مباراة الإياب بالدور التمهيدي المؤهل لدوري أبطال أوروبا، ضد كلوب براغ البلجيكي، رأينا «فان جال» قد طور شكلًا تكتيكيًا جديدًا، باللعب بـ3 لاعبين في وسط الميدان، وذلك أضفى حيوية على شكل يونايتد الذي بدا سيئًا وضعيفًا للغاية في بداية الموسم.

خدعة تكتيكية جديدة؟

ضم كلا من الفرنسي مورجان شنايدرلين والألماني باستيان شفاينشتايجر أعطى مانشستر يونايتد أريحية دفاعية كبيرة، لكن لازال الخط الأمامي ليس بخير، فالمدرب الهولندي بحث عن التوازن وربما وجده باللعب بـ3 لاعبين في وسط الميدان، وهنا اكتشف حاجته الماسة إلى «هيريرا»، فهو يستطيع اللعب بأي إثنين من «كاريك» و«شنايدرلين» و«شفاينشتايجر»، لكنه سيكون مجبرًا مع الوقت بالدفع بـ«هيريرا» أو «فيلايني»، وإن كان الأول سيعطي قيمة إبداعية أكثر من الثاني، الذي سيضيف للقوة الهجومية.

سبق أن رأينا البلجيكي عدنان يانوزاي يشارك في مركز صانع الألعاب المتقدم بدلًا من «هيريرا»، لكن هل «يانوزاي» أفضل من الإسباني؟

«هيريرا» سيقدم مستوى مبهر إذا ما شارك بجانب كلا من «شنايدرلين» و«شفاينشتايجر»، مما يجعلنا نرى خط وسط لم نشهده منذ مدة طويلة في مانشستر يونايتد وحركة وسرعة وعمق تكتيكي.

ما الحل إذًا؟

ربما الحل أبسط مما يتخيله أحد فـ«فان جال» يعرف أهمية «هيريرا»، لكنه عنيد للغاية وربما على اللاعب الإسباني أن يثبت نفسه أكثر ويؤدي الدور التكتيكي كما يطلب منه، ووقتها لن يكون هناك أي داعٍ لجلوسه على دكة البدلاء، خصوصًا وأن عمق مشاركته ظهر ضد كلوب براج.

في النهاية، شخصية «هيريرا» في وسط الميدان ممتازة للغاية، فاللاعب يضغط على الخصم بقوة، وهو مالم يقدمه أي لاعب في يونايتد ممن شاركوا في مركز صانع الألعاب المتقدم حتى «ديباي»، فهل نرى عما قريب مانشستر يونايتد يتحول لطريقة «4-3-3»؟