رحلة في «ميكروباص الأسطى أم رانيا»: «الطاقية حمايتها» (فيديو)

كتب: سحر عربي الأربعاء 26-08-2015 20:50

تصطف بعربتها مع باقي العربات في انتظار دورها، تغازل زبائنها، السيدات منهم، اللاتي يركبن معها «عربية القمرات»، تحرص على أن يُغلق باب الميكروباص بحرص حتي لا ينكسر وتقول للزبائن دائما «دا أكل عيش يا خوانا».

للوهلة الأولى تظنها رجل، طريقة لبسها، أسلوب كلامها مع السائقين الآخرين، يتضح عليها عدم اهتمامها كباقي السيدات بتقليم اظافرها او الذهاب لصالونات التجميل، ومع كل هذا تملؤها ابتسامة رضا ممزوجة بإرهاق واضح على وجهها «مقطم.. سيدة عائشة»، هكذا تنادي على سيارتها قبل أن تتحرك بها.

ناهد «أم رانيا»، 57 عاما، بدأت عملها كسائقة ميكروباص منذ 5 سنوات، وتقول: «عايشة أنا وبنتي وولادها لوحدنا وكان لازم ألاقي حاجة أصرف منها».

تتعامل أم رانيا مع السائقين معاملة الرجال، تقسو في كلامها معهم، ترفع صوتها، تنفعل عليهم حين يتجرأ احدهم ويحاول ان يأخذ دورها، السائقون يقدرونها، وتقول: «تعبت في الأول من السواقين وكانوا بيخبطولي العربية بس اللي كان بيضياقني كنت بروح اشتكيه في القسم».

لم تأمن للسائقين الذين كانوا يعملون لحسابها على الميكروباص، وتقول: «كانوا بيجيبولي ماتور وبيأذوني في أكل عيشي».

تسير أم رانيا في طريقها المعتاد، لتسمع الجمل المألوفة على أذنها: «على جنب ياسطي، الباقي ياسطي، مقطم؟، سيدة عائشة؟».

في الأيام الحارة تصاحبها دائما زجاجة مياه، تقف في وسط الطريق، تخلع الطاقية التي ترتديها وتبدأ بصب المياه على رأسها لتخفف من حرارة الجو، وعن سر الطاقية تقول: «الناس بتخاف تركب معايا عشان انا ست فبضطر ألبسها عشان أبان راجل.. تنهي يوم عملها الشاق بشراء مستلزمات البيت والذهاب إلى احفادها لتقابلهم بحفاوة وتجلس تلعب معهم لتجد في عينيها حنانا وطيبة تداريهم أثناء وقت العمل».

كل ما تتمناه أم رانيا هو ان ترفع عنها مبالغ المخلفات التي فرضت على الميكروباص إبان الثورة حتي تتفرغ لتولي رعاية بنتها دون التفكير في تلك الديون.