السيسي: هناك طفرة في العلاقات الاستراتيجية بين روسيا ومصر

كتب: أ.ش.أ الأربعاء 26-08-2015 16:10

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن «هناك طفرة في العلاقات الإستراتيجية بين روسيا ومصر».

وأضاف السيسي، في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن «هذا اللقاء يبرهن على خصوصية العلاقات القائمة بين الشعبين»، مؤكدا أن اللقاء مع الرئيس الروسي سيؤدي إلى تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين في المجالات المختلفة.

وجاء نص كلمة الرئيس السيسي: «بسم الله الرحمن الرحيم، فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة، في البداية أوجه إليكم بخالص الشكر على دعوتكم الكريمة لزيارة موسكو مجددا والالتقاء بكم وهو اللقاء الرابع الذي يجمعنا، مما يبرهن على خصوصية العلاقات القائمة بين شعبينا».

وقال السيسي، في كلمته، إن «هذا اللقاء يشهد على الطفرة التي شهدتها العلاقات الإستراتيجية التقليدية بين البلدين، فخامة الرئيس إن ثقتي كاملة في أن لقائي بكم اليوم سيعطي دفعة إضافية لعلاقاتنا التي يسعدني أنها شهدت على مدار العامين الماضيين نموا مستمرا ونقلة نوعية حقيقية نسعى للبناء عليها لترسيخ شراكتنا في المستقبل، خاصة في ظل المواقف الشجاعة التي اتخذتها روسيا بقيادتكم لدعم خيارات الشعب المصري في وقت واجه فيه وطننا تحديات جسيمة وغير مفهومة».

وأضاف: «لقد تناولت والرئيس بوتين خلال لقائنا اليوم مختلف أوجه العلاقات الثنائية بين بلدينا الصديقين، حيث أكدنا على العلاقات السياسية الراسخة بين الدولتين، وتباحثنا في الخطوات العملية والفعالة التي يمكن اتخاذها لتعزيز التعاون المصري الروسي في كافة المجالات».

وتابع: «كما أكدت والرئيس بوتين خلال مباحثتنا على الاستمرار في زيادة حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين كركيزة أساسية لعلاقات استراتيجية طوية المدى بين مصر وروسيا، ولقد أبديت لفخامة الرئيس بوتين في هذا الصدد ارتياحي للتقدم الذي أحرزناه بالفعل على هذا الصعيد في الفترة الأخيرة بفضل التزام الطرفين بالعمل سويا نحو تفعيل آليات التعاون المشترك على مختلف المستويات، وأعتقد أن المستقبل يحمل فرصا كبيرة وواعدة».

وأضاف السيسي: «نتطلع للبدء في الخطوات العملية لإقامة المنطقة الصناعية الروسية في منطقة قناة السويس، وذلك فى إطار تصور واضح لتنفيذ استثمارات طموحة، وزيادة حجم التبادل التجاري بين الجانبين، لقد حقق العمل المشترك في الشهور الماضية تقدما ملموسا فيما يتعلق بمسار التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية».
وتابع: «نتطلع إلى الاستفادة من الخبرة الروسية الكبيرة في هذا المجال الحيوي، حيث شملت المداولة كذلك عددا آخر من المجالات المهمة، التي نتطلع إلى أن يشهد التعاون المشترك فيها نقلة كبيرة خلال الفترة المقبلة، وستتم متابعتها باستفاضة خلال اجتماعات الدولة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني بين البلدين والتي ستستضيفها مصر قبل نهاية العام الجاري».
وأردف السيسي: «لقد تطرقت مناقشتنا فى مختلف الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وقد أسعدني في هذا الإطار ما لمسته من طلاق كبير في المصالح والرؤى حيال هذه القضايا، وركزنا في هذا الصدد بشكل خاص على ضرورة تحقيق تسوية سياسية للازمة السورية وفق وثيقة جنيف».
وأضاف: «لقد أكدنا على محورية القضية الفلسطينية لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمته القدس الشرقية».
وتابع: «لقد بحثنا الوضع في العراق واليمن وآخر التطورات على الساحة الليبية، بالإضافة إلى سبل مواجهة ظاهرة الإرهاب الذي يهددنا جميعا، وهى الظاهرة التي اتفقنا في الرؤى على ارتباطها باستمرار هذه البؤر المتوفرة في منطقة الشرق الأوسط، بما يولي علينا تكثيف التشاور والتعاون فيما بيننا لإيجاد حلول جذرية للازمات في المنطقة بشكل يضمن وحدة وسلامة أراضي دولها واستعادة أمنها واستقراراها».
وأردف: «فخامة الرئيس بوتين، أود أن انتهز هذه الفرصة لأعرب لكم عن الشكر العميق للحضور البارز لروسيا في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، ممثلا في رئيس الوزراء الروسي وهو ما لقى تقديرا مصريا كبيرا على المستويين الرسمي والشعبي، واسمحوا لي فخامة الرئيس مرة أخرى أن أعرب عن خالص الشكر والتقدير على إهادئكم القطعة البحرية الروسية التي شاركت في حفل افتتاح القناة، وهي لفتة عميقة المغزى تلقاها المصريون كدليل على عمق ومتانة علاقات الود والصداقة بين شعبينا وبلدينا، ولن يفوتني أن أعرف عن الارتياح لما حققناه خلال الفترة الماضية لتفعيل وتعزيز التعاون العسكري بين مصر وروسيا، سواء في مجال التسليح أو التدريب، وتبادل الخبرات بين المؤسستين العسكريتين، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب».
وأضاف: «إنني اتطلع إلى استمرار وتيرة هذا التعاون البناء وتطوير آلياته في إطار حرصنا المشترك على تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتعزيز السلم والأمن الدوليين».
واختتم السيسي، كلمته، قائلا: «أكرر شكري لكم فخامة الرئيس وللشعب الروسي الصديق على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وأؤكد أن مصر وروسيا قد برهنتا في الآونة الأخيرة على عزمهما الأكيد لترسيخ علاقات استراتيجية ثابتة قوامها التقارب السياسي والفكري وتلاقي الأهداف والمصالح والإرث التاريخي من التعاون القائم على الصداقة والاحترام المتبادل، وهو الأمر الذي نعتز به كثيرا في مصر، أتطلع يا فخامة الرئيس للعمل الوثيق معكم من أجل البناء عليه لتطوير وتعظيم علاقاتنا في المستقبل، وشكرا فخامة الرئيس».