قال عزت سعد، سفير مصر الأسبق لدى روسيا، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى روسيا اليوم مهمة للغاية فى هذا التوقيت، متوقعاً أن تحقق نتائج كبرى، خاصة فى الناحية الاقتصادية، منها مساهمة موسكو فى إنشاء المحطة النووية بالضبعة.
وأكد أن مصر من حقها الحصول على أفضل عرض لبناء المحطة، ولا توجد عليها أى قيود فى الاختيار، والعرض الروسى كان الأقرب لها، وسيُكتب له النجاح بعد الزيارة. أضاف فى حوار لـ«المصرى اليوم» أن الخلافات بين مصر وروسيا موجودة، لكنها غير مؤثرة، فرغم وجود مصالح بين موسكو وطهران فإن روسيا اتخذت موقفاً متوازناً فيما يخص الملف اليمنى، وتتبع سياسة متوازنة مع السعودية، مشيراً إلى أن روسيا تبحث عن شركاء وليس حلفاء. واعتبر السفير أن توقيت الزيارة مهم للغاية من الناحية السياسية وبحث ملف التعاون الدولى فى مجال مكافحة الإرهاب، خاصة أن موسكو تقف ضد جميع تيارات التطرف الدينى، ومن بينها جماعة «الإخوان».. إلى نص الحوار:
■ ما أهمية زيارة الرئيس السيسى لروسيا فى هذا التوقيت؟
- الزيارة مهمة على عدة أصعدة، أهمها الناحية الاقتصادية، فهى تأتى بعد افتتاح قناة السويس الجديدة، والتوجه لفتح باب الاستثمار بها، وكذلك نشاط الرئيس فى مجال التسويق لمشاريع التنمية، وحرصه على بداية الجولة بروسيا، لأن هناك تنامياً فى العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية بين البلدين، وتخصيص منطقة للصناعات الروسية بمصر، وستحدث طفرة كبيرة فى تلك العلاقات عندما يتم التوقيع على اتفاق التجارة الحرة.
وهناك أيضاً تعاون كبير فى مجال الطاقة، يتضمن إنشاء محطة الطاقة النووية فى الضبعة، والمباحثات الثنائية تشمل مساهمة موسكو فى إنشاء محطة لتموين السفن فى منطقة القناة، وإقامة مشاريع خاصة لإنتاج سيارات النقل الثقيل فى المنطقة الصناعية الروسية المزمع إنشاؤها بمصر.
■ ما سبب تأخر تنفيذ مشروع الضبعة النووى رغم توقيع مذكرة التفاهم بين البلدين فى فبراير الماضى؟
- مذكرة التفاهم الموقعة بين مصر وروسيا كانت فى مجال الاستخدام السلمى للطاقة النووية، والقاهرة من حقها الحصول على أفضل عرض لبناء محطة «الضبعة»، ولا توجد عليها أى قيود فى الاختيار، والعرض الروسى كان الأقرب لمصر، ولذلك سيُكتب له النجاح بإذن الله بعد زيارة الرئيس السيسى لموسكو.
■ وكيف ترى أهمية الزيارة على الصعيد السياسى؟
- توقيت الزيارة مهم للغاية من الناحية السياسية، خاصة أن هناك تحركاً ملحوظاً فى ملف سوريا، ومصر تدعم وحدة أراضيها، ولديها تحفظات شديدة على الموقف الغربى مما يجرى فى ليبيا، وازدواجية التعامل مع الإرهاب فى هذين البلدين، والعملية السياسية التى ترعاها الأمم المتحدة، فرغم وجود تحالف دولى حول الملف السورى فإن هناك تقاعساً غربياً عن مواجهة تنظيم «داعش» فى ليبيا، خاصة فى مسألة رفع حظر السلاح عن الجيش الليبى النظامى، وبالتالى فإن الزيارة لها أهمية فى موضوع التعاون الدولى بمجال مكافحة الإرهاب.
■ وماذا عن التعاون العسكرى بين البلدين؟
- ممتاز للغاية، وهو ليس وليد اليوم، وإنما يمتد تاريخه على مدار عقود، والذين ادعوا أن العلاقات العسكرية فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك شهدت فتوراً مخطئون تماماً، لأن البلدين وقَّعا اتفاقية شراكة استراتيجية فى يونيو 2009.
■ هل ترى أن تقارب روسيا مع إيران ورفضها «عاصفة الحزم» باليمن قد يؤثران على العلاقات بين القاهرة وموسكو؟
- الخلافات موجودة لكنها غير مؤثرة، فروسيا لديها مصالح كبرى مع إيران، وأيضاً مع السعودية، وحينما شاركت القاهرة مع الرياض فى التحالف الذى يواجه الحوثيين فإن روسيا اتخذت موقفاً متوازناً فيما يخص الملف اليمنى، ولا يحب أن نتجاهل أن روسيا امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الأمن رقم 2216، الذى يحظر توريد الأسلحة للحوثيين، ولم تستخدم حق الاعتراض.
■ وكيف تقرأ العلاقات «السعودية - الروسية»؟
- السعودية وباقى دول الخليج كانت دائماً من المناطق ذات الأولوية بالنسبة لروسيا، وامتناع موسكو عن التصويت على قرار مجلس الأمن كان رسالة منها بأنها تتبع سياسة متوازنة مع الرياض، والخلافات لا تمنع الحوار، خاصة أن الولايات المتحدة فشلت بصورة كبيرة حينما تدخلت فى شؤون الشرق الأوسط، والملف العراقى على وجه التحديد.
■ هل يمكن أن تحل روسيا بديلاً لأمريكا؟
- الولايات المتحدة ستظل حليفاً وطرفاً مهماً بالنسبة للخليجيين، والعلاقات راسخة بين الطرفين، ويمكن القول إن الروس يعلمون تماماً أنهم لا يمكن أن يكونوا بديلاً عن أمريكا، هم يبحثون عن شركاء وليس حلفاء فى ظل وجود أعباء على روسيا تجعلها تبحث عن المصالح الاقتصادية.
■ وماذا عن تأثير التقارب «المصرى - الروسى» على علاقة القاهرة وواشنطن؟
- الأمريكان يعلمون تماماً أن المصالح تفرض تنويع الخيارات والعلاقات، ولذلك فهى لن تخسر علاقتها مع مصر بأى حال من الأحوال، خاصة بسبب جماعة الإخوان، وستسعى لأن تكون علاقتها مع القاهرة فى مرتبة متقدمة نظراً لمكانة مصر إقليمياً.
■ وكيف تُقيّم نظرة روسيا إلى جماعة الإخوان؟
- موسكو تقف ضد جميع تيارات التطرف الدينى وليس جماعة الإخوان فقط، ولذلك تقدمت بمبادرة مؤخراً تدعو لإنشاء ائتلاف دولى لمحاربة الإرهاب، وبالنسبة للإخوان فالإجابة واضحة، وهى أن روسيا أول من وضعت تلك الجماعة على قوائم الإرهاب، والعلاقات المشتركة بين البلدين أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسى لم تكن على مستوى العلاقات التاريخية بين البلدين.