الروس ينتزعون «نووى الضبعة» من أمريكا والصين

كتب: محمد عبد العاطي الإثنين 24-08-2015 10:34

كشف الدكتور إبراهيم العسيرى، مستشار وزير الكهرباء، كبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق، أن مذكرة التفاهم الموقَّعة مع الجانب الروسى لإقامة محطة الضبعة النووية ستتحول إلى اتفاق نهائى قريباً، على أن يتولى الجانب الروسى إنشاء المحطة وإنتاج الطاقة الكهربائية منها.

قال العسيرى لـ«المصرى اليوم»: «تقرر اختيار شركة (روساتوم) الروسية لتولى إقامة محطتين نوويتين بمنطقة الضبعة بعد استبعاد عروض أمريكية وكورية وصينية لم تستوف أوراقها، وتضمنت ملفاتها معلومات غير كافية».

أضاف: «العرض الروسى كان جاداً، ولدينا وفد روسى حالياً يضع مع الجانب المصرى اللمسات النهائية للاتفاق للحاق بالزيارة المرتقبة التى سيجريها الرئيس عبدالفتاح السيسى لروسيا، التى تبدأ غداً، وإدراج توقيع هذا الاتفاق ضمن اتفاقيات أخرى سيوقّعها الرئيس خلال الزيارة».

وأوضح مستشار وزير الكهرباء والطاقة أن تكلفة المحطتين تصل إلى 5 مليارات دولار يتحملها الجانب الروسى كاملة، ليزيل أى أعباء تمويلية قد تواجه مصر لإقامة المحطتين، على أن تسدد مصر المبلغ بفترة سماح تصل إلى عامين من بداية التشغيل».

ولفت إلى أن «مصر ألزمت الجانب الروسى بوضع حد أدنى للتصنيع من المكون المصرى لا يقل عن 20% فى المحطة الأولى، يرتفع إلى 35% فى المحطة الثانية، بهدف تشغيل الشركات المصرية».

وذكر أن «وزارة الكهرباء أعدت قاعدة بيانات بشركات القطاعين العام والخاص والتابعة للقوات المسلحة، للمشاركة فى عملية التصنيع وفقاً للحد الأدنى المتفق عليه فى كل محطة».

وحول مصادر سداد مصر تكلفة المحطتين، قال «العسيرى»: «لدينا فارق تكلفة بين محطات توليد الكهرباء بالمواد النووية والمحطات العاملة بالمواد الأخرى مثل الغاز والفحم والمازوت، وهذا الفارق الذى سيتم توفيره سيكون هو المصدر الرئيسى للسداد، لأن تكلفة التوليد من النووى أقل بكثير».

أضاف: «استبعاد الأمريكيين والكوريين والصينيين جاء بسبب عدم إثبات الجدية، ولم تكن أوراقهم كاملة، وأرسل كل منهم ورقتين أو ثلاثاً للعرض الواحد، بينما ضم العرض الروسى ملفاً تفصيلياً جيداً»، مشيراً إلى «فشل العرض الصينى الذى قدمته شركة (سى إن سى) وأعلنت عنه الحكومة نهاية العام الماضى».

وتابع «العسيرى»: «الروس ملتزمون بنحو 80% من التمويل والمكون الأجنبى لإقامة محطتين، بإجمالى قدرة إنتاجية 2400 ميجاوات، مع توفير الوقود النووى المستخدم الذى من المقرر أن تصل كمياته إلى 32 طناً سنوياً للمحطة الواحدة».

وعقد أشرف سالمان، وزير الاستثمار، اجتماعاً فى ديسمبر 2014 مع نائب رئيس الوزراء الروسى أركادى دفوركوفيتش، أعقبه مؤتمر صحفى تم خلاله الإعلان عن تعاون مصرى روسى فى المجال النووى دون تفاصيل.