لا أخجل من إعلان انتمائى للنادى الأهلى.. لكننى لن أكرهك أو أحتقرك وأهينك وأسيئ إليك بأى شكل وصورة إن كنت تنتمى لنادى الزمالك.. وأؤمن بأن الأهلى منذ بدايته وحتى اليوم كان وسيبقى ناديا وطنيا مصريا دون أن يعنى ذلك مطلقا أن الزمالك كان ناديا للخواجات والأجانب.. وعلى قدر اعتزازى بكل مواقف الأهلى وتضحياته من أجل مصر، أعتز أيضا وجدا بثورة أهل بولاق وأبناء الزمالك عام 1917 لطرد الأجانب من ناديهم وتمصير الرياضة المصرية.. فمكانة الأهلى لن تكبر بإهانة الزمالك، وقيمة الزمالك أبدا لن تتضاعف بالتجريح فى الأهلى والتشكيك فى وطنيته.. ولن أنسى الناديين معا وهما يخوضان حربا شرسة ضد الإنجليز والحكومة والقصر لتشكيل أول منتخب مصرى رسمى يشارك فى دورة إنفرس الأوليمبية.. ثم خاض الناديان معا بعدها معركة تأسيس أول اتحاد مصرى لكرة القدم..
ولن أنسى حكاية جعفر والى باشا حين كان رئيس النادى الأهلى، وأيضا أول رئيس لاتحاد كرة القدم فى مصر وواجهه بعض الشباب المتحمس للزمالك أو المختلط وقتها فى اجتماع شهير بالعتبة، وأنه كرئيس لاتحاد كرة القدم يتعمد ظلم الزمالك وإضعافه مجاملة للأهلى الذى يرأسه الباشا.. ففاجأهم جعفر باشا بإخراج كارنيه عضوية الزمالك من جيبه، مؤكدا احترامه واعتزازه بالزمالك.. أو المشير عبدالحكيم عامر، عاشق الزمالك، ورئيس اتحاد الكرة، حين اعتقل لاعبى الأهلى فى الكلية الفنية العسكرية بعد تدهور نتائج الأهلى.. وحين عاتبه أبناء الزمالك على اهتمامه وحرصه على إنقاذ الأهلى قال لهم غاضبا إنه لا زمالك بدون أهلى ولا أهلى بدون زمالك.. ولن أنسى جمال عبدالناصر حين قال إن شعبية الأهلى والزمالك هى الخطوة الأولى والأهم لإتمام صفقة الأسلحة التشيكية التى احتاجها الجيش المصرى.. ولم يكن سينجح الاثنان فى كل ذلك إلا بمساندة جمهور ضخم وعظيم ورائع.. وليس من حق أى جمهور منهما أن يهين الجمهور الآخر بهذا الشكل الفج الحاصل حاليا.. ولا أعرف من أين جاء بعض عشاق للزمالك بكذبة استدعاء إدارة الأهلى لجماهيرها لتستقوى بها فى مواجهة الدولة.. فلا إدارة الأهلى ضد الدولة أو الجيش.. ولا جماهير الأهلى العظيمة هى التى يمكن استدعاؤها بقرار وتكليفها بمهمة حب الأهلى والدفاع عنه.. تماما مثلما لا تنتظر جماهير الزمالك دعوة من أى أحد لتحب ناديها وتنتمى له وتدافع عنه.. فأصحاب هذه الكذبة يتخيلون أنهم بها يسيئون لإدارة الأهلى، وهو أمر لن ينجحوا فيه مطلقا لكنهم فى الحقيقة يسيئون لجماهير الأهلى التى ستبقى من أجمل حكايات الحب فى تاريخ مصر.. وأتمنى أن يكف الجميع من الجانبين عن تبادل الاتهامات والشتائم والإهانات التى ليست فى مصلحة أى أحد.. وأن يهدأ قليلا هواة الاستعراض وخفة الدم الذين يحرصون بحماقاتهم على أن تبقى ماكينات الكراهية دائرة.. فلا أحد سيكسب من ذلك أى شىء، لكن سيخسر الجميع فى النهاية.. وأتمنى أخيرا أن يلعب الأهلى والزمالك نهائى الكونفيدرالية الأفريقية حتى يبقى كأسها فى مصر ولمصر طول الوقت.