تكريم 5 شخصيات فى مهرجان «قلعة صلاح الدين»

كتب: محسن محمود, سحر المليجي الجمعة 21-08-2015 21:06

افتتح الدكتور عبدالواحد النبوى، وزير الثقافة، والدكتورة إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية، مساء أمس الأول الخميس، فعاليات الدورة الـ 24 لمهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقى والغناء.

بدأ حفل الافتتاح بتكريم 5 شخصيات ساهموا بإنجازاتهم في إثراء الساحة الفنية المصرية، كما شاركوا في نجاح الدورات المتتالية للمهرجان، حيث قام وزير الثقافة والدكتورة إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا، والدكتور رضا الوكيل، رئيس البيت الفنى بالأوبرا، مدير المهرجان، بتسليمهم شهادات التقدير ودرع المهرجان.

وقال الدكتور عبدالواحد النبوى، وزير الثقافة، إن المهرجان هو رد على كل محاولات التطرف والإرهاب، فمشاركة جموع كبيرة من المواطنين في هذا الحفل خير رد على قوى الظلام بأننا لن ننحنى أمام إرهابهم، فالموسيقى جزء مهم من الثقافة، فإذا كانت القراءة غذاء العقل، فإن الموسيقى غذاء الروح، مشيرا إلى أننا أحوج ما نكون إلى دور الثقافة للإصلاح والتنوير، ومؤكدا أن هذا المهرجان الذي يقام في منطقة القلعة هو بمثابة رسالة ثقافية تنويرية.

وأضاف أن المهرجان يحقق نجاحا هذا العام بخروجه إلى العالمية، وذلك بوجود فرقتين أجنبيتين، تقدم الأولى حفلا في الافتتاح، وهى فرقة الجاز المصرى الألمانى، أما الثانية وهى فرقة فلامنكو، فتقدم عرضها في الختام، مشيرا إلى أن الأوبرا من خلال هذا المهرجان تقدم عروضها خارج مسرحها وفى منطقة القلعة وبأسعار زهيدة للمواطنين، من أجل تحقيق الرسالة الفنية والثقافية، حيث يشارك في حفلاتها نجوم الغناء العربى، بالإضافة إلى الفرق الأجنبية.

وأشاد النبوى بأسماء المكرمين في المهرجان، مؤكدا ضرورة البحث دائما عمن أفنوا حياتهم لخدمة الفن، خاصة مَن لا يعرفهم الجمهور ويقفون خلف الكاميرا ويمتعون الجمهور والفنانين بأدائهم ومهاراتهم في العمل وخدمة الفن.

وتضمن حفل الافتتاح مجموعة من الأعمال الخاصة بفريق الجاز المصرى الألمانى «كايرو ستبس» لمؤسسة عازف العود، والتى تحمل طابعه المميز وتجمع أشكالا فنية تتنوع بين الموسيقى المصرية والكلاسيكية والإلكترونية مع الجاز المعاصر، ممزوجة بالنزعة الصوفية والوطنية، لتخلق تجربة موسيقية فريدة، ومنها «سلطان، وصغيراً أنا بين إخوتى، وأرابيسكان، ويبكى ويضحك، وكل الرضا، وإسكندرية، وسيوة، وعنبر»، بالإضافة إلى أغنية «أحلف بسماها وبترابها»، موزعة بشكل جديد، ويؤديها جميع المشاركين في الحفل.

من جانبها، أكدت إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا، لـ«المصرى اليوم»، في تصريحات خاصة، أن مهرجان القلعة غير هادف للربح ويهدف إلى تقديم رسائل كثيرة للجمهور، وأعربت عن سعادتها بنجاح حفل الافتتاح، في ظل حضور قوى من قِبَل الجمهور، وأكدت أن المزج بين الموسيقى الصوفية والعربية والأجنبية خلال حفل الافتتاح كان مبهرا جدا، و«قدمنا أيضا رسالة للعالم كله من خلال استضافتنا للفرق الأجنبية بأن مصر بلد الأمن والأمان».

وعن طريقة اختيار المكرمين، قالت: «لدينا وجهة نظر في هذا الموضوع، حيث إننا لا نعتمد على الأسماء الرنانة المعروفة للجميع، بل نسعى إلى تقديم شخصيات لم تحصل على حقها الإعلامى، بالرغم من أنهم أثروا في الحياة الثقافية ولهم دور كبير، بل نعتبرهم أحد أسباب النجاح الذي حققته دار الأوبرا المصرية، فمثلا تضم قائمة المكرمين الموسيقار عبدالحميد عبدالغفار، قائد فرقة الإسكندرية للموسيقى والغناء العربى، والذى نعتبره إضافة حقيقية وله باع كبير في هذا المجال، ومغنى الأوبرا وليد كريم، وبالرغم من قلة عدد مطربى الأوبرا، فإنهم بعيدون عن الأضواء ويحتاجون إلى وقت طويل لتحقيق ما يهدفون إليه، كما أن (كريم) يعتبر من الجيل الثانى لمطربى الأوبرا، كما تم تكريم سيد منصور، عازف العود، وهو فنان كبير وحقق نجاحا كبيرا على مدار السنوات الماضية، بالإضافة إلى خبير المكياج أحمد فكرى، ومن المعروف أن عروض الباليه تحتاج إلى ماكيير خاص مختلف تماما عن ماكيير الفنانين، و(فكرى) يعتبر أفضل من قام بهذا الدور طوال الفترة الماضية، كما تم تكريم اسم الراحل أشرف عبدالمحسن، كبير مهندسى الصوت بالأوبرا، هذا الرجل الذي أفنى حياته في خدمة الأوبرا، بالرغم من العروض الكثيرة التي تلقاها للعمل خارجها، لكنه رفض وتمسك بها».

وبررت «إيناس» عدم وجود مشاركة عربية- باستثناء التونسية غالية بن على والسورى مجد القاسم- قائلة: «المهرجان بدأ محليا والميزانية شبه معدومة، لذلك فإن الفنانين العرب لن يستوعبوا ذلك، ومشاركتهم في المهرجان سوف تكلف مبالغ كبيرة، واعتمدنا على مطربين لديهم رصيد كبير لدى الجمهور المصرى، لكن بعد النجاح الذي حققه المهرجان على مدار السنوات الماضية، أصبح لدينا طموح أكبر في الاستعانة بمطربين عرب كبار خلال السنوات المقبلة، هذا بخلاف مشاركة الفرق الأجنبية في المهرجان».

وعن تخفيض سعر التذكرة لـ«خمسة جنيهات فقط»، قالت: «المهرجان غير هادف للربح، وسبق أن فكرنا أن يكون الحضور دون مقابل مادى، لكن تراجعنا وفضلنا أن تكون المشاركة رمزية للحد من عدد الحضور، حيث إن المكان يستوعب 3 آلاف شخص، بينما عدد الحضور يصل إلى 5 آلاف، وهذا الحضور الكبير يجعلنا نشعر بالسعادة، خاصة لأننا نسعى إلى توصيل رسالة محددة إلى الجمهور، لذلك نفضل تقديم الحفل من خلال فقرتين إحداهما نقدم فيها موسيقى الجاز، والمزج بين الموسيقى كما حدث في حفل الافتتاح وتقديم أفكار جديدة لن يستوعبها الجمهور بسهولة لو تم تقديمها في حفل بشكل منفصل، ونعتمد في الفقرة الثانية على أحد المطربين الكبار مثل الحجار ومدحت صالح وخلافه، وبذلك (ضربنا عصفورين بحجر واحد)».