انتقل محمد صلاح، النجم المصري المحترف في صفوف تشيلسي، إلى نادي روما على سبيل الإعارة، بعدما أكد جوزيه مورينيو أنه لا يرغب في خدمات المهاجم المصري ضمن فريقه لنرى اللاعب ينضم بعد سلسلة من المراوغات من قبل «الفيولا» لذئاب العاصمة الإيطالية.
ومن نظرة بعيدة من دون أي تضخيم، ربما شعر مورينيو بعض الشيء أنه افتقر لخدمات محمد صلاح، خاصة في مباراة الدرع الخيرية، والمباراتين السابقتين في الدوري الإنجليزي، الجناح السريع الذي يجيد التحرك خلف مساحات الخصم، ربما لا يجيد الاختراق بقدر قدرته على الاقتحام بسرعته، ذلك ما كان سيخلف فجوات خلف خطوط أرسنال ويسمح لتشيلسي لتقديم شيء ما، لكن عناد مورينيو جعل الفرعون المصري يرحل إلى روما.
حتى الآن في الجولات التحضيرية، سجّل محمد صلاح هدفين، أحدهما بضربة حظ بعد أن ارتطمت الكرة بالقائم مرتين، وصنع هدفًا، لكن في المجمل شكل اللاعب إضافة لكتيبة رودي جارسيا، ولكن قبل أن نتحدث عما سيكون، علينا أن نفهم أولاً لماذا رحل صلاح إلى روما؟
1- مورينيو ليس بصانع حلوى!
مورينيو لا يطور من لاعبيه كثيراً لا يحب ذلك، إنه يفضل أن يطور اللاعب نفسه بنفسه وأن ينفذ اللاعب أفكار المدرب و«المدرب فقط»، ولنا في «ويليان» عبرة على سبيل المثال وموهبة «كواريزما» كمثال آخر، وشتان الفارق.
حتى هازارد يحتاج للكثير من العمل لإنهاء الفرص، لكن مع مورينيو مصلحة الفريق أهم، لذا رأى المدرب أن يرحل «صلاح» ويُبقِي على «موسيس» بدلاً منه.
2- من بازل إلى تشيلسي هل كان الاختيار الصحيح؟
خرج الكثيرون ينتقدون رحيل محمد صلاح من بازل إلى تشيلسي بدلاً من ليفربول ولعبت العواطف بعقول الجميع، منتظرين رؤيته قادماً من دكة البدلاء ليكون أساسياً، ربما أثر ذلك بالسلب على نفسية اللاعب الذي شتَّتَ نفسه مع تسرع الجماهير المصرية بالتفكير من الخروج من جحيم مورينيو وعدم الصبر للحصول على فرصة، مما يعيد للأذهان سؤالًا آخر: لِمَ لَمْ تقبل بالعروض الإيطالية من البداية؟ الضغط الجماهيري قد يكون جيداً في بعض الأحيان، لكنه لعنة على الجانب الآخر.
3- جحيم متاهات عقل مورينيو المتذبذب
اللاعب المصري في المجمل يحب دائماً أن يشعر أن المدرب يقدره، وهذا موجود في مصر فقط، بعض المدربين يحبون اللاعبين في أوروبا، لكنهم يحبون نجوم الصف الأول.
مورينيو متقلب المزاج للغاية عكس مونتيلا، الذي شبه صلاح بـ«ميسي» أو «جارسيا» الذي يطارده، تلك هي الفكرة، مورينيو لم ولن يكون مناسبا أبدا لأي لاعب مصري، اليوم قد يحبك البرتغالي وبعد قليل يخرج ليؤكد أنك لا شيء.
الآن إلى المحطة التالية، ماذا سيفعل صلاح في جنة كرة القدم؟
1- صلاح يجهّز نفسه لموسم استثنائي للرد على مورينيو وفيورنتينا!
الجناح المصري سوف يفعل المستحيل، خاصة أنه سيتواجد في إيطاليا بعد فترة إعارة قصيرة، هو تعرف على الدوري جيداً والطرق الدفاعية، وسجل في يوفنتوس وإنتر ميلان، ويعي جيدا أهمية التسجيل في لاتسيو، بالنسبة للذئاب، لكن التألق في روما طوال الموسم الجاري هو ما يشغل باله ويعمل من أجله حتى إنه أظهر في الجولة التحضيرية أنه يرغب في الرد على كل ما قيل عنه.
2- مع روما محمد صلاح سيكون دوره هجومياً أكثر
محمد صلاح لا يلعب كجناح فقط، إنه يلعب كمهاجم ظل وصانع ألعاب متقدم ومهاجم صريح داخل منطقة الجزاء، هذا سيتيح لجارسيا استعماله أكثر وإعطاءه المساحة التي يحبها، خط وسط وهجوم روما بات قوياً جداً «الخبرة والشباب»، هو ما تحتويه كتيبة ذئاب جارسيا، تمريرة واحدة خلف المدافعين من قبل جيرفينيو، متجهة لصلاح، أو حتى من «ايتوربي أو بيانيتش أو دي روسي أو توتي»، كل هؤلاء قد يجعلونه سلاحاً سرياً في حال كانت هناك مساحات خلف ظهر الخصوم، يرغب جارسيا في استغلالها، وظهر ذلك خلال مواجهات الجولة التحضيرية التي شارك بها الجناح المصري.
3- تكتيكات المدرب وكيمياء الحب قد يكونان سر التألق
مثلما كان مونتيلا، يسرد الأشعار في حب محمد صلاح، قد يفعلها جارسيا، الأمر سهل كما قلنا، إنها كيمياء الحب بين المدرب ولاعبه، اللعب بطريقة «4-3-3» مألوفة لصلاح، إنها طريقة ملائمة له، وجارسيا سيطورها أكثر مع تواجد دجيكو.
بقي لنا سؤال أخير.. هل يضمن صلاح مكانًا أساسيًا ضمن تشكيلة جارسيا؟
الآن لنعد سويًا مهاجمي روما: ايتوربي، ليايتش، دزيكو، توتي، فالكي، إيباربو «في حالة فضّل روما بقاءه»، ديسترو، جيرفينيو، وصلاح، أي أن هناك 8 مهاجمين غير صلاح، مما يجعلنا نتأكد أن خدعة «طلع توتي ونزل صلاح» لن تُجدي نفعاً، اللاعب صاحب الـ23 عاماً عليه ألا يتأثر كثيرًا بشبكات التواصل الاجتماعي، وعليه أن يركز أكثر ليضمن مكاناً أساسياً وأن يطور من نفسه وألا يعتمد على مدرب من أجل ذلك، تلك هي خطة النجاح السهلة وصلاح قد يجيدها مع قليل من الالتزام وعدم الدخول في مشاكل مع توتي، فهو ملك روما ولا صوت يعلو فوق صوته.
في النهاية، الجولة التحضيرية لم نستفد منها سوى أن المصري محبوب وهناك الكثير من التوقعات الملقاة على عاتقه، عليه أن يستخدم تلك التوقعات والتطلعات لصالحه وألا يتركها تثقل من مهمته، عليه أن يقبل التحدي ويثبت أنه موهوب سقط سهواً ضمن قائمة ضحايا مورينيو، ويثبت أن الأوان لم يفت بعد له، مثلما حدث مع دي بروين، فهل يفعلها المصري؟