تعد قصته (حدوتة مصرية) بكل المقاييس، فعندما كان طالباً فى (أولى ثانوى) بـ(مدرسة المشاغبين) تعرف على (شلة الأنس) و(أصدقاء الشيطان) و(فتوات بولاق) و(الحرافيش)، و(النصابين الخمسة)، ولم ينصت لـ(أجراس الخطر) لتنزلق قدماه فى (بئر الخيانة) ويواجه (المصير) الأسود فى (يوم الأحد الدامى) ويتم إلقاء القبض عليه ليصبح (مسجون ترانزيت) بموجب القضية (131 أشغال).. بعد الإفراج عنه قال (يا رب توبة) وعزف عن الدخول فى (دائرة الانتقام) من الذين وشوا به، وقرر أن يفتح صفحة جديدة مع (القاهرة والناس)، وعمل فى وظيفة (سائق الأتوبيس) و(عادت الحياة) تبتسم وتفتح ذراعيها له (ثم تشرق الشمس) بالخير فتعرف على (الدالى) و(حاتم زهران) اللذين أخذا بيده حتى أصبح من (أهل القمة)، وأقام بـ(عمارة يعقوبيان)، وتملك (شقة فى وسط البلد)، ووطد علاقاته بجيرانه (العطار والسبع بنات) و(عائلة الحاج متولى) و(عرفة البحر) و(خلف الله) و(ناجى العلى) وكان يرتبط مع الجميع فى تعاملاته بـ(كلمة شرف)، ثم تزوج من (الراعية الحسناء) وعاش (العاشقان) فى (دنيا الله) كحياة (روميو وجولييت) ولم يخنها يوما بـ(ميعاد مع سوسو) أو (توحيدة) أو (نادية).. وصار بينهما (كل هذا الحب) فى ظل الاحترام المتبادل والذى كان بمنزلة (كلمة السر) فذاقا خلالها (عسل الحب المر).. وكان عندما يُسأل عن نفسه يجيب قائلا (لست شيطانا ولا ملاكا)، وكان يردد (أرزاق يا دنيا)، و(يمهل ولا يهمل) و(البيوت أسرار).. كان صريحا وشجاعا ولا يعرف (الخوف) أو (الهروب) أو(الغيرة القاتلة).. كان يرى أن (الحب وحده لايكفى) و(ابتسامة واحدة لا تكفى)، وكان يرفض (الكلام فى الممنوع) ويستهويه الحديث عن الشخصيات الإسلامية والتاريخية مثل (هارون الرشيد) و(عمربن عبدالعزيز) و(الظاهر بيبرس).. وبعد أن أدى رسالته على النحو المطلوب فاضت روحه، ورحل عن دنيانا إلى دار الحق.. وداعاً يا من سيظل (حبيبى دائما).. وداعاً يا (أقوى الرجال).. وداعاً يا (آخر الرجال المحترمين).. وداعاً نور الشريف.. فعلى مثلك يا (عصفور الشرق) تذرف (الدموع الساخنة) !!
كريم محمد عبدالفتاح- فيصل- الجيزة